هناك فرق كبير بين طب الأسنان التقليدي وبين طب الأسنان الرقمي الحديث وتقنياته التي غزت عالم طب الأسنان، وهذا الفرق نراه جلياً ليس فقط في تخفيف الألم الناتج عند استعمال تقنيات أو أجهزة الأسنان التقليدية فحسب وإنما نراه كذلك في السرعة والدقة الكبيرة عند استعمال هذه الأجهزة الحديثة بجانب تخفيف الضغط النفسي على مريض الأسنان.
ما هو مفهوم طب الأسنان الرقمي؟
يقول الدكتور وضاح بركات ” أخصائي طب وجراحة الفم والأسنان ” أن طب الأسنان الرقمي هو شيء حديث طرأ على طب الأسنان ينتقل من التقليدي للرقمي عن طريق دور الحاسوب في صناعة الأسنان من حيث أخذ قياسات الأسنان عن طريق برنامج أصبحنا نقوم من خلاله بإصدار تفصيل السن ومن ثم إنتاجه بطريقة معينة.
أما ما يميز طب الأسنان الرقمي المعتمد بشكل أساسي على الحاسوب فهو السرعة والدقة مقارنة بالطب التقليدي للأسنان الذي يعتمد على اليدوية وصب المواد والطبعات التقليدية للأسنان.
أما الآن فيمكننا أخذ قياسات الأسنان عبر كاميرا ثلاثية الأبعاد ومن ثم تنتقل القياسات إلى الكومبيوتر الذي من خلاله يتم تصميم قياس أو تلبيسة السن أو الحشوة، ويتم ذلك في مدة تتراوح بين 10 دقائق إلى نصف ساعة تقريباً.
ما هي التقنيات الجديدة المستخدمة في طب الأسنان؟
عند الحديث عن طب الأسنان الرقمي فقد أصبحنا نصنع الأسنان رقمياً في جلسة واحدة فقط خلال وقت بسيط دون الحاجة إلى القياسات التقليدية كما أصبح علاج الأسنان كذلك عن طريق الليزر دون اللجوء إلى تبنيج المريض أو اللجوء لحفر أسنانه بينما من خلال الليزر أصبح بإمكاننا إزالة التسوس من السن خلال ثواني معدودة ودون شعور المريض بأي ألم مما خفف كثيراً من الضغط النفسي الذي كان يعاني منه مريض الأسنان – وفق ما ذكره الطبيب.
تابع ” بركات “: تعتبر تقنية الليزر المستعملة في طب الأسنان أفضل بدرجة كبيرة من الأساليب التقليدية لأن تقنية الليزر لا تعتمد على ألم المريض، كما أن الليزر يمكنه التعرف على الخلايا الميتة في سن المريض بصورة أكثر دقة دون الحاجة لأن يتم إزالة جزء من السن بعيداً عن الجزء المتسوس.
كيف يمكننا تدريب أطباء الأسنان على تقنيات الطب الرقمي؟
يجب أن يتم إعطاء دورات ومحاضرات عدة لأطباء الأسنان القدامى مع ضرورة التدريب على الأجهزة الرقمية الحديثة المستعملة في طب الأسنان بالإضافة إلى أن تلك الدورات تُقدم في البلد المنشأ لجهاز الأسنان الرقمي الحديث.
أما عن الأردن فإنها قد بدأت في استعمال تقنيات طب الأسنان الرقمي منذ وقت طويل كما أن هناك زيادة كبرى وإقبال شديد على تلك التقنيات بجانب ملاحظة زيادة وعي الناس بها وصار الأطباء كذلك أكثر تأهيلاً لاستعمال هذه الأجهزة الرقمية الحديثة في طب الأسنان.
على الجانب الآخر، هناك بعض الأطباء الآن الذين يفضلون استعمال الطرق التقليدية في طب الأسنان وآخرين يواكبون التطور في هذا المجال وهذا يعود في نهاية الأمر إلى شخصية الطبيب ذاته، بالإضافة إلى أن الأجهزة الرقمية الحديثة عالية السعر مقارنة بأجهزة طب الأسنان التقليدي وهذا له دور كبير في تطور الطبيب من عدمه في استعمال هذه الأجهزة نظراً لضعف إمكانيتهم.
على أي حال فإنني أنصح المرضى باستعمال التقنيات الحديثة في طب الأسنان لأنها أكثر دقة وسرعة مثلما نرى في تلبيسة الأسنان التي لا تأخذ أكثر من 20 دقيقة.
ما هي استخدامات الليزر في طب الأسنان؟
يستخدم الليزر في علاج تسوس الأسنان كما أنه يُستعمل في كل شيء تقريباً يخص طب الأسنان إن جاز التعبير حيث أنه يُستخدم في الأسنان واللثة والعظم والوجه وبعض الأمور الأخرى التجميلية.
يمكننا من خلال استعمال تقنية الليزر حفر الأسنان وتجهيزها للحشوات مع إمكانية إزالة تلك الحشوات عن طريق الليزر أو إزالة القشور وإجراء بعض العمليات الجراحية بالليزر دون استعمال المشرط التقليدي، بجانب أن استعمال الليزر يقلل من الألم بدرجة كبيرة في العمليات الجراحية كما أن الليزر نفسه يقتل البكتيريا الموجودة في الأسنان.
يمكن أن يُعطى المريض بعض المواد ليستنشقها قبل الجلسة عند طبيب الأسنان بدقيقة أو دقيقتين لتخفف من الألم الذي يتعرض له خلال جراحة الأسنان كما أن إبرة البنج أصبحت ديجيتال عن طريق جهاز صغير يتحكم في المادة التي تدخل على سن الإنسان والتي تخفف كثيراً من الألم الذي يشعر به مريض الأسنان.
وأخيراً، فيما يخص تنظيف الأسنان فيُنصح دوماً أن يتم التنظيف كل 6 أشهر عن طريق الليزر، بينما تبييض الليزر فإن له مضار ضئيلة ليرجع الجسم بعده ليعدِّل نفسه بنفسه، كما أنه لا يؤثر على الأسنان إلا إذا استُعمل بطريقة خاطئة، وهذه التقنيات دخلت الأردن منذ 10 سنوات تقريباً وأصبح الطبيب الأردني متمرس عليها بعدما تدرب عليها في الخارج في بلدها المنشأ.