ما المقصود بتروية القدم السكري؟
قال ” الدكتور / عمر حمد الله – أخصائي جراحة أوعية دموية” أن القدم السكرية هي القدم التي تكون عند مرضى السكري ويحدث لهم تأثير على الأعصاب والشرايين كما يحدث لهم التهابات في الرجلين مع إمكانية حدوث تقرحات بسيطة لا تصل فيها للبتر، كما تعتبر القدم السكرية مرحلة متقدمة من المرض الغير منظم كما أنه يمكن أن يعاني مريض السكر من تلك المشاكل بعد مرور عشرون أو ثلاثون سنة.
وأضاف الدكتور ” عمر “: يعتبر مرض السكري مريض سيء يؤثر على الشرايين ويسبب تصلب وانغلاق للشرايين كما أنه يؤثر على الأعصاب ويحدث لها تلفا كبيرا كما أنه مهم للإحساس إلى جانب أهمية الشرايين للتروية غير أنه من المعروف أن البكتيريا تحب كثيرا السكر، لذلك عند وصول مرض السكر لمرحلة متقدمة لا يحدث هناك إحساس بالجروح والقدم بشكل عام.
هل كل مرضى السكر يعانون من القدم السكرية؟
ليس كل مريض يمكنه المعاناة من القدم السكرية حيث كلما حافظ مريض السكري على اعتدال مرض السكر وعمل على انتظامه داخل الجسم فإن تلك الأعراض التي تظهر للقدم السكرية لا تظهر عليه ولابد للمريض أن يتابع بشكل جيد مع الطبيب المختص من أول يوم من الإصابة به.
وتابع ” عمر “: في الصورة تظهر رجل بها أكثر من شريان الذي قد يتسبب نقص ترويته في حدوث التقرحات التي تحدث في القدم، لذلك لابد لرميض السكر أن يتم فحص تلك الشرايين وفي حالة عدم وجود نبض بها لابد من زيارة طبيب الأوعية الدموية لمعرفة سبب عدم وجود نبض بها لأنه عند اختفاء النبض فإن هذا نؤشر لضعف التروية لتلك الشرايين.
يتم فحص أعصاب مريض السكري في بداية الأمر ويتم فحص الشرايين كذلك عند الإصابة بالقدم السكرية.
ما هي أعراض القدم السكرية؟
لابد لمريض السكري أن يتابع أصابع رجلية ورجليه بشكل عام للتأكد من عدم وجود جروح بها حتى وإن كانت بسيطة لإمكانية علاجها بطريقة بسيطة.
على الجانب الآخر لابد من مراجعة الطبيب المختص في حالة وجود ألم في رجل مريض السكري بالإضافة عند وجود تنميل في الأعصاب فإن هذا مؤشر لتلف أعصاب القدم.
يشمل علاج القدم السكرية في الأساس على وجود انتظام واعتدال في السكري حيث يكون علاج القدم السكرية بواسطة أخصائي أوعية دموية مع أخصائي مرض السكري مع أخصائي أعصاب لإعطائه علاجا متكاملا إلى جانب أخصائي جراحة الأوعية الدموية عند اللجوء للحل الجراحي للقدم.
هناك بعض العلاج التحفظي للقدم السكرية التي يمكنها السيطرة على الجروح البسيطة مثل استخدام المراهم ومبعض المضادات الحيوية ولكن في حالة عدم وجود تروية دم فغن المضادات الحيوية لن تكون فعالة بدرجة كبيرة في هذه الحالة لأن المضادات الحيوية ستعمل على قتل البكتيريا دون العمل على تروية القدم بالدم وحينها لابد من تحويل أخصائي السكري المريض إلى الاستشاري.
يبدأ العلاج بالفحص السريري وفحص النبض والجروح ومتابعة تروية الرجلين والأعصاب.
في حالة وجود ضعف في التروية عند الفحص السريري لمريض السكري يمكن اللجوء إلى القسطرة التشخيصية حينها والتي تعتبر عبارة عن مادة ملونة تؤثر على الكُلى في حالة كثرتها ولكن في القسطرة التشخيصية تكون قليلة.
عند الوصول إلى مرحلة انغلاق الشرايين فإننا يمكننا علاجها عن طريق القسطرة بواسطة الشبكات والبالونات أو عن طريق العملية الجراحية عن طريق توصيل الدم لنقطة ما قبل الانغلاق إلى نقطة أخرى بعد الانغلاق.
تحتاج هذه العملية إلى وقت اطول للمريض لكن تعتبر نتيجتها أفضل لأنها تستمر من 5 إلى 10 سنوات على الأقل.
وأردف الدكتور ” عمر “: يمكن علاج انغلاق الشريان كذلك عن طريق شريحة معدنية يتم دخولها داخل الشريان لتفتح الشريان مما يساعد على وصول الدم لقدم السكري كما أن تلك الشبكات تعتبر صغيرة جدا في الحجم.
تتم عملية القسطرة عن طريق دخول إبرة صغيرة جدا للشريان عن طريق أسلاك بسيطة من الفخذ إلى الرجل ثم إلى الانغلاقات الشريانية التي يتم فتحها بالبالون ويتم تكسير التصلبات الموجودة في الشريان ومن ثم يتدفق الدم إلى الشريان ويمكن إجراء هذه العملية في أي مكان فوق أو تحت الركبة كما يمكن استخدام الشبكات الحديد السابق ذكرها في فتح الانغلاقات للشرايين.
يمكن وضع الشبكة عن طريق القسطرة في مكان الانغلاقات وهذه تساعد ألا تعود الانغلاقات للشريان مرة أخرى بعكس البالون الذي قد يؤدي إلى رجوع الانغلاق للشريان مرة أخرى في خلال سنة أو اثنين.
تعتبر الشبكات جيدة للمرضى كبار العمر أو الذين لديهم صحة سيئة ولا يشترط كبر العمر في جودة الصحة كما تعتبر العملية الجراحية للقدم السكرية أفضل لمرضى السكر خاصة مع وجود أمراض أخرى لمريض السكري مثل الكُلى التي تستلزم استخدام الشبكات.
وأخيرا، يعمل نقص التروية على ضعف القدم السكرية كما يعمل السكر المرتفع على التأثير على التروية، لذلك يجب مراجعة مريض السكري عند الشعور بأعراض مثل التنميل والجروح طبيبه المختص.