مفهوم الولادة المبكرة
قالت “د. إيمان ديماس السويدي” أخصائية النساء والولادة وطب صحة الجنين. الولادة المبكرة هي أي ولادة تحدث ما بين الأسبوع ال 24 من إلى ما قبل الأسبوع ال 37، حيث يقسم الأطباء فترة الحمل إلى 40 أسبوع، وإذا نزل الجنين قبل مرور 24 أسبوع فإن ذلك يعد إجهاضا، أما نزول الجنين في الفترة ما بين ال 24 وال 36 أسبوع فإن ذلك يسمى ولادة مبكرة، بمرور ال 37 أسبوع فإن ذلك يكون في بداية الشهر التاسع، إذن فالولادة المبكرة هي التي تحدث قبل مرور 37 أسبوع.
إلى أي مدى أصبحت الولادة المبكرة شائعة؟
الولادة المبكرة من أهم الركائز الأساسية التي يقوم عليها علم التوليد، حيث أن طبيب التوليد يجب أن يكون متابعا جيدا لها، حيث أن هناك علاقة مباشرة بين أطباء النساء والولادة وأطباء الأطفال، هذه العلاقة نشأت بسبب الولادة المبكرة، ويتم اتصال بين طبيب النساء وطبيب الأطفال يخبره بوجود حالة ولادة مبكرة، وبعد عملية الولادة فإن الطفل يدخل إلى الحضانة، وتشتمل الولادة المبكرة على الكثير من المخاطر ومن هذه المخاطر:
أن الجنين على الرغم من وجود رئته بصورة كاملة إلا أنه لا يستطيع التنفس بشكل طبيعي داخل رحم الأم، وهو يعتمد على الدورة الدموية للمشيمة بشكل كامل في التنفس، لذلك فهو يتنفس ولكن ذلك التنفس لا يكون معتمدا على الأكسجين الذي يدخل رئته، وتبدأ الرئة في العمل بعد الولادة، حيث أنه في الأنفاس الأولى له تخرج كل السوائل وتفتح حويصلات الرئة، ويبدأ الجنين في الصراخ والتنفس.
أما عن الجنين الذي تتم ولادته بشكل مبكر فإنه يكون غير مستعد لفتح تلك الحويصلات والتنفس بشكل طبيعي ولذلك فهو يعاني مشاكل في التنفس وذلك يؤدي إلى نقصان في وزنه عن الوزن الطبيعي، ولذلك فإن الجنين يحتاج إلى رعاية خاصة ومكثفة، وتمتد هذه الرعاية طوال الفترة التي تم ولادته مبكرا إلى أن يصل إلى الوقت الطبيعي للولادة، وتكون تغذيته بطريقة خاصة، وقد يحتاج إلى تدخل جراحي أو تنفس صناعي، ولذلك فإن الأمر مكلف ويحتاج إلى تدخل أطباء من تخصصات مختلفة، يوجد في الإمارات الكثير من المراكز والتي تطورت كثيرا في التعامل مع حالات الولادة المبكرة، ولكن وللأسف فإن هناك بعض الأطفال الذي يستمر تأثرهم بالولادة المبكرة على المدى البعيد، فبعضهم يصاب بتأخر دراسي والبعض الآخر قد يصاب بالعمى، وذلك بسبب تأثير بعض الأدوية التي تم تقديمها لهم أثناء تواجدهم في الحضانة، وربما بسبب عدم اكتمال نمو العين، ولذلك فإن الولادة المبكرة تتصدر قائمة الطوارئ في تخصصي النساء والتوليد وتخصص الأطفال.
أسباب حدوث الولادة المبكرة
هناك الكثير من العوامل والأسباب التي تؤدي إلى حدوث الولادة المبكرة، وهناك عدة أشياء يجب مراعتها ومنها: ضرورة أن تتم المتابعة المستمرة مع الحالات وخصوصا في الشهور الأولى من الحمل الأول، حيث يدرس الطبيب طبيعة الحالة، ويتم تصنيف الحالات إلى شديد الخطورة ومنخفض الخطورة.
ومن أهم البروتوكولات التي تم تطويرها في الآونة الأخيرة هي قياس طول عنق الرحم، حيث أن قياس طول عنق الرحم يعتبر من الأشياء التي لها دلالة كبيرة في الحالة، فإذا كان طول عنق الرحم أقل من 28 ملي فإن ذلك يدل على أن هذه السيدة تحمل خطر الولادة المبكرة ولهذا يجب أن تتم المتابعة معها بشكل مستمر، وقد يقوم الأطباء بتقديم بعض الأدوية لها والتي تعمل على تقليل تقلصات الرحم، حيث أن تقلصات الرحم أو نزول السائل الاميبي حول الجنين هما من أسباب حدوث الولادة المبكرة، بعض السيدات تعاني مشكلات في الرحم، أو أنهن قمن بإجراء عمليات جراحية أدت إلى أن طول عنق الرحم أصبح قصيرا، كل تلك العوامل تؤدي إلى زيادة نسبة الخطر، ولذلك فإنه أثناء الزيارة الأولى أثناء الحمل يجب أن تقوم الطبيبة بسؤال الحالة عما إذا كان هناك ولادات سابقة وعن ظروف كل ولادة حتى تستطيع معرفة حجم الخطر.
وعن الأدوية المعينة التي من الممكن أن تؤدي إلى حدوث الولادة المبكرة إذا تم تناولها قبل أو أثناء فترة الحمل تقول “د. إيمان ديماس السويدي” لا توجد أدوية تؤدي إلى حدوث الولادة المبكرة بشكل مباشر، ولكن الولادة المبكرة تحدث بسبب انقباضات الرحم، ولكن هناك بعض الأعشاب والفواكه التي إذا تم تناول كميات كبيرة منها فإنها تؤدي إلى حدوث ولادة مبكرة.
هل هناك مؤشرات تسبق حدوث الولادة المبكرة ؟
من الممكن التنبؤ بذلك في الحمل الثاني أو الثالث، حيث أنه إذا كان الحمل الأول طبيعيا فإن ذلك مؤشر جيد لباقي مرات الحمل التالية، ولكن ذلك التنبؤ ليس قاطعا، حيث يجب المتابعة المستمرة مع الأطباء، ويجب اعتبار كل حمل هو الحمل الأول وعدم الاعتماد على كون الحمل السابق مر بسلام، وإذا كانت المرأة على علم بأعراض الولادة المبكرة فإنه يمكنها ملاحظة إذا ما ظهرت تلك الأعراض عليها ومنها: حدوث انقباضات في الرحم، تدفق للسائل المحيط بالجنين، حدوث نزيف، كل هذه الأعراض يجب أن تتوجه الأم إلى الطوارئ مباشرة إذا ظهرت.
يقال أن الطفل الذي يولد في الشهر السابع يمكن أن يعيش بشكل طبيعي، أما الطفل الذي يولد في الشهر الثامن فإنه يموت، هل هذه خرافات أم حقيقية علمية؟
الفيصل في هذا الأمر هو وضع المولود وحالة الأم الصحية، فأحيانا يولد طفل الشهر التاسع ولكنه يكون مصاب بتشوهات، لذلك فالأمر معتمد على حالة كل طفل وحالة الأم وليس شهر الولادة. ومن الأسباب أيضا التي تؤدي إلى الولادة المبكرة وجود خلل في الكرموسومات الخاصة بالطفل، ذلك الخلل يؤدي إلى الولادة المبكرة، أما عن مسألة الشهر السابع والثامن فهي خرافة لا أساس لها من الصحة، فالفيصل هي الظروف التي يواجهها الجنين والحالة الصحية له وللأم.