تعتبر النوبة القلبية من الأمراض التي تهدد الحياة، وفي الماضي كانت النوبات القلبية تنتهي بأحيان كثيرة بالموت ولكن اليوم غالبية الذين يصابون بالنوبات القلبية يبقون على قيد الحياة وذلك بفضل الوعي المتزايد بعلامات النوبات القلبية وأعراضها وبفضل تحسين العلاجات وتطويرها.
مفهوم النوبة القلبية و أسبابها
قالت “د. ليلى محمد المرزوقي” أخصائية أمراض القلب. يجدر الإشارة علينا في البداية إلى الانتشار الكبير لأمراض القلب والشرايين في العالم أجمع حيث أن 18 مليون شخص يموتون سنوياً بسبب هذه الأمراض 85% منها خاصة بأمراض القلب فقط.
هناك شرايين أساسية في القلب وعند حدوث ترسبات فإنها تتضيق وتنسد مما يؤدي إلى الذبحة الصدرية والنوبة القلبية.
وتابعت الدكتورة “ليلى المرزوقي” هناك أسباب عدة للنوبة القلبية منها الأسباب الوراثية بجانب تقدم العمر، كما أن الرجال هم الأكثر عُرضة للنوبة القلبية عن السيدات.
على الجانب الآخر، هناك بعض الأسباب الأخرى للنوبات القلبية منها السمنة المفرطة بجانب أمراض السكري وارتفاع ضغط الدم والكوليسترول بالإضافة إلى تناول الأكلات غير الصحية والإكثار من تناول الملح والسكر في الطعام بجانب قلة الحركة التي تؤثر كثيراً على الإنسان بصورة سلبية خاصة على الأطفال.
أعراض النوبات القلبية
تعتبر الوقاية دائماً خير من العلاج، لذلك يجب علينا جميعاً خاصة من تعدى عمر 45 سنة من الرجال إجراء بعض الفحوصات على القلب كما يجب على المدخنين ومن لديهم تاريخ مرضي عائلي الاهتمام بهذا الأمر أكثر من غيرهم.
أما عن أعراض النوبة القلبية فقد تكون على شكل ألم في الصدر وضيق في التنفس والتعرق خاصة عند بذل مجهود رياضي بسيط.
على الجانب الآخر، تختلف أعراض النوبة القلبية عند السيدات عن الرجال حيث يمكنهم الشعور بألم في المعدة والعضلات ضمن أعراض النوبة القلبية.
يجدر الإشارة كذلك إلى أن النوبة القلبية قد تصيب الصغار والكبار على حد سواء، وهنا تكمن أهمية الفحص الدوري للنوبة القلبية عند الطبيب المختص.
كيف يتم تشخيص النوبة القلبية؟
يتم تشخيص النوبة القلبية عن طريق طبيب القلب الذي يستوجب عليه سماع المريض وأخذ تاريخه المرضي للألم الذي يشعر به مع إمكانية عمل صورة تلفزيونية للقلب في المرحلة المتقدمة.
إلى جانب ذلك، يمكن عمل عملية القسطرة القلبية ووضعها في الشرايين لفتح هذه الانسدادات الموجودة، لكن هناك بعض الأشخاص كالذين يعانون من مرض السكري والذين لا يمكنهم عمل القسطرة وبالتالي يلجؤون إلى إجراء عملية القلب المفتوح ليتم تغيير الشرايين.
هل يمكن ولادة الطفل بالنوبة القلبية؟
هناك أمراض جينية يمكن أن يولد بها الطفل والتي يمكنها أن تتسبب في تشوهات داخل القلب كما يمكن أن تتعرض غرف القلب والصمامات القلبية لبعض المشاكل مما يستدعي منا عملية زراعة للقلب في أسرع وقت لهذا الطفل، كما أن هناك بعض المشاكل البسيطة في القلب التي قد يستطيع الطفل العيش بها ومن ثم يتم علاجها وإجراء العملية الجراحية بها بعد مرور فترة من الوقت.
وأضافت ” ليلى” في حالة شعور الشخص بالتعرض للنوبة القلبية من الممكن أن يقوم بتناول الأسبرين، لكن على الجانب الآخر عليه أن يقوم باستشارة الطبيب لأن الأعراض التي يشعر بها الإنسان قد تكون نتيجة آلام في المعدة وبالتالي يقوم الأسبرين بالتسبب في حرقان المعدة والتعرض لبعض المضاعفات الأخرى.
إلى جانب ذلك، هناك بعض العلاجات التي يصفها طبيب القلب لمريض النوبة القلية والتي تؤخذ تحت اللسان ومن ثم يمكن للألم الذي يشعر به أن ينتهي دون الحاجة لأخذ جرعة ثانية من العلاج.
طرق الإسعافات الأولية لمريض التوبة القلبية
تعتمد طرق الإسعافات الأولية لمريض النوبة القلبية على الشخص الذي يقوم بإنقاذ المريض ذاته من حيث الدورات التي أخذها حتى يمكنه إسعاف المريض.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن لأي شخص أن يقوم بالاتصال بالإسعاف في بادئ الأمر مع إمكانية إعطاء المريض الدواء تحت اللسان، كما يجب أن يجلس المريض في وضعية مريحة حتى وصول سيارة الإسعاف، وفي حالة توقف القلب لا قدر الله فيمكن العمل على إعطاء المريض التنفس الصناعي وذلك من خلال شخص أو أشخاص مدربة على ذلك.
طرق علاج النوبة القلبية
كما سبق الذكر فإن طبيب القلب يمكنه علاج مريض النوبة القلبية من خلال معرفة التاريخ المرضي للشخص لمعرفة ماهية ألم الصدر الذي يشعر به ثم يتم عمل فحوصات للقلب ومن ثم يمكن عمل قسطرة للقلب ليتم تحديد مدى انسداد شرايين القلب ليتم فتحها عن طريق الدعامات، وفي حالة عدم القدرة على فتح هذه الدعامات لأسباب عديدة فيمكننا استشارة جراحين القلب لإجراء عملية القلب المفتوح أو معالجة المريض عن طريق الأدوية حسب تقدير الأطباء.
وأردفت ” ليلى” طبقاً للأبحاث العالمية فإن الفترة التي يستلزمها مريض النوبة القلبية للعلاج يجب ألا تتعدى 90 دقيقة حتى يمكن للمريض الاستفادة من فتح الشرايين بأقصى سرعة، لذلك عند التعرض للنوبة القلبية يجب علينا الذهاب للمستشفى على الفور.
طرق الوقاية من أمراض القلب
لابد من وقاية أطفالنا من النوبات القلبية منذ الصغر حيث يجب أن يبتعد الأبناء عن التدخين السلبي أو التعرض للسمنة المفرطة، كما يجب أن يكون الآباء قدوة لأبنائهم بجانب أهمية تناول الغذاء الصحي وممارسة بعض التمارين الرياضية البسيطة.