سنتحدث في هذا المقال عن الليبرالية، ما هي الليبرالية ونشأتها وما هو الفكر الليبرالي، أنواع الليبرالية والقناعات التي تؤمن بها.
معنى كلمة ليبرالية
كلمة ليبرالية هي كلمة مشتقة من المصطلح اللاتيني ليبر الذي يعني الحُر. فالليبرالية هي عبارة عن نزعة أو حركة تهدف إلى التحرر السياسي والإقتصادي، وهي فلسفة سياسية قامت على مبدأ الحرية والمساواة.
تاريخ نشأة الليبرالية
ترجع نشأة الليبرالية إلى القرن السابع عشر الميلادي، وتم تأسيس هذا الفكر على يد المفكر الإنجليزي “جون لوك”، وقد إنتشرت هذه الحركة في تلك الفترة والتي كانت تُسمى بعصر التنوير، وكان الهدف منها حينها مُحاربة بعض الأفكار كتدين الدولة وحكم الملوك بصورة مُطلقة، وفي ذلك الوقت كان الفلاسفة وعلماء الإقتصاد هم أشد المؤيدين لهذا الفكر في العالم الغربي.
في القرن التاسع عشر الميلادي، تأسست حكومات ليبرالية في أمريكا الشمالية وأوروبا، وكان الهدف من ذلك القضاء على الحكومات الديكتاتورية، وكان من أشد مؤيديها في تلك الفترة ثوار الثورة الأمريكية والثورة الفرنسية والثورة المجيدة.
في القرن العشرين، بدأت تنتشر الليبرالية على نطاق أوسع بعد فوز الجانب المؤيد لهذا الفكر في الحرب العالمية الأولى والثانية، ثم بدأ مفهوم الليبرالية بالتغيير وبدء بالإنتشار بفكر مختلف في كلاً من الولايات المتحدة وأوروبا والذي عُرف بإسم الليبرالية الإشتراكية.
ما هو فكر الليبرالي ؟
أولاً الفكر الليبرالي هو فكر قائم على مبادئ رئيسية وهي العدالة وحرية الفرد. ويتبنى الليبراليون مجموعة من الأفكار مثل: حرية التعبير، الحرية الدينية، إقتصاد السوق والديموقراطية.
تتميز الليبرالية بأن مرجعيتها هي القيم والمبادئ الخاصة بالإنسان مثل حريته وكرامته وفردانيته حيث أنها لا تُقدس أي رمز ليبرالي ولا يحق لأي شخص أن يتحدث عنها أو يكون المُعبر الوحيد عنها، كما أن الليبرالية تعتبر كل شخص مسئول عن ليبراليته الخاصة به.
ما أنواع الليبرالية أو الفكر الليبرالي؟
إذا تحدثنا عن الليبرالية من حيث الفكر الديني فإنه يوجد 3 أنواع لليبرالية:
الليبرالية الإسلامية: هي فكر يدعو إلى الفصل بين رجال الدين والإسلام نفسه، كما تنص على أن لكل شخص حرية الإعتقاد والتعبير والبحث في تفسير الأمور الدينية طبقا للكتاب والسُنة وأنه من غير الضروري الإلتزام بتفسير الشيوخ قديماً.
الليبرالية المسيحية: هي فكر يدعو إلى حرية التعبير والنقاش في المسيحية، ويُطلق عليها إسم اللاهوت التحرري وهي تشمل جميع الإتجاهات المسيحية الموجودة في الفترة من أواخر القرن 18 حتى القرن 20، وهي ترمز إلى الحركة السياسية اليسارية.
الليبرالية اليهودية: وهي فكر يدعو إلى اليهودية الإصلاحية ونبذ أي فكر يدعو إلى العنف وقامت بحذف فكر إعادة بناء الهيكل و العودة للأراضي المقدسة من الصلوات لتأكيد هذا المفهوم، وقد نشأت هذه الحركة في القرن 18 فيما يُسمى بإسم الحركة الإصلاحية اليهودية.
أما بالنسبة لأنواع الليبرالية من الجانب السياسي الإقتصادي فيوجد نوعان لليبرالية:
الليبرالية الكلاسيكية: هي عبارة عن مذهب يدعو إلى السوق الحًر أو بمعنى آخر عدم وضع قيود على إقتصاد السوق وإعطاء حرية للأفراد للقيام بأي نشاط إجتماعي، كما أنها تُدافع عن الملكية الخاصة وضمان الحريات الدينية والصحفية وفقاً للدستور.
الليبرالية الإجتماعية: هي عبارة عن مذهب وسطي بين الرأسمالية المُطلقة والإشتراكية حيث أنها تسعى إلى عمل موازنة بين إعطاء المواطنين الحرية والعدالة مع الإهتمام بالجانب الإجتماعي مثل التعليم والصحة.
وهي تؤيد نظام إقتصاد السوق الإجتماعي وهو عبارة عن نظام إقتصادي رأسمالي يرفض الرأسمالية المُطلقة كما يرفض الإشتراكية الثورية، فهو يدعو إلى حقوق الملكية الخاصة للأفراد والشركات مع وضع ضوابط حكومية لتحقيق منافسة عادلة وتقليل التضخم. كما يوجد عدة أنواع أخرى لليبرالية مثل الليبرالية الفكرية، البنيوية، العلمانية والعضوية.
وفي النهاية يجب أن نعلم أن من أهم قناعات الليبرالية هي أن الحاضر لا يُبنى على تاريخ الماضي، وأن الفرد يجب أن يحكم نفسه بدون رجعية، أن اللغة العربية هي لغة قديمة يجب التخلص منها، تُشكك الليبرالية في وجود الوحي كما أنها تدعو للتفاخر بالغرب وترى أن العالم الغربي هو عالم عادل.