بدايةً، ما هى اللطخة الصفراء ؟
يقول د. عمر الزعبي “أخصائي طب و جراحة عيون”، أن اللطخة الصفراء هي عبارة عن جزء لا يتجزأ من شبكية العين لأى إنسان(الماكيلا)، وأضاف أيضاً أن مرض اللطخة الصفراء هو مرض لا يستهان به ويصيب كبار السِن فوق 50 عام وهو أكثر شيوعاً في العالم الغربي عن العالم العربي وطبقاً للتقديرات فهناك أكثر من 8 ملايين مصاب متوقع في عام 2020 في الولايات المتحدة الأمريكية فقط لذلك بالطبع لا يستهان به.
وشبكية العين تنقسم إلى قسمين أولهما شبكية مركزية تُسمى لطخة صفراء(ماكيلا)، بينما إعتلال اللطخة الصفراء الشيخوخي أو يُسمى تنكس الشبكية البقعي وهو المرض الذي سوف نتحدث عنه.
وبالنسبة للعوامل التي تؤدي إلى هذا المرض فهي تنقسم طبياً إلى عاملين أولاً عوامل يمكن تعديلها و ثانياً عوامل لا يمكن تعديلها، والتي لا يمكن تعديلها مثل تقدم العمر والجينات (المادة الوراثية لدى الإنسان)، بينما المهم بالنسبة لنا هي العوامل التي يمكن تعديلها مثل التدخين والتغذية المتوازنة من الفيتامينات حيث أن بها مضادات أكسدة تُحافظ على صحة وسلامة شبكية العين بأنها تمنع نمو شعيرات دموية غير طبيعية وأيضاً إرتداء النظارات الشمسية والوقاية من الأشعة فوق البنفسجية لأنها إن إستمر التعرض لها لفترات طويلة خاصة للأشخاص المرتبطين بعمل ميداني من الممكن أن تؤثر على طبقات الشبكية فتؤدي إلى إعتلالات في الشبكية.
ما طبيعة وأعراض مرض اللطخة الصفراء ؟ وكيفية علاجه ؟
يرى المريض بالنظر الأفقي بدايةً رؤية ضبابية (عتمة سوداء) أمام العين ويبدو أحياناً أن الخطوط المستقيمة متعرجة أو بها إعوجاج والقدرة على تمييز الألوان تكون ضعيفة.
وإعتلال الشبكية نوعان، النوع الأول من إعتلال الشبكية هو النوع الجاف ويسمي تنكس الشبكية البقعي وهذا لا يعتبر خطر ولكن يحتاج إلى مراقبة، والنوع الثاني هو النوع الرطب حيث الذي يحدث هو نمو شعيرات دموية غير طبيعية تتخلل طبقات الشبكية مما يؤدي إلى جروحات ونزوفات في طبقات الشبكية الداخلية ويوجد النزيف في اللطخة الصفراء وهذا النوع هو الذي يحتاج إلى علاج.
وحسب الإحصائيات فإن 90% من المرضى مصابين بالنوع الأول (النوع الجاف) الذي يحتاج إلى مراقبة وفحص ذاتي من قبل المريض إضافةً إلى ذلك متابعة دورية مع طبيب الشبكية.
والنوع الرطب الذي ينمو فيه شعيرات دموية غير طبيعية فتتم علاجها فعلياً عن طريق معالجة الأمور الثانوية التي تؤدي إلى هذا النوع، حيث أن العلاج لا يُعالج المرض تماماً ولكن الهدف من العلاج هو السيطرة على الوضع كما هو أولاً، وأيضاً يعمل على تباطؤ تقدم المرض مع تقدم العمر ومنع أي مسببات لنمو الشعيرات كالرشوحات السوداء والنزوفات ويُعالجوا بالإبر أو بالليزر وأي أعراض أخرى نحاول أن نخفف منها من خلال العلاج، ففعلياً هو عبارة عن تباطؤ في تقدم المرض نفسه.
أما عن طريقة العلاج نفسها، فقال الدكتور أنه قديماً كان العلاج عن طريق الليزر أما حديثاً فيتم إستخدام الحقن، فهناك مادة داخل الشبكية هي التي تساعد على نمو الشعيرات الغير طبيعية التي تتسلل في طبقات الشبكية والمستقبلات الضوئية والآن هناك أنواع عديدة من الإبر تمنع نمو الشعيرات وبذلك تمنع وجود الرشوحات والدم الموجود.
لأي مدى يؤثر التدخين والغذاء والأشعة فوق البنفسجية على إعتلال الشبكية ؟
من المعروف أن التدخين به عوامل أكسدة وبذلك يُثير عوامل أكسدة داخل شبكية العين وأيضاً في خلايا الجسم بشكل عام، وهذه العوامل المؤكسدة من الممكن أن تؤثر على الجدار الرقيق للشبكية والتي قد تؤدي إلى حدوث الإعتلال (ضعف بنية الشبكية نفسها) مما يُمكْن نمو الشعيرات الدموية الغير طبيعية.
لذلك يجب أن نتحدث عن الإقلاع التام عن التدخين أو التخفيف أولاً، وإن كان يفضل الإقلاع التام كنصيحة طبية أو سنتكلم عندئذ عن الغذاء المتوازن لأن هناك عوامل أكسدة في التدخين وعوامل ضد الأكسدة في الفيتامينات الموجودة في الغذاء المتوازن مثل اللوتين والأوميجا 3 وزيت السمك والأسماك والخضراوات والفواكه، فهي عبارة عن مواد بها فيتامينات تساعد على الحفاظ على بنية الشبكية كما هي، فلذلك لا بد من الإقلاع تماماً عن التدخين أولاً، وإستبدال ذلك بغذاء صحي متوازن.
أما عن حماية العين من الأشعة فوق البنفسجية، فواصل الدكتور حديثه بضرورة إرتداء النظارات الشمسية لأن الأشعة فوق البنفسجية من أشعة الشمس المتكررة من الممكن أن تؤدي أيضاً الى إختلال في الطبقة الداخلية لشبكية العين.
أما بالنسبة لشاشات الحاسوب، فإن الشاشات الحديثة بها فلاتر خاصة، ولكن هي متعلقة أكثر بمشكلة جفاف القرنية وهذا موضوع أخر، فلذلك يجب على أصحاب العمر فوق ال 50 أن يقوموا بالفحص الذاتي فمثلاً يقوم الشخص بمسك كتاب به خطوط مستقيمة سواء كانت طولية أو عرضية وهذا الكتاب يُوزع في العيادات الطبية، ويقوم المريض بغلق عين واحدة والنظر من خلال الآخرى على النقطة المتوسطة داخل الشكل المكون من مربعات في الكتاب، فإذا شعر المريض بإعواجاج أو أقواس أو بقع سوداء فيجب بذلك أن يتوجه بفحص عند طبيب العيون.