مُكلف أن تكوني امرأة ليس فقط من ناحية المظهر وما تلبسينه ولا حتى من ناحية القيود الاجتماعية التي تطال المرأة ولكن فعلياً قد تدفع أكثر من الرجل إزاء بعض الخدمات التي تُقدَّم إليها وهذه الظاهرة التي أثارت ضجة عند العديد من النساء.
ما هي الضريبة الوردية للنساء؟ ولماذا سميت بهذا الاسم؟
قالت ” أمل دراغمة مصري” رئيسة تحرير مجلة الشرق الأوسط للأعمال. تعتبر الضريبة في أصلها كمسمى هي ما تفرضه الدولة على بعض المنتجات، أما عن زيادة الضريبة بالنسبة للسيدات عن الرجال فيمكننا القول أن هذا ليس غريباً أو جديداً على مجتمعاتنا العربية لأنه في الولايات المتحدة أيضاً تدفع السيدات ضرائب على بعض المنتجات الخاصة بها أكثر من الرجل.
أما عن سبب تسميتها بهذا الاسم فيمكننا القول بأن تلك الضريبة تدفع فيها المرأة أكثر من الرجل فقط لأنها امرأة، لذلك فالضريبة الوردية هي ضريبة ناتجة عن اختلاف النوع الاجتماعي.
كيف تفسرين تقاضي المرأة أجراً أقل ودفع ضريبة أكبر من الرجل؟
حسب الدراسات والتحليلات التي أجريت في هذا الشأن هناك 3 أسباب لدفع المرأة ضرائب أكبر من الرجل على مشترياتها أولها هو تقاضي المرأة أقل من الرجل حيث تقبض المرأة حوالي 89 سنت مقابل 1 دولار بالنسبة للرجل مما اعتبره بعض المنتجين أن المرأة حتماً تشتري أقل من الرجل، وهذا هو السبب الأول الذي نعتبره عذر أقبح من ذنب إن جاز التعبير حيث أن هذا يعتبر جزء من النظام الرأسمالي الذي يُعد غير منطقياً حين يجبر الفقير الذي يشتري أقل أن يدفع أكثر مما خلق هوة كبيرة بين الغني والفقير بسبب هذا النظام الرأسمالي.
هل هنالك رقابة في اختلاف أسعار الخدمات بين الرجل والمرأة؟
هناك عدة جمعيات يمكنها حماية المستهلكين في الوطن العربي ولكن هذه الجمعيات لم تصل بعد لمرحلة مقارنة كل منتج بغيره بالنسبة لجودته وسعره كما أنني أظن أنهم لم يصلوا إلى مقارنة أسعار هذه المنتجات بين الرجل والمرأة.
على سبيل المثال، بالنسبة لغسول الوجه عند الرجال والنساء هناك فرق واضح بين سعره بالنسبة للرجل والمرأة وصل إلى 50% على الأقل، وهنا يأتي السؤال، لماذا يجب على النساء أن تدفع في نفس المنتج أكثر من الرجال هذا الفرق الواضح في السعر؟
وتابعت السيدة ” أمل دراغمة ” قامت عضوة في البرلمان البريطاني عام 2016 بتسليط الضوء على هذا الأمر ولكن حتى الآن لم يتم البت فيه.
إلى جانب ذلك، تكمن المشكلة الكبرى في البلاد العربية أنها المستورد الأكبر للعديد من مثل هذه المنتجات مثل منتجات العناية بالشعر مما يعني وجود ارتفاع في بلده الأم كأمريكا وغيرها من الدول والذي حتماً سيدفع الشركات المستوردة برفع سعره علينا في الوطن العربي.
استكمالاً لأسباب ارتفاع هذه المنتجات على المرأة بالمقارنة بالرجل فكان السبب الثاني طبقاً لجمعيات المستهلكين في أمريكا وبريطانيا أن تسويق المنتجات بالنسبة للسيدات يعتبر مكلف أكثر، ويأتي السبب الثالث والأخير لهذه الارتفاع خاصة للمنتجات الخاصة بالجمال هو أن السيدات تميل إلى منتجات الجمال أكثر من الرجل، لهذا يقمن بالدفع أكثر من الرجل.
ماذا يمكن للنساء فعله لمواجهة هذا الاستغلال في رفع الأسعار؟
عملياً يجب على النساء ضرورة إيقاف شراء مثل هذه المنتجات التي يشترونها بثمن أكبر من الثمن الذي يشتريه به الرجال حيث أنه في حالة وجود حراك من النساء تجاه هذا الأمر فإن هناك بعض الشركات ستقوم بالإفلاس لسببين أولهما هو قلة الإقبال على شراء هذه المنتجات كما أن الحملات الإعلامية العالمية ستسيئ حتماً إلى صورة المنتج هذه الشركات بعينها مما سيجبرهم بأخذ إجراءات تفيد بتخفيض السعر.
وأخيراً وعلى الجانب الآخر، هناك بعض الشركات والمطاعم مثلما رأينا في أمريكا وغيرها من الدول التي بتخفيض أسعار منتجاتها والوقوف بجانب المرأة وهو ما يعتبر تصرف شديد الذكاء من هذه الشركات التي أخذت بهذه الخطوة حملات إعلانية مجانية في تلك الدول بعدما كانت الفجوة في الأسعار واضحة بين الرجل والمرأة حيث وصل فرق السعر في منتجات ألعاب البنات إلى 7% بينها وبين منتجات الرجل و 4% لملابس الأطفال و 8% لملابس الكبار و13% لبعض أنواع العناية الشخصية و 8% لمنتجات الرعاية الصحية في المنزل إلخ إلخ..