للسياحة أنواع عدة تندرج تحت تعريفها الشامل بأنها زيارة بلاد غريبة والتعرف على معالمها وثقافتها، فهناك السياحة العلاجية والخدمية والترفيهية والثقافية وأيضا السياحة الدينية التي يُقصد بها زيارة الإنسان لأماكن دينية ذات طابع روحاني وآثار تشهد على كل ما له صلة بالأديان كما تُعد السياحة الدينية من أهم أنواع السياحة الموجودة في العالم اليوم.
ما هي السياحة الدينية؟ وهل تندرج الأماكن المقدسة تحتها؟
قالت “أ. أمل دراغمة مصري” رئيسة تحرير مجلة الشرق الأوسط للأعمال. سابقا كانت السياحة تندرج فقط في مكان الاستجمام عند الذهاب لقضاء إجازة في إطار ومكان غير مألوف لكن اليوم أصبحت السياحة الدينية أحد أهم أنواع السياحة الموجودة في العالم إضافة إلى الأنواع الأخرى السابق ذكرها مثل السياحة العلاجية والاستشفائية كما تُعد السباحة الدينية في الشرق الاوسط هي أحد أهم أبواب السياحة المفتوحة اليوم على العالم.
هل تعتبر السياحة الدينية واجب أم خيار أمام الإنسان؟
من أنواع السياحة الدينية ” الحج ” الذي يعتبر أحد الرحلات الدينية الذي يتمنى أي مسلم القيام به ولو لمرة واحدة في حياته كما أن دخل السعودية من هذا الجانب من السياحة الدينية سنويا يصل إلى 16 مليار دولار الذي يعتبر مبلغا كبيرا في هذه الآونة التي يقل فيها النفط وتقل فيها موارد أخرى تقليدية تعتمد عليها منطقة الخليج في اقتصادها.
وأضافت ” أمل دراغمة” هناك مناطق أخرى في فلسطين التي تحتوي على أحد أهم المعالم السياحة الدينية التي تخص كل الأديان السماوية وخاصة الاسلامية والمسيحية مثل المسجد الأقصى وكنيسة القيامة كما يزيد الآن أعداد السائحين باتجاه القدس ومدينة بيت لحم.
على الجانب الآخر وبالرجوع إلى الحج فإنه يعتبر أحد أهم المظاهر السياحة الموجودة عالميا حيث يوجد عالميا يوجد حوالي 300 مليون حاج ديني بمختلف الأطياف الدينية حول العالم مما دفع البعض إلى تغيير واستثمار أعماله في السياحة الدينية خصوصا مع وجود تغيرات الآن في المنطقة التي تثير القلاقل عند الناس مما يدفعهم اللجوء إلى الخالق بشكل أكبر مما يعطي أملا كبيرا في ازدياد السياحة الدينية مستقبلا.
هل تعتبر السياحة الدينية مؤثرة اقتصاديا؟
بالطبع تعتبر السياحة بشكل عام والدينية بشكل خاص مصدر دخل مهم للدول ولكنها على الجانب الآخر تكلف الدول القائمة عليها كثيرا حيث يتكلف الحاج حوالي 3000 دولار إلى 14000 دولار مما يعتبر تكلفة كبيرة على الشخص الذي يريد القيام بهذا الركن المهم في الإسلام.
إلى جانب ذلك، هناك في إندونيسيا على سبيل المثال يتطلب الحاج سنوات عدة حتى يمكنه جمع المال اللازم وحتى يتمكن من الوصول للأماكن المقدسة وهي البلد التي يصل منها حوالي ربع مليون حاج من أصل 2 مليون حاج سنويا.
إلى أي مدى يتم استغلال السائح الديني؟
يعتبر هذا السؤال حساسا نوعا ما حيث أن هناك بعض أنواع الاستغلال للحاج في كثير من البلدان وهو الشيء المؤسف في حقيقة الأمر لأن هذه المشاعر الدينية يتم استغلالها بصورة سيئة حيث أن الفنادق قد تصل فيها تكلفة الليلة الواحدة حوالي ألف دولار في الأوقات العادية فما بالنا في العشر الأواخر من رمضان على سبيل المثال التي يصل فيها سعر الغرفة إلى حوالي ضعف أو أربعة أضعاف الرقم السابق ذكره، لذلك يجب أن نقوم بعمل دراسة تقضي على مسألة الاستغلال في السياحة الدينية بشكل عام بجانب التحديات التنظيمية واللوجستية بالإضافة إلى ضرورة توعية الجمهور ذاته أو السائحين من حيث النظافة والترتيب الذي لا نراه عند النفور والخروج من عرفة على سبيل المثال حيث أننا نرى أكياس وزجاجات بلاستيكية كثيرة ملقاة في الشارع هذا إلى جانب بعض التحديات السياسية التي صعبت وصول الحجاج إلى شعائرهم، لذلك يجب أن يتم النظر في كل هذه النقاط السابق ذكرها حتى يمكن تطوير وتحسين السياحة الدينية عندنا.
ما هي أبرز التحديات التي تواجهها السياحة الدينية؟
من أهم التحديات التي تقف عائق في وجه السياحة الدينية الوضع السياسي الغير مستقر بجانب بعض المشاكل على الحدود المتمثلة في التأشيرات بين الدول والتي تصعب مسألة السياحة الدينية على نحو كبير، لذلك يجب إزالة جميع الحواجز الجغرافية والسياسية التي تقف أمام تحسن السياحة الدينية التي لها دور كبير في تشغيل البطالة في جميع الدول.