ما أحدث التطورات في مجال زراعة الأسنان؟
نوه الدكتور “طارق أبو صالح” استشاري جراحة اللثة وزراعة الأسنان إلى أنه شهدت السنوات الأخيرة نقلة نوعية بخصوص عامل السرعة في زراعة الأسنان، ففي الماضي كان لابد من الإنتظار لأكثر من ثلاثة إلى ستة أشهر بعد خلع السِن للتمكن من زراعة جذر بديل، وبعد زراعة الجذر كان لابد من الإنتظار لفترة زمنية مُماثلة لسابقتها للتمكن من تركيب السِن الصناعي على الجذر المنزرع، وهذا معناه الحاجة لفترة زمنية قد تمتد إلى سنة ونصف حتى ينتهي المريض من العلاج، وقد تزيد هذه الفترة الزمنية إذا ما احتاج المريض لترميم عظام الفك.
إلا أن هذا البروتوكول العلاجي تقلصت مدته الزمنية للتنفيذ بفعل التطور التكنولوجي الحاصل في مجال طب الأسنان حاليًا، فأصبح بإمكاننا الآن خلع السِن الطبيعي وزرع الجذر الجديد في نفس الجلسة العلاجية، وكذلك أصبح تركيب الأسنان الصناعية على الجذور المنزرعة لا يحتاج للإنتظار الطويل.
والخلاصة أنه أصبح بمقدور المريض خلع السِن الطبيعي في عيادة الأسنان، والخروج من نفس العيادة بأسنان جديدة – وإن كانت مؤقتة – في نفس اليوم، مما أتاح فرصة الإستمتاع بالممارسات اليومية العادية كالأكل والإبتسام بدون مشكلة.
ما هي آلية تنفيذ زراعة الأسنان في يوم واحد؟
أوضح “د. طارق” أنه في اليوم الذي يتم فيه خلع السِن يقوم الطبيب بوضع الزرعة الجذرية في نفس مكان الخلع، ثم تُوضع الدعامة على الزرعة، ثم يُركب السِن على الدُعامة. وهذا السِن قد يكون مؤقت وقد يكون دائم، وعادةً ما يُستخدم السِن المؤقت مبدئيًا في المناطق التجميلية أي الأسنان الظاهرة للعيان للإنتظار حتى يلتئم الجرح وتأخذ اللثة وعظام الفك تموضعها الجديد ثُم يُركب السِن الدائم في النهاية لتفادي وجود فراغات بين الأسنان أو تراجع للسِن المُركب في المستقبل، أما الأسنان الداخلية الغير ظاهرة قد يُركب مكانها سِن دائم مباشرةً.
ويتم تركيب الزرعات الفورية بواسطة أجهزة خاصة، لذلك يمكننا القول أن تقنية الزراعة الفورية للأسنان تحتاج إلى مجموعة من المتطلبات وهي:
• متطلبات مهارية تخص الطبيب المُعالِج.
• متطلبات تجهيزية وعلمية تخص الأجهزة والأدوات المتوفرة في العيادة.
• متطلبات صحية تخص حالة المريض ومدى التآكل الحاصل في عظام المنطقة الفكية التي ستُحمل عليها الزرعة.
ما أقصى عدد يمكن زراعته في الفك الواحد؟
أكد “د. طارق” على أنه يمكن زراعة من 6 إلى 8 زرعات في الفك الواحد بإجمالي 14 زرعة في الفم كله، ويكون الحد الأعلى للزرعات بالفك العلوي هو 8 زرعات، والحد الأعلى للفك السفلي هو 6 زرعات.
وطبيًا لا تعتبر كثرة الزرعات دليل على نجاح العملية، فمع بعض الحالات التي تحتاج إلى زراعة أكثر من ثلاثة أسنان متجاورة قد يكون العلاج الأمثل هو عمل زرعتين فقط على الأطراف ثم يُربط بينهما بدعامات وجسر.
هل يمكن إستخدام تقنية الزراعة الفورية مع عدم وجود أسنان طبيعية بالكامل؟
في حالة فراغ الفم من الأسنان بالكامل يتم عمل عدد من الزرعات التي تُوزع على الفكين وفقًا لمجموعة من الشروط الهندسية الحيوية والشروط الطبية التي لها علاقة آنية بوضع الفك وصحته ولها علاقة لاحقة بالتركيبات الثابتة المستخدمة في مراحل العلاج النهائية.
وأردف “د. طارق” قائلًا: بصورة عامة قد تكفي أربعة زرعات فقط للفك السُفلي الفارغ من الأسنان الطبيعية (والفك العلوي يلزمه ما لا يقل عن 6 زراعات)، ثم يُؤخذ مقاس الفك بعدها لعمل دُعامات تصل بين هذه الزرعات وبعضها، ثم يُركب على هذه الزراعات وعلى هذه الدعامات إما أسنان مؤقتة تُزال بعد أربعة أشهر، وإما تُركب عليها أسنان دائمة يستخدمها المريض مدى الحياة،
وبهذه الكيفية التنفيذية يتضح لنا أن المرتبط بعظام الفك هو الأربعة زراعات فقط، أما باقي الأسنان فهي مُحملة على الدعامات العرضية الموجودة على الفك والتي تصل بين الزرعات وبعضها، والتنفيذ بهذا الشكل لا يؤثر على جودة الأسنان المُركبة على الدعامات لأنه من الناحية الهندسية يتوزع الضغط على هذه الأسنان على طول الدعامة العرضية المثبتة في اللثة مما يمنع تكسرها أو تخلخلها.
وزراعة الأسنان في الفم الفارغ من الإجراءات الطبية المعقدة من حيث النواحي المهارية التخصصية في التركيبات، ومن حيث النواحي المهارية التخصصية في جراحات اللثة لأن معظم هذه الحالات تتطلب عمليات ترميمية لعظام الفك واللثة قبل الشروع في التركيبات.
ما هي أبرز فوائد تقنية الزراعة الفورية للأسنان؟
اختتم “د. طارق أبو صالح” حديثه مؤكدًا على تعدد فوائد الزراعة الفورية للأسنان، ومنها:
• توفير الفترات الزمنية الطويلة للعلاج والتي كانت تصل في السابق لأكثر من عام كامل.
• تجنب الإجراءات الجراحية قدر الإمكان بما يصاحبها من تخدير وآلام وفترات نقاهة.
• تعزز زراعة الأسنان الفورية من الصحة النفسية للمريض لشعوره السريع بالراحة وعدم التوتر وقدرته على ممارسة حياته الطبيعية بصورة أسرع مما لو استُخدمت التقنيات القديمة للزراعة في العلاج.
• التخلص من الشعور باليأس الذي قد يُصاب به المريض مع طول الفترة الزمنية للعلاج وكثرة الذهاب إلى عيادة الأسنان.
• بعض الحالات المعالجة بزراعة الأسنان الفورية والراضية عن النتائج تتشدد في الإهتمام بصحة ونظافة الفم وهو ما لم يكن حالهم في الماضي، وبعضهم يُغير نمطه الحياتي بالكامل إلى النمط الصحي المعتمد على الغذاء الصحي وممارسة الرياضة وهو أمر جيد وعظيم.