نتحدث اليوم عن الرعاية التلطيفية من ناحية شموليتها لكافة النواحي الجسمية والروحية والجسدية، نتعرف اليوم على المزيد.
متى تستخدم الرعاية التلطيفية ؟
تجيب الدكتورة «وفاء قاسم أحمد» (استشارية الأمراض الباطنية والرعاية التلطيفية والألم) ، الرعاية التلطيفية مقدمة بالأساس للمرضى الذين في بداية تشخيصهم يكونوا مصابون بأمراض مزمنة وليست مقتصرة على مرض أو جنس أو عمر معين. فهناك كثير من الأشخاص لديهم فكرة خاطئة وأن الرعاية التلطيفية هي رعاية للمريض في نهاية حياته ومخصصة فقط لمرضى السرطان ولكنها تبدأ في بداية التشخيص في أي مرض مزمن صغير أو كبير أو رجل أو امرأة فكثير من الأطفال يولدون لديهم مرض CP أو شلل دماغي وكلما كبر الطفل وزادت إعاقته فتصبح المشكلة عائلية وليست أعراضه الجسدية هي التي تؤثر على العائلة كاملة ومن الممكن أن تؤثر على المريض جسديا بالدرجة الأولى فيحتاج إلى أدوية وفحوصات وعلاج طبيعي وبالدرجة الثانية تؤثر على الأم والأب والإخوة وتؤثر على المدخل المادي وأيضاً تسبب المشاكل الروحية.
كما أن مرض السكري هو مرض كبير وكثير من المرضى في بداية حياتهم يأخذون أدوية ويمارسون حياتهم بشكل طبيعي ثم ينتقلون إلى مرحلة العلاج بالإبر فبداية تشخيص مرض السكر هو مرض مزمن وليس مقتصر على السن ممكن يصاب به الأطفال والكبار لذلك هنا يجب أن نركز على تعليم المريض كيفية تعاطي الأدوية ومتى موعد عمل الفحوصات ومتابعته مع طبيب العيون أو الكلى لأن بعد فترة من الممكن أن تتأثر الكلى والعيون فيصبح اعتماده على الفريق الطبي المقدم من الرعاية التلطيفية وليست مقتصرة على الطبيب المختص فقط وأيضا الممرضة يجب أن تقوم بعمل تنظيم لمواعيده وتقوم بتعليم الأهل ففي بعض الأحيان يقوم الأهل بهذا الدور.
الرعاية التلطيفية تعنى بنمط الحياة، فمن الأفراد الذين من الممكن أن يساعدوا في الرعاية التلطيفية لأي من الأمراض المزمنة؟
الرعاية التلطيفية عبارة عن فريق متكامل لا يقوم بالعمل شخص بمفرده ودائما روح الفريق مهمة لإحياء روح وجسد ونفس المريض، فيكون الطبيب بالدرجة الأولى في اتصال مباشر مع المريض من خلال تشخيص المرض ووضع الأدوية والخطة العلاجية وإذا لاحظ أن المريض يحتاج إلى جوانب أخرى غير الناحية الجسدية والأدوية فيقوم باستشارة فريق الرعاية التلطيفية ويستدعي الطبيب بقية أعضاء الفريق حسب حاجة المريض ويضع الطبيب والممرضة الخطة العلاجية لكل مريض على حده ويضعوا في الاعتبار هل المريض بالمشفى أم خارج المشفى.
أما عن أماكن وجود هذه العيادات في الأردن، فتتابع «د. وفاء» لبرنامج دنيا يا دنيا عبر شاشة «رؤيا»، كقطاع رعاية تلطيفية وأطباء لم ينتشروا بنسبة كبيرة حتى الآن، فالإعلام له دور كبير في توعية الناس، وأكثر شخص يقرر هذا الطبيب المشرف على المريض بالدرجة الأولى، فعلى سبيل المثال طبيب السكري يري أن هذا المريض يحتاج إلى رعاية تلطيفية فيستشير طبيب أخر وأكثر استشارتنا تكون على الألم لأنه جزء من الرعاية التلطيفية فطبيب السكري يرى أن المريض لديه تقرح وهذا التقرح مؤلم فيستشير طبيب الرعاية التلطيفية وعدد أطباء الرعاية التلطيفية في الأردن حتى الآن ثلاثة فقط وهناك اهتمام جديد في منظمة الصحة حيث يقومون بتدريب كوادر على العكس في أوروبا موجودة هذه الرعاية منذ ٣٠ أو ٤٠ سنة.
كيف نقي أنفسنا من مضاعفات الأمراض بالرعاية التلطيفية، وما الذي سينعكس على الدولة من انتشار الرعاية التلطيفية؟
بالدرجة الأخيرة سيؤدي إلى تقليل دخول الحالات المزمنة إلى المشفى وتقليل التكلفة وإعادة تأهيل المريض وإذا خرج المريض من المشفى ولم يكن هناك متابعة صحيحة يعود إلى المشفى مرة ثانية ويزيد العبء ودائما الانتكاسة الثانية أسوأ من الأولى، وبالدرجة الثالثة إذا كان هناك بعض الحاجات الغير مغطاة للمرضى من الأمور النفسية أو متى يجب تحويل المريض إلى الطبيب النفسي والمعالج كل ذلك خطة علاجية تعطى للمريض من بداية التشخيص أو دخوله للمشفى في أغلب الحالات وعند خروجه نعمل على كيفية تأهيله وكيف يستطيع الأهل الاستمرار في علاجه وما هي النقطة الحرجة ومتى نقرر إعادة إدخاله وأنواع الأمراض التي تحتاج الرعاية التلطيفية لا تقتصر على مرض أو عمر معين هم مرضى الشلل الكلي أو النصفي أو الرباعي ومرض السكري والضغط ومن لديهم مضاعفات وأمراض مزمنة مثل الروماتيزم وممن لديهم أمراض بعد العمليات والتي أصيبوا بعدها بمضاعفات.