ماذا يعني مصطلح التهبيطات النسائية؟
أكد الدكتور “رامي محافظة” استشاري الجراحة البولية والتهبيطات النسائية على أن مصطلح التهبيطات النسائية يشير إلى نوع من الفتق الذي يحدث في المنطقة التناسلية النسائية. وذكر سيادته أن منطقة الحوض يحميها طبقة كبيرة من العضلات المُسماة بعضلات الحوض، وهذه العضلات تحمل أربعة أعضاء رئيسية (تُسمى أعضاء الحوض) هي الجدار الأمامي للمهبل – الجدار الخلفي للمهبل – الرحم – المثانة والمستقيم، وكل جزء من عضلات الحوض مسئول عن حمل عضو من الأعضاء المذكورة، وإذا أُصيب جزء من العضلات بالضعف هبط العضو المنوط بهذا الجزء العضلي حمله، فإذا ضعُفت العضلات الداعمة للمثانة يحدث نزول للمثانة من مكانها الطبيعي، وكذلك الحال مع باقي الأعضاء المذكورة.
ومن الكيفية السابقة يمكن وضع تعريف آخر لمصطلح التهبيطات النسائية وهو بروز أحد الأعضاء التناسلية النسائية نتيجة ضعف العضلات الداعمة لهذا العضو.
ما هي أسباب ضعف العضلات الداعمة للأعضاء التناسلية النسائية؟
أشهر وأهم الأسباب المسئولة عن ضعف عضلات الحوض هي الولادة الطبيعية، وهذا هو السبب الرئيسي في لجوء بعض السيدات إلى الولادة القيصرية – رغم مشكلاتها الصحية المعروفة -، فقد أشارت الإحصائيات إلى طلب 15% من الأمريكيات إجراء الولادة قيصريًا رغم عدم وجود سبب طبي واضح وتمحور الأمر حول الخوف من الإصابة بالتهبيطات النسائية مستقبلًا.
وأشار “د. رامي” إلى أنه لا توجد قاعدة طبية تشير إلى عدد الولادات الطبيعية التي ينتج عنه التهبيطات النسائية، فقد تصاب السيدة بها بعد أول ولادة طبيعية وقد تصاب بعد تتابع عدد أكبر من الولادات، إلا أن الشاهد الواقعي يؤكد أنه كلما زادت عدد الولادات الطبيعية كلما تعززت فرص الإصابة بالتهبيطات النسائية، وكذلك كلما زاد وزن الجنين عن 4 كيلو جرام أثناء الولادة كلما زاد التأثير على عضلات الحوض ومن ثَم الإصابة بالتهبيطات النسائية.
وأردف “د. رامي” قائلًا: من الأسباب الأخرى للإصابة بالتهبيطات النسائية ما يلي:
• الممارسات الحياتية التي تضغط بشدة على منطقة البطن، كالعاملات التي تفرض عليهن ظروف العمل حمل الأوزان الثقيلة.
• الإصابة بالسعال المزمن والذي ينتج عادةً عن الأزمات الصدرية.
• زيادة وزن الجسم وخصوصًا مع كبار السن.
• المداومة على الوقوف المستمر لساعات طويلة.
ما هي نسب الإصابة بالتهبيطة النسائية؟
أثبتت الدراسات العالمية إصابة 50% من النساء اللاتي ولدن أطفالهن طبيعيًا بدرجة معينة من التهبيطة النسائية. فالتهبيطات النسائية بطبيعتها تنقسم إلى التهبيطة العادية الغير مؤثرة صحيًا، والتهبيطة المتسببة في مشكلات صحية تستلزم علاجها جراحيًا وهذه نسبتها لا تتجاوز الـ 10% من نسبة الـ 50% التي أثبتتها الدراسات، وبالبديهة لا تلجأ المريضة لإستشارة الطبيب إلى بعد ظهور مجموعة من الأعراض المتقدمة المؤلمة ومن ثَم يتبين من الفحص إصابتها بالتهبيطة النسائية.
كما أوضح “د. رامي محافظة” أنه تنقسم التهبيطات النسائية إلى أربعة أنواع رئيسية وهي تهبيطة المثانة وتهبيطة الرحم وتهبيطة المستقيم وتهبيطة الأمعاء الدقيقة وهذه الأخيرة خاصة بالسيدات التي استُئصل الرحم منها فتنزل الأمعاء الدقيقة إلى مكانه.
وتختلف الأعراض بإختلاف نوع التهبيطة النسائية، ومن أشهرها بشكل عام:
• الشعور بالثقل في المنطقة التناسلية.
• رؤية بروز خارجة من المنطقة التناسلية ولو بسيطة.
• الشعور بالآلام الشديدة أثناء العلاقة الزوجية وخصوصًا مع تهبيطة الرحم.
ومن أشهر أعراض تهبيطة المثانة كثرة التبول، والشعور بعدم إفراغ المثانة بالكامل وهو من أهم الأعراض.
ومن أشهر أعراض تهبيطة المستقيم الإصابة بالإمساك، وخروج أصوات وغازات من المهبل.
ومن أشهر أعراض تهبيطة الرحم وجع أسفل الظهر، فالرحم عبارة عن عضو عضلي يزن حوالي 100 جم يرتبط بأسفل العمود الفقري برابطين، وعند نزوله تُشد هذه الأربطة بشكل كبير ومن ثَم تظهر آلام أسفل الظهر.
ما هي أبرز الطرق العلاجية لأنواع التهبيطات النسائية؟
أكد “د. رامي” على إمكانية تقسيم الطرق العلاجية للتهبيطات النسائية إلى قسمين أساسيين هما العلاجات الغير جراحية والعلاجات الجراحية.
ومن حيث العلاجات الغير جراحية فهي تتركز في ممارسة مجموعة من التمارين الرياضية الخاصة بتقوية عضلات الحوض والتي تُعرف باسم (تمارين كيجيلز)، وهي تمارين يسهُل تنفيذها في أي وقت وأي مكان بعد التدريب عليها. وفيما عدا هذه التمارين لا يوجد علاجات غير جراحية أخرى.
أما أنواع التهبيطات النسائية الشديدة فلا ينفعها إلا التدخل الجراحي، ومع التقدم الطبي الحاصل في الوقت الحاضر لم يعد هناك موانع من إجراء الجراحات مع أي فئة عمرية، كما ساهم هذا التطور في سهولة ويسر هذا النوع من العمليات، وأصبح لدينا إمكانية إجراء هذه العمليات بالتخدير النصفي أو بالتخدير الموضعي ولا تتطلب أبدًا التخدير الكامل، وكل العمليات الجراحية للتهبيطات النسائية لا يلزمها إلا البقاء ليوم واحد فقط في المستشفى بعد العملية ثم تغادر المريضة إلى منزلها ويمكنها ممارسة حياتها الطبيعية دون أدنى مشكلة.
ونشير هنا إلى أن ما يُشاع بإمكانية علاج التهبيطات النسائية بالليزر لا أساس له من الصحة، ولا يستخدم الليزر لعلاج التهبيطة النسائية في أي دولة من دول العالم، ومع الأسف الدول العربية هي الدول الوحيدة التي تُسوق لهذه المغالطات الطبية، لكن الحقيقة أن الليزر لا جدوى منه في علاج التهبيطة النسائية فهو ما إلا إهدار للوقت والجهد وقد ينتج عنه بعض المضاعفات الصحية الخطيرة مثل حدوث حروق في المناطق التناسلية النسائية، وكل ما ينتج عن الليزر هو حدوث تورم في المنطقة التناسلية تشعر معه السيدة بالراحة ولكن بعد زوال الورم تعود الأعراض والآلام إلى طبيعتها.
هل ترتبط التهبيطات النسائية بسلس البول؟
اختتم “د. رامي” حديثه مؤكدًا على أن الإصابة بالتهبيطات النسائية لا علاقة له بالإصابة بسلس البول، وعلاج أحدهما لا يُعالج الآخر، فهما مرضين مختلفين في الأعراض وفحوصات التشخيص والعلاج وإن تزامنت الإصابة بهما.