ما معنى الإعاقة السمعية ؟
بدأ الدكتور محمد التويجري ” استشاري الأنف والأذن والحنجرة ومشرف برنامج زراعة القوقعة بوزارة الصحة ” حديثه بأن الإنسان حينما لا يستطيع استخدام حاسة السمع يعتبر هناك ما يُعرف بـ الإعاقة السمعية ، فالإنسان لديه خمس حواس في جسده وأحد هذه الحواس هي حاسة السمع وهي من أهم الحواس لدى الإنسان للتواصل مع العالم الخارجي وحينما يفقدها يعتبر معاق سمعياً وهناك تفصيل أخر فهناك إعاقة كلية لحاسة السمع وإعاقة جزئية أي أن المريض يكون لديه بقايا سمع.
و أوضح كذلك أن أسباب هذه الإعاقة كأي مرض يمكن أن يصيب الإنسان تنطبق عليها نفس الأسباب سواء أسباب وراثية أو أسباب جينية أو أسباب ما بعد الولادة فهي تنطبق عليها جميع ما ينطبق على أي مرض يصيب الإنسان ونستطيع أن نلخص الأسباب في أن الشخص مولود وهو فاقد السمع أو ولد وهو يسمع جيداً ولكن فقد السمع مع الوقت لأي سبب ما.
كيف يعرف الآباء أن أبنائهم معاقين سمعياً وهم في الصغر؟
قال ” د. محمد ” أن الأطباء يعرفون من الفحص الكامل عند الولادة بأن هذا الطفل فاقد السمع أم لا وقال كذلك أنه يبشر بانطلاق برنامج الفحص المبكر لحديثي الولادة في المملكة العربية السعودية بمعنى أن أي طفل يولد في المملكة يتم فحصه الكترونياً لمعرفة هل هو فاقد للسمع أم لا وليس للوالدين أي تدخل وعند اكتشاف ذلك يوصل الأطباء آباء هؤلاء الأطفال للمختصين لحديثهم عن زراعة القوقعة أو التدخلات الجراحية الأخرى.
أما عندما يستلم الآباء بنائهم وهم لا يعرفون هل الطفل معاق سمعياً أم لا تستطيع الأم بذكائها الحسي أن تعرف عبارات وتعبيرات الطفل منذ شهوره الأولى فعندما تصدر صوتاً أو ينفتح الباب وخلافه ولا تلاحظ الأم انعكاسات على الطفل فيكون هذا مؤشر بأن الطفل يمكن أن يكون معاق سمعياً أما عند الأطفال الذين يعانون من ضعف في السمع تستطيع الأم كذلك أن تعرف بأن الطفل لا يسمع إلا عند رفع صوتها وهكذا وأحياناً المدرسة تستطيع اكتشاف هذا الضعف في السمع فهناك عدة طرق لاكتشاف ذلك الطفل ومن ثم يتم توجيهه للطبيب المختص ويستطيع الطبيب تشخيص حالة الطفل.
ما نسبة انتقال الإعاقة السمعية للأبناء في حال أن يكون أحد الوالدين عنده هذه الإعاقة؟
أجاب ” د. التويجري” بأن مرض الإعاقة تنطبق عليه قوانين مندل للوراثة وقال أن زميلته (الدكتورة أروى خضر) وهي من المختصات في التعامل مع الصم فذكرت أن الطفل قد يكون مصاب سمعياً لأبوين أصحاء وقد يكون هناك طفل سليم لأبوين كليهما أو أحدهما مصاب سمعياً وهنا لا يوجد غرابة من هذا الموضوع لأنه عند تشخيص المرض يجب أن يعرف الطبيب سببها هل هو سائد أم متنحي ثم تطبق قوانين مندل للإعاقة.
وقبل حديثنا عن هذا الشيء يجب أن نعرف أن الإعاقة الكلية للأذن وهو الصمم فكما نعرف أن العضو المسئول عن السمع هو منطقة في الأذن الداخلية تعرف بالقوقعة وخلقها الله سبحانه وتعالى في أقوى عظم للإنسان داخل الجمجمة ووظيفتها تحويل الموجات الحركية داخل الإذن الداخلية إلى موجات كهربائية أي أنها تعمل كمحول للموجات من ميكانيكية والتي تحدث بتحريك سائل في الأذن داخل القوقعة وتحويله إلى موجات كهربائية ولكن حينما يحدث ضرر لهذا الجزء سواء من الوراثة أو مع مرور الزمن أو بحادث معين أو باستخدام مضادات حيوية معينة فالإنسان حينها يفقد أهمية هذا العضو أو بمعنى أصح لا يستطيع أن يحول هذه الموجات الميكانيكية ولا يستطيع أن يفهمها.
ما أهم الأمراض التي قد تسبب مشكلة في السمع ؟
قال “د. محمد التويجري” أنه هنا نتحدث عن الأشخاص الذين يولدون سليمون وبعد الولادة تحدث لهم مشكلة تسبب عدم السمع وأهم هذه الأسباب إذا كان الشخص لديه إلتهاب في الأذن الوسطى وهي أكثر شيوعاً عند الأطفال وهو تجمع سائل بين طبلة الأذن والقوقعة وهذه المنطقة تسمى بالأذن الوسطى تحتوي فقط على العظيمات ووظيفتها فقط هي تضخيم الصوت وعند وجود هذا السائل بدل الهواء يتحول نقل الصوت إلى ضعف جداً فعندها يكون الطفل لديه ضعف في السمع والسبب الأخر هو تضخم اللحميات عند الأطفال وهذا يؤدي إلى إنغلاق في القناة السمعية التي توصل بين الأذن الوسطى والبلعوم الأنفي فعندما تنغلق هذه القناة يؤدي إلى تجمع سائل داخل الأذن وهنا عند تشخيص المرض بمجرد إزالة اللحمية يتحول الطفل إلى طفل طبيعي ولكن السر في الموضوع هو اكتشاف هذا الطفل مبكراً بحيث أن يكتشف ولي الأمر الطفل مبكراً حتى لا يؤثر هذا على تركيزه وتحصيله العلمي لأن حاسة السمع من أهم الحواس التي تصل الإنسان بعالمه الخارجي فكثير من فاقدي البصر هم نوابغ لكن ليس مصل من يعاني من فقد حاسة السمع.
وتكملة للأسباب يكون أحد الأسباب هو فرط في استخدام بعض الأدوية كالمضادات الحيوية القوية جداً والتي يكون لديها خاصية بإتلاف الخلايا الموجودة داخل القوقعة وهي خلايا حساسة جداً لأي مركبات كيماوية لكن يضطر لاستخدام هذه الأدوية أحياناً أطباء العناية المركزة ويقومون بإعطاء الدواء لقتل بعض الميكروبات لذلك يجب أن يحرص الأطباء بإدخال الدواء بالتدريج حيث لا يصل لدرجة إتلاف خلايا السمع. وأحياناً يكون بسبب حادث أدى إلى انكسار في القوقعة.
وأنهى “د. محمد ” حديثه بأن الأسباب كثيرة ومختلفة والتدخلات الجراحية في هذا الموضوع تكون على حسب السبب المؤدي للإعاقة السمعية.