الألياف الرحمية منتشرة بشكل كبير جداً بين النساء، وتختلف أنواعها بحسب اختلاف مكان وجود الليف الرحمي. و يخبرنا الأستاذ جميل شعبان استشاري أمراض نسائية وتوليد عن الألياف الرحمية في لقاءه عبر شاشة رؤيا.
ما هي الألياف الرحمية
بالتحدث عن الألياف الرحمية التي لا يعرف الكثير عن ظهورها بشكل كبير لديكم في العيادات، لنعرف في البداية ما هي الألياف الرحمية ثم نتعرف على أنواعها.
الألياف الرحمية منتشرة جداً بين النساء وخاصة النساء اللاتي في سن الخصوبة وهو يتراوح ما بين ال 20 إلى ال 45 وبعد ذلك تصبح أخف، أنواعها وأعراضها مختلفة، حيث أعراضها تكون نزيفات رحمية، و ألم في فترة الدورة الشهرية وعدم انتظامها، ويمكن للألياف الرحمية أن تكون سبب في الإجهاضات أو عدم حدوث حمل وخاصة إذا كانت داخل الرحم، حيث يمكن لليف أن يكون خارج الرحم وهذا لا يسبب ألماً وحتى أنه لا يوجد مشكلة إذا لم يتم معالجته حيث نراه في مرات كثيرة أثناء العمليات القيصرية مثلا وليس بوجوده مشكلة، ويمكن أن يكون في جدار الرحم وهذا يسبب ألماً بالإضافة إلى نزيف، أما أكثرهم حدة هو الذي يكون داخل الرحم أو الخارج من عنق الرحم لأنه يمنع الحمل وإذا لم يمنعه سيسبب في حدوث إجهاض ولهذا يجب العلاج مبكراً.
كيف نفرق بين النزيف الذي ينتج عن مشكلة والنزيف الطبيعي الناتج عن الدورة الشهرية؟
كل سيدة تعرف كيف تكون دورتها الشهرية، متى تبدأ وكم هي الكمية، وفجأة تجد الكمية تتضاعف وهذا يعني أنه نزيف وتجد الألم يزداد وهذا يعني تواجد مشكلة، أما إن كانت من صغرها تعاني من وجع خفيف أو ما شابه فإن هذا ليس له أهمية كبيرة، ولكن في العموم كل سيدة هي طبيبة نفسها، أما نحن الأطباء عندما تأتينا حالة فيمكن أن نقيس ذلك بالفوط إذا أردنا أن نعلم الفرق حيث نقيس وزن الفوطة قبل أن تضعها السيدة وبعد ما تحملت بالدم، ولكن هذه الطريقة علمياً ليس لها ضرورة ولا يلزم ذلك، حيث في العموم تكون المرأة مدركة إذا كانت الدورة طالت مدتها مثلا فيخبر ذلك بوجود مشكلة.
علاج الألياف الرحمية
وواصل الدكتور حديثه عن الألياف الرحمية منتقلاً إلى علاج تلك الألياف حيث قال، علاج الألياف في البداية دائماً كان عبارة عن فتح البطن وإما استئصال الليف أو إذا كان ذلك كثيراً فهنا استئصال الرحم بأكمله، وبعد ذلك من عام 1970 أصبحنا نستخدم المناظير، وبالمنظار يمكننا بخروق صغيرة من السرة إلى الرحم استئصال الليف وإبقاء الرحم دون استئصاله، ثم جاء التنظير الداخلي وذلك خاصة في حالة الليف داخل الرحم حيث نقوم بإدخال منظار لتلك العملية ثم نخرجه، ثم بعد ذلك كانت الطريقة التي تعتمد على إدخال catheter “قسطرة/أنبوب” عن طريق الساق إلى الرحم ونقوم بعملية تخثر للدم الواصل إلى الليف حيث نقوم بعلمية ضمور ولكنها مؤلمة جدا وأحيانا تنجح وأحيانا أخرى لا تنجح، وبالإضافة إلى ذلك أيضا هناك علاج بالأدوية مثل GnRH Analogues بالإضافة إلى اللولب الهرموني بإمكانه أن يخفف الآلام الناتجة ولكنه لا يزيل تلك الألياف، وحديثاً اكتشفوا جهاز يسمى ( الهايفو ) وهو عبارة عن ذبذبات صوتية شديدة يتم توجيهها على الألياف فتحرقها عن طريق شيء مثل المكبر حيث تحرق الموجات الليف دون أن تحرق ما حوله فهي تعمل بدقة عالية جداً.
إذاً من يقرر نوع العلاج من بين كل تلك العلاجات؟
تابع “د. جميل”، الطبيب هو الذي يقرر نوع العلاج ويعرض ذلك على المريضة فإذا كانت المريضة لا تريد حمل مرة آخرى أو ما شابه فهنا يتم استئصال الرحم كله كبديل، وهناك بعض السيدات حتى إن كانوا لا يهتموا بحدوث حمل فإنهم يعارضون إستئصال الرحم من باب أن هذا جزء منها كسيدة ولا تقدر على فعل ذلك من الناحية النفسية، كما أنه يوجد خرافات عند بعض السيدات حول إستئصال الرحم مثل أن الإستئصال يؤثر على العلاقة الزوجية بالسلب وهذا غير صحيح ولكنها تتأثر بتلك المخاوف نفسياً، ولذلك نحن كأطباء نلجأ – بقدر المستطاع – للحفاظ على الرحم حتى لو أن السيدة لا تريد الحمل لتكون مطمئنة نفسياً، فبجهاز (الهايفو) لا تعد عملية جراحية حيث يلزم الأمر كله حوالي 6 ساعات حتى تكون السيدة قادرة على الخروج من المستشفى وبإمكانها منذ اليوم الثاني ممارسة حياتها الطبيعية.
وبالنسبة لمِثل ما يقول البعض هناك مشاكل أو مضاعفات لتلك العملية، مثل سرطان أو ورم، فقال “د. جميل” في العادة لا يوجد، فالليف عبارة عن ألياف حميدة ومن النادر جداً تحولها لسرطان أو ورم ومن الأفضل معالجة تلك الألياف.