ما هي الإحتياجات الغذائية للسيدات مع مرور العمر؟
وعن الأغذية الصحية للمرأة قالت “د. ريما السلمان” أخصائية التغذية العلاجية. عندما تصير المرأة أُم، تبدأ في إهمال صحتها الغذائية والجسدية والنفسية، وقد تتوقف عن ممارسة الرياضة، وتصُب كل إهتماماتها في صحة ونمو وتغذية أطفالها. والأصل في صحة ونمو وتعليم وتغذية الأطفال هو الأم، لذا عليها التعامل بشيء من الأنانية، ليست الأنانية الذميمة، لكنها الاأنانية الضرورية لصحتها وبالتالي صحة أبنائها، وهنا يمكن تشبيه الأم بالبطارية الواجب إعادة شحنها جيدًا، حتى تقدر على خدمة من حولها.
ويرجع إهتمام المرأة بصحتها وتغذيتها لأنها في الغالب تخرج من مراحل الحمل والرضاعة بنقص معين في بعض العناصر الغذائية – وخاصة الحديد و الأغذية الصحية للمرأة التي يحتاجها الجسم بشدة. لذا تُنصح المرأة دائمًا بـ:
إجراء التحاليل الدورية السنوية في كل مراحل العمر، للتعرف على نسب العناصر الغذائية ومستوى الهرمونات في الجسم.
الإعتماد على الغذاء الصحي، وتنويعه، وتوزيعه على الوجبات، وبخاصة الأغذية الصحية للمرأة الغنية بعناصر الحديد والبروتينات وفيتامين C لتسهيل إمتصاص الحديد.
بعد عمر الخمسة والأربعين، يحدث نقص شديد في هرمون الأستروجين بالجسم، لبدء مرحلة إنقطاع الدورة الشهرية، هذا النقص يُصاحبه بالضرورة نقص في الكالسيوم من عظام الجسم، مما يُعزز فرص الإصابة بهشاشة العظام، لذلك يجب أن تلتزم المرأة بتناول ثلاث حصص يومية من منتجات الألبان، وفي حالة الحساسية منها أو عدم تقبلها قد تلجأ لمُدعم غذائي، مع الإهتمام بتناول فيتامين D – غذائيًا أو دوائيًا – لتسهيل إمتصاص الكالسيوم.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن الإنخفاض الشديد لمعدل فيتامين D في جسم المرأة يُعرضها للإصابة بـ:
• ظهور أعراض الإكتئاب نظرًا للتقلبات الهرمونية، واختلال توازن ومواعيد الدورة الشهرية (في سن 45 وحتى إنقطاع الطمث تمامًا).
• قلة النوم.
• زيادة المزاج العصبي.
• زيادة الشعور بإرتفاع حرارة الجسم على فترات.
في فترات معينة من العمر تُنصح المرأة بتناول بعض الأغذية الصحية للمرأة للإستفادة من فوائدها، مثل:
• تناول القرفة لضبط هرمون الأنسولين.
• تناول الشيكولاتة السوداء لأنها تخفض من مستوى هرمون الكورتيزون بالجسم.
• تناول الأغذية الصحية للمرأة الغنية بالأوميجا 3 لإحتوائها على هرمون الأندروجين، كما أنها تُخفض هرمون الأنسولين في الجسم.
• تناول الأغذية الصحية للمرأة الغنية بفيتامين البايوتين وهو أحد أنواع فيتامين H، مثل صفار البيض وسمك التونة والفول السوداني واللوز والأفوكادو والشوفان، وهذا الفيتامين يعمل على مقاومة التجاعيد وتساقط الشعر، ويحافظ على نضارة البشرة ونعومتها.
في عمر الـ 35 يجب التركيز على تناول الأغذية الصحية للمرأة ومنها البروتينات الضرورية لبناء الكتلة العضلية، وممارسة التمارين الرياضية التي تعتمد على حمل أوزان ولو خفيفة، لأن المرأة في مراحل ما بعد سن الـ 35 يبدأ جسمها في زيادة الحرق، وبالتالي الإنقاص من الكتلة العضلية.
في كل المراحل العمرية للنساء يجب الإهتمام بممارسة الرياضة، وتفادي الإصابة بالوزن الزائد أو السمنة، وبالتالي الوقاية من كل الأمراض المزمنة والخطيرة عند التقدم في العمر مثل السكري والضغط وضيق الشرايين وأمراض القلب وآلام المفاصل إلخ.
مما سبق يتضح أن الأغذية الصحية للمرأة والأنانية الصحية التي يجب على المرأة التحلي بها هدفها بالأساس المحافظة على صحتها، للقيام بواجباتها نحو أبنائها، وحتى لا تصير هي عبء عليهم، كذلك لكي تصبح قدوة لهم، يتعلمون منها، ويقلدونها في كل الممارسات الصحية والغذائية السليمة.
هل تناول الأغذية الصحية للمرأة يتطلب تناول الفيتامينات بشكل يومي؟
تابعت “د. السلمان” لا يُنصح بتناول الأغذية المحتوية على الفيتامينات أو تناول المكملات الغذائية الفيتامينية بشكل يومي، بل يجب التوقف كل فترة لتنظيف الجسم من بعض أنواعها، وحتى لا يحتوي الجسم على نسب زائدة منها، والأفضل في كل الحالات – خاصة مع المكملات الغذائية – عمل التحاليل والفحوصات الطبية قبل تناولها، لأن وجود الأعراض هي الحكم في كيفية وكمية الفيتامينات الواجب تناولها، والخطأ الذي يقع فيه كثير من السيدات هو تناول كميات كبيرة من الفيتامينات وبخاصة من المكملات الغذائية الدوائية، لأن الفيتامينات نوعان:
فيتامينات ذائبة في الماء، ورغم أن الزائد منها يخرج من الجسم عن طريق البول، إلا أن بعضها قد يسبب التكلسات وحصوات الكُلى، كما أن أنواع الفيتامينات A, D, K, E إذا زاد معدلها في الجسم قد يُؤذي الكبد ويُسممه.
أما الفيتامينات الذائبة في الدهون فأي زيادة في معدلها في الجسم يتم تخزينه ويترسب في دهون الجسم.
كيف تنعكس الممارسة المبكرة للرياضة على صحة المرأة عند التقدم في العمر؟
أوضحت “د. السلمان” أُولى الفوائد لممارسة الرياضة مبكرًا هي تجهيز الجسم لعمر الشيخوخة، فليس من الصحيح طبيًا الإنتظار حتى وقوع المصيبة ثم البحث عن الحل، بل الوقاية أولًا. كما أن التعود على ممارسة الرياضة مبكرًا يجعل الجسم يتقبلها ويتقبل مجهودها البدني، وهو ما يختلف عن ممارسة الرياضة في الكبر حيث سيتعب الجسم مع أقل مجهود بدني ناتج عنها (هذا لا ينفي أن تتدارك المرأة الخطأ من عدم الممارسة المبكرة، بل وإن كانت غير معتادة عليها وتقدمت في العمر يجب عليها ممارستها والصبر على نتائجها وإحتمال المجهود البدني، لأنها عادة مفيدة لكل الفئات العمرية).
هل تدبير شئون المنزل الشاقة تعتبر نوع من ممارسة الرياضة؟
تدبير شئون المنزل الشاقة تعتبر نوع من أنواع النشاط، لكنها لا تصلح لأن تكون بديل للرياضةا أو تحل محلها، فالرياضة يجب أن تُصاحبها إرتفاع في ضربات القلب لزيادة ضخ الدم والأكسجين في شرايين القلب ومنها إلى الجسم كله، وبالتالي تنشيط الدورة الدموية، مما يؤدي إلى تجديد الخلايا في الجسم. كما أن الشئون المنزلية لا تُساهم في بناء الكتلة العضلية، وهو ما تحققه التمارين الرياضية بإمتياز.
لماذا تجد السيدات صعوبة في خسارة الوزن مع التقدم في العمر؟
نظرًا لبدء الإضطرابات الهرمونية في الجسم، وبخاصة إنخفاض هرمونيّ البروجيسترون والأستروجين، مما يجعل الجسم أكثر قابلية لتخزين الدهون. كذلك مع التقدم في العمر يرتفع هرمون الأنسولين بالجسم فيؤدي به إلى تخزين دهون أكثر.
وعند بلوغ السيدة هذه المرحلة عليها وتناول الأغذية الصحية للمرأة المفيدة إتباع نظام غذائي صحي، والإلتزام به حرفيًا، وعدم الإنسياق وراء شهيتها. فالقاعدة الصحية تعتبر النشويات المتحصل عليها من السكر والدقيق الأبيضين والحلويات والأغذية المقلية ما هي إلا سُم للجسم.
على الجانب الآخر، كيف تحافظ المرأة على صحتها النفسية في الكبر؟
عندما تصل المرأة لمرحلة الأمومة تبدأ في توزيع طاقتها على كل المحيطين بها، كالزوج والأبناء والأهل والأصحاب والعمل وشئون المنزل، وقد تتواجد في مكان ما أو مع مجموعة أشخاص وعقلها يفكر في مكان آخر أو في أشخاص آخرين كالأبناء وشئونهم. وهو ما يحدث عكسه بالضروة الفطرية عند الرجال.
والأُم بطبيعة الحال تمر بالكثير من المراحل والتقلبات النفسية مع التقلبات الهرمونية، ففي بعض الأحيان يُسيطر عليها المزاج العصبي، وقد تسبب التقلبات الهرمونية قلة النوم مع الإستيقاظ المبكر لقضاء شئون الأسرة والأولاد.
من هنا وجب على كل المحيطين بها – الأبناء والزوج بالخصوص – التأقلم معها، وإلتماس الأعذار لها، وإحتوائها وتقديرها ودعمها نفسيًا، هذا الدعم والتقدير المعنويين أهم كثيرًا وأعظم أثرًا في تغيير الحالة النفسية والمزاجية عند المرأة للأفضل، ومع كل تقدم في العمر وجب زيادة هذا الدعم وهذا التقدير وكذلك تناول الأغذية الصحية للمرأة، فالأمران يتناسبان طرديًا.