تُعد اضطراب الفزع منتشرة بشكل كبير وخاصة بين فئة الشباب لارتباط تلك الفئة العمرية بشكل وثيق بتناول العقاقير والمخدرات.
إلى جانب ذلك، هناك أسباب عدة لهذا النوع من الاضطرابات أهمها هو الأسباب الجينية الوراثية بجانب وجود اضطراب في الناقلات العصبية عند المريض، كما تأتي أعراض اضطراب الهلع على صورة أعراض عضوية قد تزداد لتصل إلى الاكتئاب الحاد ومن ثم يستوجب على هؤلاء المرضى ضرورة استشارة الطبيب النفسي المختص حتى لا تزيد حدة هذه الأعراض.
ماذا تعني اضطرابات الفزع في الطب النفسي؟
يرى الدكتور وليد شنيقات ” استشاري الطب النفسي والإدمان في مركز الرشيد ” أن اضطراب الفزع أو الهلع يعتبر اضطراب نفسي يُعد من احدى حالات القلق النفسي الحاد يأتي على شكل نوبات وتتميز هذه النوبات بحدوثها فجأة بدون سابق إنذار عند المريض وتأتي بدون أي سبب أو مثير خارجي وتظل لعدة دقائق فقط وتحدث في أي مكان في الجسم وليس لها وقت محدد للحدوث وتصير الأعراض فجائية.
أما عن أعراض هذا النوع من القلق أو الفزع فكلها عبارة عن اضطرابات عضوية جسدية يشعر المريض فيها بالخوف الشديد وحتمية الموت وتنتهي بعدم السيطرة على النفس ومن ثم قد يتعرض المريض لنوبة قلبية حادة أو سكتة دماغية يرافقها أعراض أخرى كثيرة مثل تسارع دقات القلب وخفقان القلب وضغط على الصدر والشعور بألم في الصدر والاختناق وصعوبة في التنفس والنمنمة والخدران وارتجاف الأطراف بجانب الشعور بالغثيان وآلام البطن والجهاز الهضمي بالإضافة إلى الشعور بالتعرق الشديد واحمرار في الوجه وتبدد في الواقع أو في الجسم حيث يشعر هذا المريض بالكثير من التغيرات الجسدية الأخرى.
ما هي أسباب اضطراب الفزع عند المرضى؟
تتعدد الأسباب المؤدية إلى شعور الشخص بأعراض اضطرابات الفزع أهمها هي الأسباب الوراثية العائلية بجانب بعض الأسباب البيئية حيث وُجد أن مرضى اضطراب الفزع قد مروا من قبل بحالات وظروف صعبة في فترة الطفولة حتى أن الأطفال الذين عانوا في صغرهم من انفصال الأبوين يعانون من هذا الاضطراب بشكل أكبر من غيرهم – وفق ما ذكره استشاري الطب النفسي.
إلى جانب ذلك، قد يتعرض الإنسان لاضطراب الفزع نتيجة وجود اضطراب في الناقلات العصبية وكيماويات الدماغ بدون وجود سبب وراثي أو بيئي.
تابع ” شنيقات “: تترك نوبة اضطراب الفزع الإنسان مصاباً بالإنهاك والإعياء ويكون مجهداً ويشعر بخوف شديد يؤدي به لأن يذهب إلى الطوارئ والأطباء نتيجة شعوره الدائم بالموت ومن ثم لا يشعر هؤلاء المرضى بالراحة ولا بممارسة الحياة بصورة طبيعية، لذلك يجب أن يراجع هؤلاء المرضى الأطباء في عيادتهم الطبية بصفة دورية.
كيف يمكن علاج حالات اضطراب الفزع؟
في لحظة اضطراب الفزع الأولى تأتي بصورة مخيفة على الإنسان ويعتقد أنه على وشك الانتهاء أو الموت ويصاب بنوبة قلبية حادة ومن ثم يذهب إلى الطوارئ وبعدها يدرك أن سبب هذه الحالة نفسي ولكن الأعراض عضوية، لذلك يُنصح لمريض اضطراب الفزع ضرورة الهدوء والاسترخاء بجانب دور من حوله في وجودهم بجواره والعمل على تهدئته وطمأنته عند شعوره بهذه الحالة دون أن يكون لديهم ردة فعل سلبية تزيد من حالته.
بالنسبة للعلاج فينقسم إلى نوعين هما العلاج الدوائي والسلوكي مع بعضهما البعض بعد استشارة الطبيب بجانب ضرورة عمل جلسات للعلاج السلوكي المعرفي من المعالج المختص.
ما هي الآثار الجانبية لأدوية اضطراب الفزع؟
بالنسبة للطب النفسي فإن العديد من الأشخاص يعتقدون أن أي دواء نفسي يؤدي إلى الإدمان ولكن يجب علينا الإشارة إلى أن الدواء النفسي يعتبر دواء آمن مثل أي دواء آخر ولا يؤدي إلى أية أعراض أو آثار جانبية أو أية مضاعفات.
يمكن لمريض اضطراب الفزع تناول بعض المهدئات لفترة قصيرة والتي تعمل على الناقلات العصبية دون أن يكون لها أية مضاعفات أو آثار جانبية كما يجب أن تكون هنالك سرعة في بدء العلاج فور ظهور الأعراض على المريض ومن ثم قد تنتهي أعراض هذه الحالة نهائياً.
ما مدى ارتباط نوبات الهلع بالمخدرات والعقاقير بشكل عام؟
تعتبر الفئة العمرية الأكثر إصابة بنوبات الهلع هي فئة الشباب بين 20 و 30 سنة حيث يمكن أن يكون تعاطي المخدرات سبباً رئيسياً في إصابة الشخص بنوبات الهلع أو الفزع الشديد.
وأخيراً، يختلف اضطراب الهلع أو الفزع عن الفوبيا في أنه لا يأتي بسابق إنذار وإنما يأتي بصورة فجائية عكس الفوبيا التي تأتي بسبب ما معين مثل فوبيا الحيوانات وفوبيا استخدام المصاعد إلخ إلخ..، وفي حالة عدم التدخل السريع لعلاجها يكون الأنسان دائماً في خوف شديد ومن ثم قد لا يتمكن الشخص من الخروج من المنزل كما يُفضل أن يظل قريباً من بعض الأماكن كالمستشفيات ويخاف بشكل دائم من السفر والصلاة وحضور المناسبات الاجتماعية المليئة بالناس وقد يلجأ إلى تناول العقاقير والمخدرات في بعض الحالات.