ما هي ألياف الرحم؟ وما حجم إنتشارها بين النساء؟
أجابنا الدكتور “عرفات سمارة” استشاري النسائية والتوليد وأطفال الأنابيب قائلًا: ألياف الرحم من الأمراض الشائعة بين السيدات في المجتمعات العربية، وهو من أكثر الأمراض علاجًا في العيادات النسائية.
وألياف الرحم عبارة عن أورام حميدة تُصيب الرحم، وتنشأ هذه الأورام الحميدة بفعل نمو غير إعتيادي لخلايا عضلية داخل الرحم تؤدي إلى حدوث تضخم في حجم الرحم وبالتالي ظهور المشكلات الصحية والإنجابية الأخرى.
هل تُصنف ألياف الرحم إلى أنواع؟
تتنوع ألياف الرحم إلى أربعة أنواع رئيسية بحسب موقع ظهورها في الرحم، هذه الأنواع هي:
• الألياف النامية في الغشاء الخارجي للرحم.
• الألياف النامية في عضلة الرحم نفسها من الداخل.
• الألياف النامية في الغشاء الداخلي للرحم.
• الألياف النامية في الغشاء الخارجي أو الداخلي للرحم وتتصل به عبر وصلة متدلية بسيطة.
وأضاف “د. عرفات” عادةً ما يُحدد حجم الألياف وموقعها أنواع وشدة المضاعفات الصحية الناتجة عنها، فأكثر المضاعفات الصحية وأخطرها تنتج عن الألياف النامية في الغشاء الداخلي للرحم أو في عضلة الرحم نفسها، وأقلهم من حيث المضاعفات الصحية هي الألياف النامية في الغشاء الخارجي.
ويرجع ذلك إلى أن نمو الألياف في الغشاء الداخلي أو في العضلة نفسها من الداخل يؤدي بالضرورة إلى:
• التأثير على الحمل.
• إختلالات بالدورة الشهرية.
• تأخير الحمل.
• حدوث الإجهاض في مراحل الحمل الأولى أو في مراحله المتأخرة.
• حدوث الولادة المبكرة وذلك لأن الليف يأخذ من الحيز الذي من المفروض أن ينمو فيه الجنين.
• ألياف الغشاء الداخلي وألياف عضلة الرحم أكثر أنواع الألياف التي تتسبب في غزارة الدورة الشهرية لحد النزف عند المرأة.
أما الألياف النامية في الغشاء الخارجي فقد لا تؤدي إلى أعراض أو مضاعفات صحية مهما تعاظم حجمها.
هل يمكن أن تتطور ألياف الرحم إلى أورام سرطانية بمرور الوقت؟
كل ألياف الرحم من النوع الحميد ولا تتحول أبدًا إلى أورام سرطانية خبيثة في المستقبل، ومع بعض الحالات المرضية قد يظهر الورم السرطاني في صورة ألياف ثم بفحص عينات منه مخبريًا يتم تأكيد نوعه، ونسبة ظهور الورم الخبيث في هيئة ألياف ضئيلة جدًا لا تتجاوز الواحد في الألف. من هذا المنطلق أوصت كل الجمعيات الطبية النسائية بعدم علاج ألياف الرحم بالتدخلات الجراحية إلا إذا كبر حجمه إلى حدود غير معقولة، أما مع الألياف الصغيرة والمتوسطة يكون العلاج دوائيًا بإمتياز لعدم وجود خوف من تحولها إلى أورام سرطانية.
هل توجد أسباب علمية لتكون الألياف في الرحم؟
أشار “د. عرفات” إلى أنه حقيقةً ألياف الرحم من الأمراض المجهولة السبب، فإلى الآن لم تتمكن الأبحاث في تحديد العوامل الأساسية في إصابة بعض السيدات وعدم إصابة أُخريات، كما أن ألياف الرحم ليست من الأمراض الوراثية، وكل ما أضافته الدراسات الطبية هو تحديد نسب الإصابة به في المناطق الجغرافية المختلفة.
ما هي أعراض وجود ألياف بالرحم؟
الألياف ذات الحجم الصغير عادةً لا يُصاحبها أية أعراض مرضية، وفي هذه الحالة يتم إكتشاف وجود الألياف صدفةً عند فحص المريضة لسبب طبي آخر، وفي هذه الحالة يُحبذ عدم التدخل الطبي لأن الألياف الموجودة صغيرة الحجم وغير متسببة في أية مضاعفات صحية، وبشكل عام تنمو ألياف الرحم ببطء شديد فتحتاج إلى سنوات حتى تؤثر فعليًا على كفاءة الرحم وظهور الأعراض المرضية. أما إذا ظهرت الأعراض الصحية فعليًا يتم التوجه للعلاج،
وأكثر الأعراض المُنذرة بوجود ألياف رحم مُؤثّرة هي:
• غزارة الدورة الشهرية لدرجة النزف.
• زيادة عدد أيام نزول الدورة الشهرية عن المعتاد.
• ثقل وأوجاع أسفل البطن.
• تأخر الحمل.
• إحتباس في البول نتيجة لضغط الألياف على الحالب.
ما أبرز البرامج العلاجية لألياف الرحم؟
أردف “د. عرفات” قائلًا: الخيار الأول هو عدم التدخل الطبي طالما لم تظهر أعراض أو مضاعفات صحية من وجود الألياف في الرحم، لكن بعد ظهور الأعراض ينقسم التدخل الطبي إلى خيارين هما العلاج الجراحي والعلاج الدوائي.
والعلاج الدوائي يهدف إلى تصغير حجم الليف والسيطرة على بعض أعراضه لكنه لا يُزيل الليف من الرحم، كما أنه حال التوقف عن تناوله تعود الحالة الصحية إلى ما كانت عليه، وطبقًا لهذه الأهداف تتعدد الأصناف الدوائية إلى أدوية لتصغير حجم الليف، وأدوية للسيطرة على غزارة الدورة الشهرية، وأدوية للسيطرة على عدم إنتظامها.
أما العلاج الجراحي يُراعى فيه التدخل لإزالة الألياف دون التأثير على الرحم إلا إذا استدعت الضرورة الطبية غير ذلك، والتدخل الجراحي قد يكون بواسطة المنظار أو بواسطة فتح البطن.
ما هو تكيس المبايض؟ وما الفارق بينه وبين أكياس المبيض؟
تكيس المبيض هو خلل هرموني في آلية عمل المبيض نتيجة قلة حساسية الجسم للجلوكوز، هذ القلة تؤدي إلى تعاظم مفعول الهرمونات الذكورية عند السيدات، وعندما تزيد الهرمونات الذكورية تظهر الأعراض الآتية:
• عدم إنتظام الدورة الشهرية.
• نمو زائد للشعر في مناطق جسدية لا يُفترض نمو الشعر فيها عند السيدات مثل الوجه والذقن.
• ظهور حب الشباب.
• خلل عملية التبويض
أما أكياس المبيض فهي عبارة عن نمو غير إعتيادي في المبيض يؤدي إلى تجمعات دموية أو مائية داخله، والأكياس عادةً ما تكون كبيرة الحجم.
متى يلجأ الطبيب إلى أخذ عينات من الرحم للفحص؟
في الحالات التي تختل فيها الدورة الشهرية عند السيدات الأكبر من 35 عام، وسواء كان الخلل من حيث مواقيت نزول الدورة أو من حيث كمية الدم النازلة يتم أخذ عينات من خلايا تجويف الرحم للتأكد من عدم وجود تغيرات في خلايا الرحم والتي إن حدثت قد تتحول إلى خلايا سرطانية مستقبلًا، وتفيد العينات أيضًا في التأكد من وجود أو عدم وجود خلل هرموني معين. وعادةً يتم سحب عينات من الرحم بدون تخدير وبأنبوب صغير جدًا لا يسبب ألم.