يُعرف الصداع على أنه ألم بمنطقة الرأس، وقد يكون هذا الألم محصوراً في منطقة معينة بالرأس، وقد يكون منتشراً بالرأس كله. فمتى يكون هذا الألم عادياً ومتى يكون إنذاراً بالخطر.
وأنواع ومسببات الصداع كثيرة، منها صداع التوتر، الصداع النصفي أو الشقيقة، صداع الجيوب الأنفية، الصداع المرتبط بتوقف الكافيين، صداع آلام الرقبة، الصداع المرتبط بإجهاد العين، وصداع ارتفاع ضغط الدم الشديد.
متى نعتبر الصداع أمراً مقلقاً؟
يقول الدكتور “هشام الحكيم” أخصائي أمراض عصبية: أن مشاكل الصداع منتشرة جداً، ولكن إذا أصبح الصداع مستمراً، إذا حدث بشكل مفاجئ، إذا كان الشعور بالصداع لا يتوقف، إذا لم يستجب للمسكنات العادية، فهنا يجب أن نقوم بزيارة الطبيب حتى نعرف نوع وسبب الصداع؛ فللصداع أنواع وأسباب كثيرة، منها “الصداع النصفي” أو كما يطلق عليه “الشقيقة” والذي يعتبر له جانب وراثي، والذي يكون موجوداً بجهة واحدة من الرأس.
ومن أهم أعراضه الغثيان، الحساسية الشديدة للضوء، والذي غالباً ما يستمر إلي ما يقارب الثلاث ساعات، وأسباب “الصداع النصفي” كثيرة، فقد يكون المسبب نوع معين من الطعام، قلة النوم، التوقف عن شرب القهوة، واستنشاق بعض الروائح.
وهناك نوع آخر من الصداع ويعتبر أكثر شيوعاً، وهو “الصداع الصدغي” والذي دائماً ما يصاحبه أعراض مثل ضغط حول الصدغين، ضغط خلف الرأس، ألم في منطقة الرقبة، وقلة النوم. وهذا النوع من الصداع يكون مزمناً، وغالباً ما يكون مرتبط بطبيعة عمل الشخص.
فأصحاب الأعمال المكتبية هم أكثر الناس عرضة له، وذلك بسبب انحناء الرأس في معظم وقت العمل فيؤدي ذلك إلى زيادة الضغط على الرقبة نتيجة زيادة وزن الرأس نسبياً، فيؤدي ذلك إلى انقباض عضلات الرقبة معظم الوقت حتى تتحمل هذا الوزن الزائد، فيحدث تشنج عضلي في الرقبة ومنطقة الصدغ.
كما أن هناك نوع من الصداع يكون سببه ضغط على عصب الرقبة والذي يسبب تقلص بالعضلات، فيؤدي ذلك إلى الشعور بالصداع، والذي غالباً ما يصل إلى منطقة الأذن؛ لذلك يشعر هذا المريض بالدوار، كما يشعر بعدم التوازن بعض الشيء؛ نتيجة تأثر الأذن الوسطى والداخلية.
أما صداع ” الجيوب الأنفية” فله أعراض معينة مثل: الشعور بضغط عند منطقة الجيوب الأنفية خاصة وقت الركوع أو السجود أثناء الصلاة، ذلك بالإضافة لوجود سيلان خلف الأنف. أما عن تشخيص صداع “الجيوب الأنفية”، فيتم عن طريق تصوير أشعة لمنطقة الجيوب الأنفية. وأكد الدكتور “هشام” أن للصداع أنواع ومسببات أخرى كثيرة، ولكن هذه الأنواع هم الأكثر شيوعاً وانتشاراً.
متى نعتبر الصداع دليلاً على الإصابة بمرض خطير؟
إذا كان الصداع أمراً عارضاً فهذا ليس به أي مشكلة، ولكن المشكلة هنا تكمن في أن يكون الصداع مصحوباً بأعراض أخرى كحدوث أي مشكلة بالرؤية، أو الشعور بتنميل بمنطقة الوجه، أو إذا كان الصداع مصحوباً بألم في الرقبة أو بمنطقة الكتف.
كما أنه إذا كان الصداع يبدأ بجزء ف الرأس كخلف الرقبة ثم ينتشر لباقي أجزاء الرأس كمنطقة الجبهة مثلاً أو خلف العيون، فيشعر المريض أن رأسه كله يؤلمه، فهنا يجب على المريض أن يذهب إلى الطبيب حتى يقوم بالفحوصات اللازمة، خاصة إذا كان الصداع شديداً.
كيف يتم تشخيص نوع الصداع؟
يقول الدكتور “هشام” أن الفحص السريري مهم جداً، وأن هناك بعض التساؤلات لابد أن يجيب عنها المريض، مثلاً متى بدأ الصداع؟، وفي أي منطقة تحديداً؟ وما هي التطورات التي تحدث مع شعوره بالصداع؟.
ذلك بالإضافة إلى الفحص العصبي، والذي يوضح لنا إذا ما كان هناك ضعف بأي طرف من أطراف الجسم، أو أن هناك مناطق ارتكاز مختلفة بالجسم، أو إذا ما كانت الرؤية مختلفة من جهة لأخرى بالوجه، أو إذا كان هناك ضعف بأي منطقة بالوجه.
أما عن الفحوصات الطبية اللازمة في هذه الحالة، فغالباً ما نطلب من المريض ” طنين للرأس” “MRI” حتى نطمئن أكثر ونتأكد أن ليس هناك خلل ما بالدماغ يسبب هذه المشكلة، كوجود كتلة مثلاً بداخل الرأس، أو وجود تورم بأي من أورده الرأس، والتي يطلق عليها “ذات الأبهر”.
بماذا تنصح من يعانون من الصداع؟
يقول الدكتور “هشام” أن الكشف المبكر مهم جداً، وأن التشخيص السليم للصداع هو الخطوة الأولى في العلاج. فلكل نوع من أنواع الصداع علاج معين، فالصداع “النصفي” أو “الشقيقة” يتم علاجه عن طريق إمداد المريض بأدوية تساعد في تخفيف هجمة الصداع، ثم يتم إمداد المريض بعلاجات تساعد على منع حدوث الهجمة من الأساس.
بالإضافة إلى منع مسببات هذا النوع من الصداع سواء كان المسبب رائحة معينة أو قلة النوم أو طعام معين. كما أن هناك أدوية أخرى حديثة للصداع كالبوتكس مثلاً والذي يفضله السيدات؛ فبجانب أنه علاج للصداع، فهو يجعلهن في مظهر أصغر سناً.
أما عن الصداع “غير الشقيقة” فإن علاجه يكون أكثر تعقيداً؛ لأن المسبب هنا يمكن أن يكون التهاب بالعين، بالأذن، أو بضرس معين، أو أن يكون المسبب مشكلة بالعمود الفقري أو بالظهر أو بمنطقة خلف الرقبة. فهنا كل مشكلة لها علاج مختلف، لذلك يحتاج هذا النوع من الصداع لتشخيص أدق.