يمثل التهاب الكبد الفيروسي مشكلة صحية عالمية رئيسية حيث هناك نحو 320 مليون شخص حول العالم ممن يعانون من التهاب الكبد المزمن وذلك حسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية وذلك حتى أواخر 2015 كما تشير التقديرات العالمية إلى إصابة 257 مليون شخص حول العالم بعدوى فيروس الكبد ب كما أن نحو 71 مليون شخص مصابون بعدوى فيروس ج في عام 2015 حيث أن سكان الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط هم الفئة الأكثر إصابة بالمرض نتيجة قلة الفحوصات التي تخص هذا المرض، هذا ما سنتحدث به مع ” الدكتور / سالم خوري – أخصائي الجهاز الهضمي والكبد”
ما هو التهاب الكبد؟ وما هي أنواعه؟
يعتبر التهاب الكبد بشكل مطلق هو عبارة عن عدة فيروسات تصيب الكبد والتي تكون ضمن مجموعة فيروسات تصيب الجسم بشكل عام.
هناك عدة فيروسات تصيب الكبد ولكن سرعان ما تزول تلك الفيروسات مثل فيروس أ أو Hepatitis A والذي لا يعتبر مهما حيث يزول سريعا من الجسم بعكس فيروس Hepatitis b و Hepatitis G التي تؤثر على الإنسان.
تعتبر أرقام منظمة الصحة العلمية السابق ذكرها صحيحة إلى حد كبير ولكن على الجانب الآخر هناك إصابات لالتهاب الكبد غير معروفة ولم تكتشف بعد حيث أن الإصابة بفيروس الكبد المزمن تعتبر إصابة بمرض صامت ليس له أية أعراض إلا إذا فتشنا وبحثنا عنه.
كيف يمكن اكتشاف مرض التهاب الكبد؟
لا يجب انتظار أعراض فيروس الكبد حيث أنه مع الوقت قد يتسبب في أورام مزمنة نتيجة فيروس b أو فيروس c إلى جانب أنه مع الوقت قد يتسبب الفيروس في تشمع الكبد عند 20% ممن يصابون بفيروس الكبد كما أن 5% من هؤلاء 20% يصابون في نهاية المطاف بمرض سرطان الكبد، لذلك لا يجب انتظار أعراض المرض.
وتابع الدكتور ” سالم خوري “: نستهدف دائما التعرف على المرض قبل تطوره حيث يمكن تشخيص مرض التهاب الكبد عن طريق فحوصات الكبد العادية.
هناك أنواع معينة من الأشخاص الذين يتعرضون بكثرة للإصابة بفيروس الكبد b و c ومن أولهم من يتعاطون المخدر عن طريق الحقن والشم والمصابون بكثرة بفيروس c.
أما فيروس b فيمكن انتقاله بشكل عمودي من الأم للأولاد إلى جانب من يتعاطون الحقن المخدرة بالإضافة إلى من ينتقل لهم دم في العمليات أو غيرها.
نقوم الآن في اليوم العالمي للكبد بالتوجه إلى التوعية بفيروس الكبد المزمن B & C كما نركز أيضا على فيروس الكبد A حيث أنه يعتبر فيروسا حادا يقوم بعمل المشاكل للإنسان مثله مثل الالتهاب الرئوي وتكون أعراضه آلام العظم واصفرار الوجه ثم تنتهي تلك الأعراض سريعا بشكل تلقائي ولا يؤدي هذا الفيروس لمشاكل كبيرة للإنسان حيث يمكن 1 من 1000 شخص أن يؤثر فيهم فيروس A ويقوم بعمل مشكلة حادة وكبيرة للكبد كما يعتبر فيروس A مختلف تماما عن فيروس B&C.
ما سبب ارتفاع نسبة فيروس الكبد في الشرق الأوسط؟
تختلف نسبة وجود فيروس الكبد الوبائي من منطقة لأخرى كما تنتقل طريقة العدوى من مكان لآخر حيث طريقة انتقال الفيروس عن طريق الحقن لا توجد كثيرا في منطقة الشرق المتوسط بالمقارنة بأمريكا ودول أوروبا ولكن يمكن لهذا الفيروس الانتقال بصورة أوسع عن طريق العلاقات الجنسية أو عن طريق الانتقال العمودي من الأهل للأولاد.
هناك مناطق معينة في الشرق الأوسط بها نسبة مرتفعة من فيروس الكبد المزمن مثل مصر التي ترتفع فيها نسبة فيروس C حيث أن هناك اعتقاد بأن التلقيح ضد مرض البلهارسيا في مرحلة من المراحل هو سبب رئيسي في انتشار المرض بشكل واسع.
هناك على الجانب الآخر بعض المناطق في الشرق الأوسط التي بها نسبة معتدلة من الإصابة بفيروس الكبد كما أن هناك نسبة عالية من Hepatitis B في بعض دول آسيا مثل الصين.
ما هو علاج فيروس الكبد المزمن؟
يجب التلقيح من أجل الوقاية من فيروس B حيث أنه لا يوجد تلقيح للوقاية من فيروس Hepatitis c بعد ولكن من المنتظر أن يتوقف هذا المرض في حالة اتباع التلقيحات الذي أصبحت إلزامية عند بعض الدول عند الولادة، لهذا فنحن نأمل أن تخف وتنتهي كمية التهاب الكبد المزمن b.
يجب البحث عن مصابي فيروس Hepatitis c وعلاجهم الذي أصبح متوفراً بصورة كبيرة عن طريق العلاج الطبي وليس الجراحي.
وأخيرا، يعتبر الأطفال هم الأكثر إصابة بفيروس Hepatitis b حيث أنه ينتقل من الأم للأولاد كما أنه قد يكون موجودا بنسبة كبيرة بين الأعمار 20 و 30 سنة لأنه يأتي نتيجة العلاقات الجنسية بين تلك الفئات.