قد يكون الجهاز الهضمي والبطن هو المنشأ الأساسي للعديد من الأمراض الخطيرة كالتهابات القولون والسرطانات وغيرها من الأمراض الخطيرة الأخرى.
تختلف أعراض تلك الأمراض، ومن الممكن ألا تظهر تلك الأعراض جليةً لتعبر عن مرض ما بعينه، لذلك يجب علينا فور الشعور بأي من تلك الأعراض الشديدة والغريبة في الجهاز الهضمي ضرورة مراجعة الطبيب المختص لتشخيص المرض ومن ثم سرعة العلاج.
ما هي أكثر الأمراض الباطنية شيوعاً؟
ترى الدكتورة ميسم عكروش ” استشارية أمراض باطنية ” أن أمراض الجهاز الهضمي لا تُعد ولا تُحصى، وهناك من بين تلك الأمراض ما نسميه بالأمراض الوظيفية وهي أكثر من الأمراض العضوية لأنه من السهل الوصول إلى أعراض وتشخيص تلك الأمراض العضوية كمرض القرحة النازفة والسرطان والتهابات القولون التقرحي وغيرها من الأمراض العضوية الأخرى، بينما يصعب علينا تشخيص أمراض الجهاز الهضمي الوظيفية كما يصعب تحديد أعراضها من جانب المريض.
على سبيل المثال، هناك بعض الأمراض التي يصعب تشخيصها وتأتي أعراضها على شكل:
- آلام أو عسر هضم.
- حُرقة مستمرة لا تستجيب للعلاج.
- نفخة وألم شديد في البطن.
- الإمساك والإسهال وغيرها من الأعراض الأخرى التي قد تكون في بعض الأحيان أعراضاً لأمراض وظيفية وفي أحيان أخرى قد تكون لأمراض أخرى عضوية.
مضيفةً: تبدأ عملية الهضم من الفم، ومن ثم قد نرى أمراض الجهاز الهضمي تظهر على صورة:
- تقرحات متكررة في الفم.
- حُرقة في البلعوم وصعوبة في البلع.
- ألم في البلع.
- الشعور بألم بعد الأكل.
- آلام المعدة أو آلام رأس المعدة.
- فقدان الشهية أو الآلام التي تسد الشهية.
- نزول الدم من المريض ليشعر حينئذ بأنه يعاني من فقر الدم بعد شعوره بالدوخة وخفقان القلب والدوار وضيق في التنفس، وهنا يجب على المريض ضرورة فحص الجهاز الهضمي السبب الأول لفقر الدم.
- أمراض النفخة والغازات والتجشؤ الزائد.
- عدم انتظام حركة الأمعاء.
وهذه كلها تعكس أمراض شديدة وداخلية للجهاز الهضمي، والأهم من ذلك هو فحص شكل الدم إما على صورة براز أسود أو على شكل استفراغ مثل القهوة، وكل هذه الأعراض هي ناقوس خطر يجب علينا مراجعة الطبيب فور إتيانها للمريض، كما أن هذه الأعراض لابد من تشخيصها من قبل طبيب الأسرة في بادئ الأمر الذي يمكنه تحويل المريض فيما بعد إلى الطبيب المختص.
كيف يمكن تشخيص أمراض الجهاز الهضمي؟
يمكن أن يكتشف الطبيب المعالج مشاكل الجهاز الهضمي عن طريق فحص دم المريض بصورة عادية متمثلاً ذلك في:
- ظهور فقر الدم.
- ارتفاع في إنزيمات الكبد.
- ارتفاع في إنزيمات البنكرياس.
- فحص الدم الخفي بالبراز الذي يُنصح به للأشخاص فوق الأربعين عاماً إذا لم يكن هنالك إصابة عائلية بسرطانات الأمعاء، وفي حالة وجود إصابة بسرطان الأمعاء في العائلة يجب إجراء فحص الدم الخفي بالبراز قبل هذا السن بعشر سنوات على الأقل لأن هذا الفحص قد يعطينا إشارة أولية لما يحدث داخل الجسم.
- إمكانية إجراء صورة أشعة فوق صوتية لأي ألم يشعر به المريض في جهازه الهضمي أو البطن ليشخص المريض حينئذ شحوم الكبد على سبيل المثال حيث أن المرارة والكبد والبنكرياس هي جزء أساسي من الجهاز الهضمي أيضاً، كما يمكن أن تظهر في صورة الأشعة حصوات المرارة أو وجود مشكلة ما في البنكرياس.
لا يجب على الجميع إجراء مثل هذه الفحوصات وإنما هناك أسباب عالمية تحدد ماهية الأشخاص الذين يستوجب عليهم إجراء هذه الفحوصات ومتى يستوجب عليهم ذلك، لذلك فإننا لا ننصح بإجراء فحوصات الجرثومة الحلزونية بداعي أو بغير داعي، لأننا كأطباء متخصصين ننصح بهذه الفحوصات فقط في حالة:
- وجود تقرحات في الاثنا عشر.
- وجود عسر الهضم عند المريض الذي لم يتم علاجه عن طريق العلاجات العرضية.
- إذا كان الشخص أصغر من عمر ٤٢ سنة، وفي حالة أن المريض أكبر من هذا العمر يجب عليه إجراء المنظار.
- إذا كان هنالك في العائلة سرطانات معدة.
- إذا كان المريض في حاجة دائمة للأسبرين ومضادات الالتهاب.
وماعدا تلك الأسباب لا يجب تشخيص الجرثومة الحلزونية لكل وجع بطن أو كل نفخة في الجهاز الهضمي، مع مراعاة أن الجرثومة الحلزونية تأتي للعديد من الأشخاص.
وختاماً، هناك بعض الفحوصات الجديدة التي يمكن إجراؤها لتشخيص أمراض الجهاز الهضمي كفحص الدم العادي وفحص المناعة الذي يمكن أن يشخص أمراض حساسية القمح أو أمراض الكرون وأمراض التهاب القولون التقرحي، لذلك يجب أن يختار الطبيب الفحص المناسب للأعراض التي يشكوا منها المريض، ومن ثم فإن فحص البراز المناعي للكشف عن الدم الخفي بالبراز هو ما ننصح به لأي شخص فوق ٤٥ سنة.