ما هو فقر الدم؟
مرض فقر الدم من الأمراض الشائعة، ويُعبر عنه بنقص الكُريات الحمراء في الدم، مع نقص معدل الهيموجلوبين فيها. ونقص كُريات الدم الحمراء يؤدي بالضرورة إلى إنخفاض مستوى الأكسجين في الأعضاء الداخلية للجسم، وبالتالي ظهور الأعراض المَرَضية المعروفة على صحة المريض.
ما أسباب الإصابة بفقر الدم؟
أوضح “د. الزهراني” أستشاري أمراض الدم. تتعد أسباب مرض فقر الدم (الأنيميا)، إلا أنها مُجتمعة يمكن تقسيمها إلى ثلاثة أقسام، هي:
القسم الأول، ينتج عن فقدان الدم: وبخاصة فقدان عنصر الحديد الضروري لتصنيع مادة الهيموجلوبين داخل كُريات الدم الحمراء.
القسم الثاني، ينتج عن خلل في نخاع العظم أو الخلايا الجذعية، التي تُصَنِّع كُريات الدم الحمراء، وبقية خلايا الدم. وهذا الخلل في النخاع العظمي يحدث تبعًا لعدة عوامل، من بينها:
مرض داخلي في النخاع العظمي أو الخلايا الجذعية.
مرض خارج النخاع العظمي مثل الأمراض المزمنة التي تؤثر على إنتاج خلايا الدم منه، ومنها أمراض فشل وضعف وظائف الكُلى، لأن الكُلى تنتج هرمون الإريثيوبيتين، وهو هرمون هام لتحفيز إنتاج كُريات الدم الحمراء. كذلك أمراض إضطرابات الغدد الصماء. وعمليًا يوجد تلازم بين الإصابة بأحد هذه الأمراض والإصابة بفقر الدم.
القسم الثالث، ينتج عن تَكَسُر وإنحلال كُريات الدم الحمراء، ومن مُسبباته:
الأمراض الوراثية: مثل مرض فقر الدم المنجلي، وهو من الأمراض الشائعة في ربوع المملكة العربية السعودية. ومرض أنيميا البحر المتوسط (الثلاسيميا). ومرض نقص إنزيم G6PD (وهو المعروف بفقر الدم الفولي).
الأمراض المُكتسبة: مثل الأمراض المُسببة لإختلال وظائف الجهاز المناعي، فيحدث مع هذا الإختلال تكسير الأجسام المضادة لكُريات الدم الحمراء وباقي خلايا الدم.
ما أهم أعراض مرض فقر الدم على المريض؟
من الضرورة التعرف على الأعراض المرضية لمرض فقر الدم، لأنه من الأمراض الشائعة – كما سبق وأن ذكرنا -، وبخاصة مرض فقر الدم الناتج عن نقص عنصر الحديد.
وتعتمد أعراض مرض فقر الدم على مجموعة من العوامل، من أهمها:
مستويات كُريات الدم الحمراء في جسم المريض، فعند الإنخفاض البسيط لنسبة كُريات الدم الحمراء في الجسم، قد لا يشعر المريض بأية أعراض ظاهرة. لكن حتمًا ستظهر الأعراض المرضية على جسم المريض إذا كان نقص كُريات الدم الحمراء في مستوياته المتوسطة أو الشديدة.
حدة إنخفاض كُريات الدم الحمراء مقارنةً بالفترة الزمنية للإنخفاض، فإذا حدث الإنخفاض على فترة زمنية طويلة قد يتعود الجسم على هذا الإنخفاض فلا يُبدي أي أعراض ظاهرة، إلا عند وصول مستويات الإنخفاض إلى التدني الرهيب جدًا. أما حال الإنخفاض السريع في مستويات كُريات الدم الحمراء، فستظهر الأعراض لا محالة.
وأبرز الأعراض المُصاحبة لمرض فقر الدم هي:
الشعور المُلِحْ والشديد بالإنهاك والتعب مع بذل أبسط مجهود بدني. ويُعزى السبب هنا إلى نقص وجود الأكسجين في الأجهزة والأعضاء
والأنسجة الجسمية الداخلية، والأكسجين هو صاحب الفضل في إعطاء مكونات الجسم البشري الطاقة اللازمة لأداء وظائفها.
صعوبة التنفس مع بذل المجهود.
إزدياد ضربات القلب مع بذل المجهود.
حدوث النزيف، ومن الوارد النزف من أي مخرج في الجسم، ولكن عادةً ما يتم التركيز على النزيف المُصاحب لعمليات الإخراج سواء البول أو البراز.
وعند الأطفال، عدم القدرة على اللعب والمرح مثل أقرانهم، وإذا حدث مرض فقر الدم على فترة زمنية طويلة قد يؤثر على التحصيل العلمي والدراسي.
في حالات مرض فقر الدم الشديد، قد تظهر أعراض خلل وضعف وظائف الأعضاء الداخلية مثل القلب وغيره.
ما وسائل الوقاية من مرض فقر الدم؟
عَقَّب د. “محسن”: بأن أحد مُسببات مرض فقر الدم هو نقص التغذية، لذلك من المهم والضروري المحافظة على التغذية الصحية المتوازنة، بتناول الخضروات والفواكهة واللحوم، لأن أصحاب المعتقدات الغذائية كالنباتيين الممتنعين عن تناول اللحوم ينقص عندهم فيتامين ب12 الضروري في تصنيع كُريات الدم الحمراء. كذلك الإكثار من تناول الأغذية الغنية بالحديد (وهو موجود في البقوليات والخضروات واللحوم). وأيضًا الإكثار من الخضروات لإحتوائها على حمض الفوليت.
من وسائل الوقاية أيضًا المُلاحظة المبكرة لأعراض المرض، والتوجه إلى الطبيب فور ظهورها، للكشف عن المشكلة ومسبباتها، وبالتالي علاجها قبل التفاقم والتطور.
هل يستطيع مريض فقر الدم أداء شعيرة الصيام؟
يعتمد التصريح بالصيام من عدمه على حدة المرض ومستوى إنخفاض الهيموجلوبين في الدم، ففي الدرجات البسيطة والمتوسطة غالبًا ما يستطيع المريض الصيام، مع الإلتزام بالتوازن الغذائي وتنويع مصادر العناصر الغذائية، مع المحافظة على تناول السوائل لتجنب الجفاف.
أما أصحاب مرض فقر الدم الشديد الحِدة، والذين يعانون من مستويات متدنية جدًا من الهيموجلوبين بمعدل أقل من 8 جم، فيصعُب عليهم الصيام،
وقد يؤدي بهم إلى مضاعفات مرضية أشد خطورة مما هم عليه.
ويرجع الأمر برُمته إلى تشخيص الطبيب المسئول، والسماح أو عدمه بالصيام لكل حالة مرضية على حدة، تبعًا لمُعطيات الفحوصات والتحاليل التي بين يديه.
هل لنا ببعض النصائح الطبية لمرضى فقر الدم؟
النصيحة الأبرز لمريض فقر الدم هي الرجوع إلى طبيبه المعالج قبل تناول أي صنف دوائي، لأن بعض الأدوية كأدوية المسكنات تسبب فقر الدم، وبعضها مع طول الإستعمال والتناول يؤدي إلى تقرحات المعدة، ومنها إلى النزيف، ومنه إلى نقص الحديد.
إلى جانب الإهتمام بالتوازن الغذائي، وتجنب شرب الشاي بكثرة عقب الوجبات لدوره المؤثر في تقليل إمتصاص الجسم لعنصر الحديد.
يعد جهاز الدورة الدموية أكبر جهاز في جسم الإنسان، حيث تسبح أكثر من خمسة لترات من الدم في آلاف الأوعية الدموية من شرايين وأوعية وشعيرات. حيث تحمل هذه الأوعية الدم إلى كافة أنسجة الجسم، للحفاظ على أداء الأعضاء واستمراريتها.
تحمل كُريات الدم الحمراء الأكسجن إلى أنسجة الجسم، وتقوم الصفائح الدموية بإغلاق الجروج ومنع تسرب الدم إلى خارج الأوعية الدموية. وتقوم كُريات الدم البيضاء بالقضاء على الجراثيم ومحاربة الأجسام الغريبة.
تُشكل كُريات الدم الحمراء نسبة 40% من الدم الموجود في جسم الإنسان، ويتم تصنيعها بشكل متواصل في نخاع العظم. تحتوي كُريات الدم الحمراء على الهيموجلوبين، وهو البروتين الذي يُعطي الكُريات لونها الأحمر.
عندما يتنفس الإنسان، وخلال مرور الدم في الرئتين، ترتبط جزيئات الأكسجين بالهيموجلوبين، ومن ثَم تأخذ كُريات الدم الحمراء هذا الأكسجين إلى كافة أنحاء الجسم، وتطلقه لتستعمله الخلايا. وعندما تفرغ كُريات الدم الحمراء من الأكسجين تقوم بإمتصاص ثاني أكسيد الكربون لتأخذه إلى الرئتين، حيث يتم إطلاقه إلى الهواء.
يُعد فقر الدم من الأمراض الشائعة، ويُعرف على أنه اغتيال في حجم أو شكل أو كمية كُريات الدم الحمراء أو كمية الهيموجلوبين في الدم، إلى حد يؤثر على نقل الأكسجين إلى أنسجة الجسم. من أعراض فقر الدم، الشعور بالإرهاق والخفقان وتسارع النفس.
هناك ثلاثة أنواع رئيسية لفقر الدم:
• فقر الدم الناجم عن فقدان الدم.
• فقر الدم الناجم عن خلل في إنتاج كُريات الدم الحمراء.
• فقر الدم الإنحلالي، والذي ينتج نتيجة تكسر خلايا الدم.
ولعل أكثر أنواع مرض فقر الدم شيوعًا هو النوع الناشيء من نقص كمية الحديد في الجسم.
تأثير مرض فقر الدم (الأنيميا) على الأطفال
من أهم الإجراءات مع الأنيميا، اختيار نوعين من الحميات، حمية عالية في الحديد، وأخرى عالية الكالسيوم. وأبرز المأكولات الغنية بالحديد (مع مراعاة عدم زيادة الملح، والطهو الجيد):
• اللحم البقري.
• التونة.
• السمك.
• الكبدة.
• العسل الأسود.
• السبانخ.
• الفاصوليا البيضاء والحمراء والخضراء.
وكلما زادت المأكولات الغنية بالحديد مع الطفل، كلما استوجبت زيادة المأكولات الغنية بالكالسيوم، لزيادة وتسهيل إمتصاص الجسم للحديد.
ومن أغذية الكالسيوم:
• منتجات الألبان والأجبان قليلة الدسم.
• البقوليات كالفول والعدس والفاصوليا.
• الخضروات الورقية الداكنة اللون.