يواجه الكثير منا الصداع النصفى بشكل مختلف فقد يصاب البعض بهجمات متكررة تصل إلي عدة مرات في الاسبوع ومنهم من يصاب به بين فترة وأخري ويجهل الكثير منا اسباب هذا المرض وكيفية علاجه وطرق الوقاية منه.
ما هو الصداع النصفى؟
قال “د. تيم المعيقل” استشاري وأستاذ مساعد بوحدة الأعصاب. الصداع النصفى هو من أكثر أنواع الصداع شهرة فيصاب به نسبة كبيرة من الناس وهي حوالي 18% من النساء و 7 % من الرجال وهو عبارة عن صداع شديد قد يحدث بأي منطقة بالرأس ونسبة قليلة يصابون بالصداع في منتصف الرأس وأحيانا يظهر الألم في مؤخرة الرأس أو عند الرقبة، فهي عبارة عن نوبات غير مستمرة بشكل يومي حينما يكون هناك أشياء تثير الصداع لهذا الشخص.
أن الصداع النصفى قد يشكو منه البعض في منطقة العين أو خلف العين والبعض يشكو من منطقة خلف الرأس أو أعلاها.
ما هي أعراض الصداع النصفى ؟
تابع “د. المعيقل” الصداع النصفى له أعراض وعلامات معينة لا تحدث في أنواع الصداع الأخري وهي التي تميزه عنها ومنها النبض القوي فيظهر الألم كأنه شيء يضرب في رأس شخض وكأن قلبه انتقل إلي رأسه، حساسية للضوء فهذا الشخص يريد دائما الجلوس في هدوء تام ويفضل الظلام، كما أن هؤلاء الأشخاص لا يحتملون الأصوات وبعض الأشخاص يشعرون بالغثيان والقيء في بعض الأحيان.وأحيانا لا يستطيع البعض تحريك رأسه إلي اليمين واليسار من شدة الألم.
ما هي أسباب الصداع النصفى؟
قد يولد الشخص ولديه قابلية للإصابة بالصداع النصفى، والفرق هو أنه توجد عوامل بيئية تثير الصداع من عدمها فهناك بعض الأشخاص تصاب بالصداع النصفى في فترة من العمر عندما يتعرض الشخص لبعض المواد في الهواء أو ببيئة العمل أو جو معين.
والأشياء التي تثير الصداع قد تختلف من شخص لآخر.
وعادة ما يتأثر البعض بالأطعمة كالأجبان أو أنواع من الشوكولاتة قد تثير الصداع وأيضا الإضاءة قد تزيد ألم الصداع ولكن هناك بعض الأشخاص يبدأ لديهم الصداع بسبب الضوء.
أن بعض النساء قد تتناول أقراص تحتوي علي هرمون الاستروجين أو وقت الدورة بسبب تغيرات الهرمونات قد تصاب بالصداع.
والنساء أكثر عرضه للإصابة بالصداع النصفى عن الرجال.
هل يختلف الصداع من شخص لآخر؟
في الغالب إذا ما لم يأخذ الشخص علاج للصداع فقد يستمر معه لمدة أربعة ساعات وأغلب الأشخاص يشكو من استمرار الصداع معه حتي ينام وأحيانا لليوم التالي إذا لم يأخذ له علاج. وتوجد بعض الحالات الشديدة قد يستمر معها الصداع لمدة ثلاثة و أربعة أيام.
إذا لم ينقطع الصداع النصفى عن الشخص فلابد من استشارة الطبيب وفي بعض الحالات تحتاج إلي الإسعاف من شدة الصداع. ويحتاج الفرد للتأكد من أنه يعاني من صداع نصفي وليس شيء آخر.
تكرار الصداع النصفى قد يكون دالا علي مشكلة أخري يعاني منها وإذا كان ذلك فعليه استشارة الطبيب لمعرفة ما إن كان صداع نصفي تحول إلي صداع مزمن أو يوجد سبب آخر في الجسد أو أن الشخص مصاب بشيء آخر يثير لديه الصداع النصفى باستمرار مثل إلتهاب الجيوب الأنفية، الزكام والانفلونزا أو يكون في بيئة أو محل عمل به روائح معينة يثير ذلك الصداع.
الروائح التي قد تثير الصداع ليست نوع من أنواع الحساسية لأن الحساسية لها علاج معين و طريقة حدوثها تعتمد علي الخلايا البيضاء ولكنها أشياء تثير أوتحفز الصداع وتسبب تغييرات في الدماغ تؤدي إلي بداية الصداع.
هل هناك جانب وراثي لمرض الصداع النصفى؟
نعم هناك جانب وراثي قوي فإذا كان أحد الوالدين مصاب بالصداع النصفى فيحتمل إصابة الشخص به وتابع ايضا أن الصداع النصفى قد يظهر في سن صغيرة في الأطفال ولكنه يظهر بشيء مختلف لأن الطفل قد لا يستطيع التعبير عن ذلك. ففي عمر الثلاث والأربع سنوات قد نجد الطفل يفضل الانعزال وعدم اللعب وبعض الأطفال يظهر لديهم بشكل آلام متكررة بالمعدة بدون سبب وبعد فترة بعد سؤال الأهل إن كان هناك أحد الأبوين يعاني من الصداع فقد يشير هذا إلي إصابة الطفل بالصداع النصفى.
وعندما يكبر الطفل ويستطيع التعبير عن الصداع، فمثلا عندما يعود الطفل من المدرسة قد لا يرغب بالطعام وينعزل عن الناس.
ماهي طرق علاج الصداع النصفى؟
أوضح “د. المعيقل” هناك علاج يبطل الصداع، إذا صار هناك صداع يأخذ الشخص العلاج لإيقاف الصداع مثل الباراسيتامول وقد لا يفيد في هذه الحالة
ولكن توجد عائلة الأدوية التي تسمي التريبتانز “triptans” ومن أشهرها علاج “Somatriptan” هذا يفيد الشخص في بداية الصداع ويقضي عليه في وقت سريع عادة قبل مرور ساعتين.
وهناك أدوية أخري مثل البروفين والأسبرين، يمكن للشخص استعمالها للتحكم بالألم بسرعة.
النوع الثاني من أدوية الصداع التي تمنع حدوثه خصوصا عند الأشخاص ممن يعوقهم الصداع عن القيام بوظائفهم اليومية. فيستفيد هؤلاء الأشخاص من مثل هذه الأدوية التي تمنع الصداع فهناك عدة عوامل غير الأدوية كالتغيير في نمط وأسلوب حياته وأنا أشجع المرضي علي ممارسة الرياضة كنوع من طرق الوقاية من الصداع خصوصا مع الأشخاص الذين يتكرر لديهم الصداع فهي تقلل من عدد مرات حدوث الصداع وتساعد علي تخفيف الألم.
ويجب أيضا أن ينتبه الشخص للالتزام بالأكل الصحي وتقليل الوزن لأن الوزن الثقيل مرتبط بنوبات أكثر من الصداع.
وتشير بعض الدراسات أن جرعات معينة من فيتامين ب2 و عنصر الماغنسيوم بوصف الطبيب قد تمنع حدوث الصداع النصفى. وهناك دراسات أخري تشير إلي أن الإبر الصينية قد يكون لها دور في علاج الصداع النصفى. ولكن قد لا تكون الدراسات قوية فيجب أن يكون هناك دليل قوي عليها.
ما هي الأغذية التي تنصح بها مرضي الصداع النصفى؟
وعندما سئل الدكتور عن نوعية الأطعمة التي تقلل من الصداع النصفى أو تزيده وأيضا الطب الشعبي كالفيكس إذا وضع عالرأس يخفف من الصداع أو من يربط رأسه بطريقة معينة يقلل الصداع فما صحة هذه الطرق فأشار الدكتور أن حتي في بعض الدراسات إذا أخذ نفس الشخص دواء معين أو طريقة معينة فهناك أشياء عديدة يلجأ إليها الناس وتخفف من الألم وليست لها أسباب علمية. وتوجد اختلافات بين كل شخص والآخر في مثل هذه الطرق.
وتابع الدكتور أنه قد يكون هناك عامل نفسي مثل التوتر قد يزيد من الصداع.
بعض الحالات تشكو من الصداع النصفى الذي يصيبها عند وقت الدورة الشهرية وكأنه ينقص من عمرها إسبوع كل شهر بسبب انعزالها عن العالم بسبب الصداع النصفى فهي تريد معرفة الحل.
قال الطبيب مثل هذه الحالة قد تستفيد من الأدوية التي تمنع الصداع وذلك تحت إشراف الطبيب وأيضا هناك أدوية تستخدم قد تخفف من حدة الألم وهناك عدة أنواع منها ماهو في الأصل مضاد للاكتئاب ولكنها غالبا تؤثر علي كيميائية الدماغ في القدرة علي التحكم بالألام.
والادوية الوقائية تحتاج إلي أخذها بشكل يومي في وقت معين حتي وإن لم يكن هناك صداع. وهذا قد يكون أمر مزعج لبعض الأشخاص ممن يأخذون أدوية لأمراض أخري فينصحهم الطبيب بتناول الأدوية التي تمنع الصداع في وقته.
الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفى فجأة فيجب عليهم الفحص خصوصا في حالة الصداع الشديد من بدايته كالانفجار في الرأس حتي لو كان يعاني من الصداع المزمن فعليه التوجه إلي الاسعاف. أيضا الصداع المصاحب له غثيان أو قيء شديد هذا يحتاج إلي استشارة طبيب.
وإذا كان يصاحب الصداع حرارة بالجسم قد يشير إلي التهاب بالجسم وأيضا إذا كان الشخص يعاني من ضعف في الجانب الأيمن أو الرجل هذه علامات مخيفة وإذا كان الصداع يوقظ الشخص من النوم قد يشير إلي ارتفاع الضغط بالدم أثناء النوم.
وقد تشير بعض أنواع الصداع إلي بعض أنواع الأورام وينتبه لها الشخص عندما يضغط الورم علي أحد الأعضاء فيجب انتباه الشخص للصداع منذ بداية حدوثه.
ما النصائح التي توجهها للناس بالنسبة للصداع؟
أي تغيير في النمط الطبيعي للشخص قد يثير القلق حتي وإن كان المريض يعاني من صداع نصفي وفجأة يظهر عليه صداع شديد هذا يستدعي الذهاب إلي الطبيب وأيضا أية أعراض أخري مصاحبة خصوصا التي تؤثر علي السمع كالطنين أو النظر أو حتي أي تغير في الجسم كالخمول هذا كله يستدعي الذهاب إلي الطبيب. وأيضا إذا كان الصداع يزعج الشخص فهذا يستدعي استشارة الطبيب.