ما هو الإجهاض؟
قال “د. شكري عودة” أخصائي الجراحة النسائية والتوليد والعقم. الإجهاض المبكر بشكل عام هو إنتهاء الحمل لا إراديًا قبل العشرين أسبوع الأولى منه بسبب خلل في الحمل نفسه. والحمل عادةً يستمر لمدة أربعين أسبوعًا، وتُقسم هذه المدة طبيًا إلى فترتين، الأولى مدتها أربعة عشر أسبوعًا، وأكثر حالات الإجهاض المبكر تتم فيها، والفترة الثانية حتى يُصبح وزن الجنين في حدود خمسمائة جرام، وقد يحدث فيها إنتهاء للحمل أيضًا.
ما أكثر الفئات العمرية التي تزيد فيها إحتمالية الإجهاض؟
تابع “د. شكري” من المعروف أنه كلما تقدمت المرأة في العمر كلما زادت فرص الإجهاض المبكر، ويُعزى ذلك إلى أن تقدم المرأة في العمر يجعل البويضة هَرِمَة، وبالتالي فإن إنقاسمها سيُصاحبه خلل جيني، مما يؤدي إلى عدم ثبات الحمل.
كذلك مع الأمهات من الفتيات الصغار في السن (أقل من 18 عام)، تزيد فرص الولادة المبكرة، وبالتالي عدم إكتمال الحمل.
أوضح “د. شكري” توجد علاقة وثيقة بين وزن الأم وفرص حدوث الإجهاض المبكر من الإتجاهين، سواء الوزن الضعيف جدًا أو الوزن الزائد جدًا.
فأما بالنسبة للوزن الزائد، فمن المعلوم أن زيادة الوزن لها توابع مرضية، مثل إرتفاع الضغط أو الإصابة بأمراض السكري العادي أو سكر الحمل، وقد تكون من توابعه وجود خلل في هرمونات الجسم وبخاصة في الغدة الدرقية والنخامية، الأمر الذي يؤدي إلى عدم توازن في الهرمونات التي تساعد على تثبيت الحمل، فبالتالي تؤدي إلى إجهاض الجنين في مراحله الأولى. فكلما زاد الوزن كلما زادت مشاكله مع الحمل والولادة.
وبالنسبة للوزن الضعيف، فمن المعروف أن السيدات الحوامل في وزن أقل من أربعين كيلو جرام يؤدي كثيرًا إلى الولادة المبكرة.
هل تساهم ممارسة التمارين الرياضية الشاقة في إجهاض الحمل؟
عادةً ما تؤثر التمارين الرياضية الشاقة وخصوصًا في بداية الحمل في تعزيز فرص الإجهاض المبكر أو الولادة المبكرة، ودائمًا ما ننصح ببمارسة التمارين أثناء الحمل ولكن التمارين الخفيفة فقط، مثل تلك الخاصة بإسترخاء عضلات الجسم أو شد عضلات الحوض والبطن، أو المشي والركض الخفيف، إلى جانب تمارين التنفس في نهاية الحمل والتي تساعد في الولادة.
هل المهام المنزلية اليومية للأنثى تُسبب الإجهاض؟
حدوث الحمل في حد ذاته هو علامة فسيولوجية على الصحة وليس المرض، لذلك لا مانع أبدًا للأنثى الحامل من أن تُتابع حياتها اليومية الطبيعية، لكن إذا زادت الممارسات اليومية عن الحد الصحي فقد تؤدي إلى نتائج عكسية تهدد صحة الأم والجنين، وأبرز الممارسات اليومية الخاطئة هي ممارسة التمارين الشاقة، أو حمل الأوزان الثقيلة… إلخ من هذه الأمور التي تتطلب جهد بدني زائد، هذا المجهود البدني الكبير قد يؤدي إلى الإجهاض. وبالنهاية فإن الحامل هي طبيبة نفسها، وفور شعورها بأي آلام أو أوجاع من المهام اليومية عليها الإسترخاء والراحة فورًا.
هل تُعد طبيعة الأغذية المتناوَلة أثناء الحمل من مُسببات الإجهاض؟
أُجريت العديد من الدراسات الطبية التي تربط بين الغذاء والإجهاض، وجُلَّ ما توصلت إليه نتائج هذه الدراسات هو وجود علاقة قوية بين المشروبات الحارقة لدهون الجسم وبين حدوث الإجهاض المبكر مثل مشروبات الزنجبيل والقرفة، لأنها تحتوي على مواد حادة جدًا تصل إلى الشعيرات الدموية في الرحم وتسبب لها التقلص، وبالتالي يقل تدفق الدم إلى الرحم، مما يؤدي إلى موت الجنين أو الإجهاض.
لماذا تواجه الكثير من الحوامل مشكلة عدم ثبات الحمل؟
تبدأ مشكلة عدم ثبات الحمل من بداية الإخصاب، فطبقًا للإحصائيات فإن 15% من النساء يحملن وتنقطع الدورة الشهرية عن ميعادها ليوم أو أكثر، ثم ينزل الحمل وتعود الدورة الشهرية كأن شيئًا لم يكن.
وهذه المشكلة تُعبر عن وجود خلل في الجنين المتكون وبالتالي لم يتقبله جسم المرأة، أو قد تُعبر عن وجود خلل في رحم الأم نفسه مما أدى إلى عدم تقبله وجود جنين بداخله، وقد تُعبر أخيرًا عن خلل خارج الرحم حيث يكون في الهرمونات المُثبتة للحمل عند الأم. من هنا يتم تصنيف عدم ثبات الحمل على حسب السبب التشخصي له، فقد يكون عدم الثبات لعامل ما في الرحم أو الجنين أو الهرمونات المثبتة للحمل.
ولا نغفل ذكر الأسباب الأخرى لعدم ثبات الحمل مثل:
ضعف مناعة الأم.
تخثر الدم، لأن الدم موجود خلال فترة الحمل بتوازن بين نسب التخثر ونسب التَمَيُع، لذا فإن أي خلل في تَمَيُع الدم يزيد من التخثر، وبالتالي عدم وصول الدم الكافي للجنين ووفاته.
إفراز جسم الأم لمادة بروتينية مضادة للحمل نظرًا لأن جسم الأم اعتبره جسم غريب بداخله فرفضه من البداية وإستخدم وسائله الدفاعية معه.
عدم تهيؤ بطانة الرحم لإستقبال الجنين، وقد تكون عدم التهيئة تلك بسبب عمليات جراحية تنظيفية سابقة أو عمليات جراحية لإستئصال الألياف، مما أدى إلى وجود إلتصاقات داخل الرحم، وبالتالي جعله غير مُهيء لإستمرار الحمل.
ما أبرز الأعراض السابقة للإجهاض؟
إذا لم تمر الحامل بتجربة إجهاض سابقة، فستكون الإشارات الأولية كمقدمة لحدوث الإجهاض المبكر هي:
آلام في البطن، وتختلف شدتها على حسب نوع الإجهاض، فهناك الإجهاض المُهَدِد وآلامه تكون بسيطة في أسفل البطن والظهر مع نزول دم خفيف، وهناك الإجهاض المحتوم فآلامه شديدة جدًا لذا دائمًا ما توصف بالطَلْق المُصغر.
نزول الدم بأنواعه، فقد يكون دم أحمر قانيء، وقد يكون دم بني داكن.
وأحيانًا يتم إكتشاف عدم إستمرارية الحمل خلال المتابعة الدورية عند الطبيب، حيث قد يوضح الفحص بالأشعة وفاة الجنين أو وجود نزيف أسفل الخلاص… وهكذا.
وهنا يجب عليها متابعة الطبيب فورًا لفحص الحمل بواسطة أشعة الموجات (ألترا ساوند)، أو عمل الفحوصات الهرمونية الأخرى.
ما أهم الإحتياطات للحماية من حدوث الإجهاض؟
مع بداية إكتشاف حدوث الحمل يجب على الحامل الإلتزام بالآتي لتهيئة جسمها للوافد الجديد بداخله:
الإهتمام بالتغذية المعتمدة على الخضروات والفاكهة والبروتينات، وتقليل الدهون.
ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة.
تجنب الأعمال الشاقة في المنزل.
التركيز والتنبه لأي علامة بسيطة أو عَرَض صغير في جسمها وحالتها الصحية، وعليها متابعة الطبيب فور ظهور هذه العلامات أو الأعراض.
الإبتعاد عن التدخين ومشروبات الطاقة وحارقات الدهون.
هل تكرار الإجهاض المبكر يقلل فرص الإنجاب في المستقبل؟
80% من الحوامل الذين تعرضوا للإجهاض لمرة واحدة أو أكثر استطعن الإنجاب في نهاية الأمر. لكن الواجب هو تشخيص سبب الإجهاض المبكر وعلاجه مبكرًا، وفي حالات الإجهاض المبكر الغير مُسَبَب يصف الطبيب الأدوية التي قد تساعد في إكتمال الحمل.
هل الصدمات النفسية سبب في الإجهاض؟
الصدمات النفسية الكبيرة أحد أهم أسباب الإجهاض، لأنه عادةً ما يُصاحب الصدمات النفسية الكبيرة هبوط في ضغط الدم، هذا الهبوط يؤدي إلى إنقطاع وصول الدم لفترة ما إلى المشيمة (ولو حتى 5 دقائق)، وبالتالي وفاة الجنين وإنتهاء الحمل.