استهل الدكتور ” بسام غنمة– استشاري الأمراض الباطنية والجهاز الهضمي والكبد” الحديث قائلا: في البداية أود أن أعطي فكرة عن حساسية القمح حيث أو مرض حساسية القمح الذي يعتبر مرض مناعي ذاتي مكتسب يصيب الأمعاء الدقيقة ويصيب الأشخاص الذين لديهم استعداد جيني للمرض.
تصيب حساسية القمح الإنسان نتيجة وجود مادة الجلوتين في القمح والذي يعمل وجودها على تحفيز جهاز مناعة الإنسان كما أنه ينتج عنها وجود التهابات في الأمعاء الدقيقة مما يصب من عملية امتصاص الأغذية.
يمكن لمرض حساسية القمح أن يأتي للإنسان منذ الطفولة حتى فترة الشيخوخة كما يمكن أن يكون هذا المرض صامتا حتى يتم اكتشافه صدفة أو أن يحدث أعراضا مختلفة.
ما هي أعراض حساسية القمح؟
يحتاج الطفل منذ الصغر إلى حليب الأم في فترة الرضاعة ثم يتم تقديمه للطعام العادي بعد ذلك.
في حالة وجود حساسية لدى الطفل من القمح يحدث بعد الأعرض مثل الانتفاخات للبطن والاسهالات صفراء اللون والمليئة بالدهون وذات الرائحة الكريهة مع وجود تقيؤ كما يمكن أن تكون تلك الأعراض مصاحبة لعدم نمو الطفل الذي يستدعي استدعاء الطبيب لمعرفة تلك الحالة.
يمكن لتلك الأعراض أن تظهر على الشباب مع وجود تقرحات في الفم وآلام في البطن كما يمكن أن تكون تلك الحساسية تكون مصحوبة بفقر الدم خاصة نقص الحديد مع وجود تعب عام وإرهاق الذي يصاحب فقر الدم مع بعض الأعراض العصبية مثل التهابات الاعصاب مع عدم اتزان في الحركة بالإضافة إلى المشاكل النفسية التي يتعرض لها الشخص من اكتئاب وضيق وغيرها من الأعراض.
وتابع الدكتور ” بسام غنمة “:يمكن عمل فحوصات معينة لحساسية القمح عند الشعور بألم البطن حيث أن ألم البطن وحده لا يشترط وجود الحساسية من القمح حيث يجب أن يكون هنالك أعراض أخرى مثل فقر الدم وإسهال وغيرها من الأعراض المصاحبة لحساسية القمح.
في حالة عمل فحص مخبري لحساسية القمح وكان الفحص إيجابيا يمكن أخذ عينة عن طريق المنظار العلوي للإثنا عشر والأمعاء الدقيقة لمعرفة ما إذا كان هناك حساسية من القمح أم لا.
ما الفرق بين الحساسية ومرض الحساسية من القمح؟
يختلف الناس ولا يعرف الكثير منهم الفرق بين الحساسية ومرض الحساسية ضد القمح حيث أن مرض حساسية القمح تختلف عن الحساسية العادية في ظهور أعراض مثل الطفح الجلدي الذي يمكن أن يظهر عند أكل البيض وغيره.
أما حساسية القمح فقد تتسبب في آلام للبطن وإسهالات ولكن في حالة عمل الفحوصات المخبرية ولم يستدل على وجود أجسام مضادة لمادة الجلوتامين في الدم ولا يوجد أي تغير في الغشاء المخاطي للأمعاء الدقيقة بعد أخذ عينة فإن هذا يعني أن الشخص لا يعاني من مرض حساسية للقمح.
يمكن أن يظهر مرض حساسية القمح في حالة عمل فحوصات جينية واستدل على وجود الأعراض السابق ذكرها مثل نقص الحديد وآلام البطن وإسهالات وتأثر الجهاز العصبي.
في حالة نقص الحديد من الدم ولا يوجد سبب واضح مثل نزيف فترة الدورة بشكل غزير أو نزيف عند الرجال فيجب أن يوضع مرض حساسية القمح في كاحتمال كبير لوجود هذا المرض عند هذا الشخص ويجب معرفة سبب نقص الحديد بشكل دقيق للتأكد من وجود المرض.
ما هو علاج مرض حساسية القمح؟
كما سبق الذكر يمكن تشخيص نقص الحديد عن طريق عمل بعض الفحوصات المخبرية أو عن طريق التنظير العلوي وأخذ عينة فيمكن علاج حساسية القمح باستثناء مادة الجلوتين من الغذاء والتي تدخل في معظم غذائنا اليومي من الخبز والبسكويت والمعجنات ولكن يجب تناول البدائل الطبيعية لتلك المادة بتناول الأرز واللحوم والخضار والفواكه والمربى وغيرها من المواد الغذائية.
يجب على الشخص الذي يعاني من هذا المرض بتجنب الأغذية التي تحتوي على القمح والجلوتين تماما.
يمكن لحساسية القمح كذلك أن يكون لها دور في التعرض لمرض القولون العصبي قبل الأخذ في الاعتبار بوجود مشاكل وتهيج في القولون.
وأنهى الدكتور ” بسام غنمة ” الحديث قائلا: لا يرتبط مرض حساسية القمح فقد للشهية ولكن بالعكس تزيد الشهية عند من يعانون من مرض حساسية القمح بحيث أنهم يحاولون تعويض مادة الجلوتين في الجسم ولكن بالرغم من ذلك فقد يعانون من خسارة في الوزن.
يمكن للأطفال من 4 إلى 6 سنوات أن يتعرضوا لسد الشهية في هذه الفترة لتناولهم وجبات أخرى غير الوجبات الأساسية مثل الشكولاتة وغيرها.
وأخيرا، يمكن لمرض حساسية القمح الظهر في السنة الأولى منذ الشهر العاشر للطفل كما أنه أيضا يمكن أن يأتي لذوي الأعمار الكبيرة سنا والتي قد تصل إلى 60 أو 70 عاما ويمكن أن يأتي هذا المرض بدون أي مقدمات أو أي أعراض.