ما هي السماعات بنوعيها الثابتة والمتنقلة؟
قال “د. محمد التويجري” رئيس قسم الأنف والحنجرة. سماعات الجوال هي ناقل صوتي، حيث تقوم بتحويل الطاقة الكهربائية إلى طاقة صوتية، سواء كانت الطاقة الكهربائية منبعثة من الهاتف أو من مكبر صوت وما شابه، وميكانيكية عمل السماعات هي تحويل الطاقة الكهربائية إلى طاقة صوتية، والتي كانت في الأصل طاقة صوتية حُولت إلى طاقة كهربائية.
والسماعة عبارة عن قطعة بلاستيكية أو مغلفة بقطعة بلاستيكية، تحتوي بداخلها على أجهزة كهربائية وتقنيات عالية جدا، صُنعت عن طريق الشركات المسئولة عن ذلك.
وتختلف السماعات فيما بينها من حيث الحجم، والجودة، فمنها المصنوع طبقا للإشتراطات الصحية والقانونية لبلد المنشأ، والمصنوعة خِلسة بعيدا عن رقابة القانون ودون إلتزام بالمعايير الصحية، وتختلف أيضا من حيث مستوى الصوت المتاح من خلالها، فمنها ما يُصدر أصوات عالية ومتوسطة ومتدنية. وعلى قدر كل هذه الإختلافات يختلف معدل الضرر.
أما من حيث سماعات الجوال، فمنها السماعات السلكية وسماعات البلوتوث. وأصبحت هذه النوعية من السماعات عنصر أساسي في حياة الكثيرين، حيث تُشير الدراسات الحديثة إلى وجود من 20 إلى 30% من البشر لا يستطيعون الإستغناء عن سماعات الهواتف المتنقلة، وأنها أي السماعة المتنقلة طريقتهم الوحيدة لاستخدام الهاتف. ومن عوامل إنتشارها قوانين القيادة والمرور في كل دول العالم والتي تُجبر قائد المركبة على استخدام السماعات المتحركة حال الرد على الهاتف أثناء القيادة، مع فرض الغرامات والمخالفات المالية على من خالف ذلك واستخدم الهاتف نفسه.
ما هي مخاطر سماعات الجوال التي توضع في الأذن مباشرة؟
وتابع “د. التويجري” الحاصل وكما هو معلوم أن الأشخاص الذين يتعرضون لضجيج عالي وبشكل يومي ومستمر يعانون على المدى البعيد من تلف جزء من حاسة السمع لديهم. لذا أصدرت منظمة الصحة العالمية العديد من التوصيات الشديدة بضرورة العمل على إيجاد أفكار للقضاء على التلوث السمعي داخل المدن، وحماية حاسة السمع للعاملين بالمنشأت التي يكون الضجيج جزء من بيئة العمل كالمطارات والمصانع وغيرها.
وللسماعات المتنقلة الموضوعة في الأذن مباشرة أضرار عدة حال وضعها في الأذن لفترات طويلة، خصوصا مع رفع مستوى الصوت المنبعث منها. الأذن تنقسم إلى ثلاثة أجزاء، الأذن الخارجية والوسطى والداخلية. والضرر واقع على الثلاثة أجزاء كما يلي:
الأذن الخارجية: فيزيائيا سماعات الجوال تلتصق مباشرة بالأذن الخارجية، والأذن الخارجية مغطاه بطبقة رقيقة جدا من الجلد، فإلتصاق السماعة البلاستيكية بالأذن الخارجية لفترات طويلة يسبب الإحمرار وأنواع من الإلتهابات قد تطور أحيانا إلى إلتهابات صديدية. الأمر الذي يحدث معه صغر في قناة السمع ومن ثَم ضعفه نتيجة للإلتهابات المتكررة.
الأذن الداخلية (القوقعة): مع رفع مستوى الصوت لدرجات عالية دون الإلتزام بالحدود الآمنة يجدث ضرر للقوقعة، والتي تحتوي على خلايا عصبية شديدة الحساسية للمواد الضارة والأصوات العالية على حد سواء. فوجود أصوات عالية وضجيج محيط بالشخص أو عن طريق سماعات الأذن يُتلف هذه الخلايا ويدمرها تماما. ونظرا لكونها خلايا عصبية يجعلها عند التعرض للتلف لا يمكن إستعادتها مرة أخرى.
وتجنُبا لوقوع الأضرار السابقة نجد بعض الأجهزة تُعطي مؤشر ورسائل تحذيرية عند ارتفاع الصوت عن الحدود الآمنة المسموح بها صحيا.
الأعراض التي تُنذر بالخطر في سماعات الجوال
أوضح “د. محمد” عند الشعور بالدوران وعدم الإتزان والطنين المستمر في الأذن فهذا مؤشر على وصول الضرر إلى الأذن الداخلية، حيث أن الأذن الداخلية أو كما تُسمى طبيا القوقعة لها وظيفتين رئيسيتين وهما: السمع، وإحداث التوازن داخل الجسم بالإشتراك مع مكونات أخرى، فأي تلف للخلايا العصبية داخل القوقعة يؤدي إلى اضطراب هاتين الوظيفتين. فوجود الطنين في الأذن يعني فقد جزء من الخلايا السمعية.
فأصحاب المهن التي تعتمد على السماعات الملتصقة بالأذن مباشرة مثل المذيعين وموظفي خدمة العملاء الهاتفية والمراقبين الجويين بالمطارات وغيرها من المهن التي تُلزم صاحبها بإرتداء سماعة أذن لفترات طويلة، وجب عليهم إجراء فحص دوري منتظم لقياس حاسة السمع، وبيان تأثير استخدام السماعات على الخلايا السمعية داخل القوقعة. ترجع أهمية هذا الفحص إلى التمكين من التدخل المبكر حال حدوث أي خلل بوظائف الأذن الداخلية قبل وقوع التدهور الصحي والسمعي.
هل للطاقة المنبعثة من سماعات الجوال أثر على عمل الدماغ؟
الصوت عبارة عن طاقة صوتية، والتعرض لهذه الطاقة عند مستويات مرتفعة وبإستمرار يؤثر على الخلايا السمعية بالأذن الداخلية. وهو ما يُفرق بينها وبين الموجات التي تُبث من البلوتوث أو اللاسلكي، هذه الموجات قد يمتد ضررها للدماغ، ولا يمكن أن ننكر حدوث الجمع بين الطاقة الصوتية والموجات كما هو الحال في سماعة البلوتوث، الأمر الذي يجعل الضرر مضاعف، ويمتد تأثيره على السمع وعلى الدماغ معا.
علاج الآثار المترتبة على استخدام سماعات الجوال
وجود الطنين المستمر في الأذن مؤشر على وجود خلل في وظائف القوقعة. يبدأ العلاج بمعرفة سبب الطنين، ففي حالة حدوثة نتيجة للضجيج المستمر خاصة مع كثرة استخدام سماعات الجوال تُشخص الحالة بتلف في الخلايا السمعية، ومن أعراض هذا التلف الطنين المستمر المصحوب بألم في الأذن عند بعض الحالات.
والعلاج يكون داخل معامل خاصة للسمعيات، تُحدد شدة الموجات الصوتية التي تضر بالخلايا وتؤثر فيها، ومن ثم إرشاد المريض إلى الإبتعاد عنها وتجنبها أو تقليلها قدر المستطاع.