سرعان ما يلجأ الأفراد للمسكنات الطبية كحل سريع عندما نشعر بالألم دون استشارة الطبيب ودون معرفة خطورة تكرار هذه المسكنات على صحتنا في حين كشفت الدراسات الطبية منذ أعوام عن الآثار الجانبية المتعددة للمسكنات حيث تكون سببًا للإصابة بالأمراض الأخرى كالاكتئاب وجلطات المخ والسكتات القلبية بالإضافة إلى القرحة المعدية.
في حين يتعامل البعض مع المسكنات أنه لا يمكن الاستغناء عنها على الرغم من علمهم بآثارها السلبية وعلى الجانب الآخر يلجأ البعض إلى اللجوء للأعشاب الطبيعية التي من الممكن تحضيرها داخل المنزل.
البدائل الطبيعية للمسكنات
في هذا الشأن قال الدكتور” ياسر أبو سليمة ” أن المسكنات وأضرارها مجال واسع يصعب حصره في بضعة كلمات أو في دقائق معدودة ولكن عند التطرق للمسكنات كأدوية أو عقاقير من الممكن تعريفها بأنها أدوية تستخدم لمعالجة الآلام بشكل مؤقت لمدة زمنية محدودة سواء أكان الألم حاد أو مزمن، ويعتمد تصنيف هذه الأدوية على المادة الفعالة الموجودة في هذه الأدوية أو طريقة عملها فهناك على سبيل المثال هناك عائلات مثل الأدوية التي تعمل على الجهاز العصبي المركزي التي تحتوي مشتقاتها على مادتي المورفين أو الأفيون مثل المورفين والفنتولين والسوفانتانيل وهناك العديد من الأدوية من هذه الأنواع، وهناك الدواء الأكثر شيوعاً وهو البارسيتامول أو لأسيتامينوفين وهو الاسم العلمي لهذا الدواء حيث يعتمد عليه جميع أفراد الأسرة الواحدة بما أنه يعتبر الدواء الأكثر أماناً بالنسبة للكبار والصغار، بالإضافة للأسبرين وحمض السالسيلك إضافة إلى مضادات الالتهاب التي تحتوي على الستيرويد مثل الديكلوفيناك والاتروفيناك والبروفين والعديد من هذه الأدوية كما أنه يوجد الأنواع التي تحتوي على الكورتيزون التي تعمل كمضادات للالتهاب التي تحتوي على مادة الستيرويد.
متى تكون هذه المسكنات خطرة على صحة الإنسان
على الجانب الآخر قال” د. أبو سليمة ” أنه تكمن المشكلة عند العامة في الأضرار والآثار الجانبية لهذه الأدوية، من هذه الأضرار ما يسمى أضرار جانبية كبرى وأضرار جانبية صغرى: والتي تكون النعاس الدائم والشعور بالدوار وعسر الهضم ومشاكل المعدة وأيضاً اضطرابات جلدية مثل الطفح الجلدي علاوة على بعض أنواع الحساسية وهناك أعراض خطيرة مثل السكتات القلبية والجلطات الدماغية وأيضًا القرحة المعدية ومشاكل في الكبد والكلى.
هل هناك حد مسموح لتناول هذه المسكنات لتجنب أضرارها
يوجد حد آمن لتناول مثل هذه المسكنات ويجب الأخذ بعين الاعتبار الاعتماد عليها فقط عند الحاجة إليها، عند اللجوء إلى طبيب أو بعض الوصفات الطبية يجب الالتزام بهذه الوصفة الطبية من حيث الجرعات المحددة والمدة الزمنية الموضحة لتناول هذه الأدوية، وهناك دواء آمن من الممكن الاعتماد عليه ومن الناحية الأخرى غير مكلف مثل البارسيتامول ولكن أيضاً يجب عدم تجاوز الجرعة المحددة والتي تتراوح من ست إلى ثمان حبات يومياً بمعدل ثلاثة إلى أربعة جرام لليوم الواحد لدى البالغ وللأطفال يجب عدم تجاوز جرعة 10 ميللجرام لكل كيلو من وزن الجسم.
المسكنات القوية الغير آمنة الاستخدام
هناك بعض الأشخاص الذين يعانون من آلام شديدة مثل مرضى السرطانات وفي مثل هذه الحالات ننصح بضرورة الإشراف الطبي عند تناول هذه الأدوية لأن الطبيب يعلم جيداً أسباب هذه الأعراض للآلام التي تظهر كما يجب الالتزام بالجرعات المحددة من قبل الطبيب المعالج.
الممنوعين من تناول المسكنات نهائياً
هناك بعض الأشخاص الذين يعانون من حالات مرضية لا يجب أن يتناولون أي من هذه المسكنات إلا باستشارة الطبيب مثل مرضى الكلى والكبد حيث تناول المسكنات في مثل هذه الحالات قد يؤدي إلى تدهور في حالة الكبد والكلى، الأشخاص الذين يعانون من قرحة المعدة يكونون عرضة لنزيف المعدة يجب عليهم ألا يتناولوا المسكنات إلا بمعرفة الطبيب.
أضاف” د. أبو سليمة” أن الأسبرين أيضاً متوفر لدى جميع العائلات لذلك يجب توخي الحذر عند إعطائه لصغار السن خاصةً في حالة إصابتهم بالأمراض الفيروسية مما يؤدي إلى متلازمة ريت التي تعمل على الإصابة بمشاكل في الدماغ والكبد.
البدائل التي يمكن تقديمها للممنوعين من المسكنات
يقرر الطبيب في مثل هذه الحالات لأن المنع هنا ليس منعاً مطلقاً حيث أن جميع المسكنات لا تعمل بطريقة واحدة أو أن المادة الفعالة بها واحدة ولكن يجب اتخاذ الحيطة عند وصف المسكنات لهم، يجب الأخذ بعين الاعتبار وظائف الكلى والكبد فمن الممكن تقليل الجرعة حتى لا يكون تأثيرها أكبر عند هؤلاء الأشخاص.
وعن الأكثر خطورة ما بين الأدوية ذو التأثير المخدر وغيرها التي لا تحتوي على تأثير مخدر، فقال أن الأفيون يُعد الأكثر خطورة، لما يسببه في حالات الإدمان التي يعاني منها الشباب مثل الترامادول ومثيلاته من الأدوية مع خطورة استمرارية تناول هذه الأدوية
كيف يحدث الإدمان لدى الشباب
حالات الإدمان تحدث عند الاستمرارية في تناول هذه الأدوية لأن هناك مستقبلات لهذه الأدوية عندما يستمر الفرد في تناول هذه الأدوية تعمل على حدوث مصطلح طبي يسمى “ريسبتور جلانس” حيث تصبح المستقبلات خاملة فيجب إعطائها مزيداً من الجرعات من أجل الحصول على التأثير المطلوب، يجب أن يحرص الفرد على تناول جرعات معينة منقطعة عند الضرورة الملحة على فترات زمنية محددة ووصفات واستشارة طبية محددة.
كيفية التوقف عن تناول الأدوية ذو التأثير المخدر
بعض الشباب الذين يعانون من مشاكل الإدمان والذين اعتادوا على تناول جرعات علاجية معينة خاصةً المخدرة منها يؤدي ذلك إلى أعراض تسمى الانفطام لذلك يجب الإقلاع عنها بشكل تدريجي وبجرعات مخففة لفترات معينة، وهناك العديد من الأخصائيين في هذا المجال التي من الممكن أن يلجأ إليها الفرد الذي يريد أن يقلع عن تناول مثل هذه الأدوية بشكل آمن.
خطورة تناول الأطفال والحوامل للمسكنات
يجب استشارة الطبيب عند إعطاء الطفل المسكنات ويجب الحذر الشديد عند تناول الأسبرين كمسكن للأطفال خاصة عند الأطفال الذين يعانون من الجدري أو أمراض فيروسية أخرى مثل الإنفلونزا حتى نتجنب حدوث “متلازمة ريت” وهو ما ذكرناه سابقاً أما بالنسبة للحوامل يقرر طبيب النساء الحد المسموح الذي لا يؤثر على صحة الجنين وعلى صحة المرأة أيضاً سواء مرضعة أو حامل.
وعن البدائل الطبيعية مثل الزنجبيل والكركم فقال “د. ياسر، أن الدراسات أثبتت وجود بعض الأعشاب مثل الزنجبيل والكركم ومدى فعاليتها لتسكين الآلام لما تحتويه من مواد طبيعية مضادة للالتهاب وتعمل فعلياً على تسكين الألم، ولكن بالمقارنة بالأدوية الأخرى سيكون لها تأثير أقل.