الإدمان هو عبارة عن حالة نفسية وسلوكية تؤثر على أفعال الإنسان، وتجعله يقوم بعادات يومية لتحقيق الراحة النفسية، ويصبح مع الوقت سلوكاً قهرياً قد يؤثر على الحياة اليومية.
وللإدمان أشكال عديدة؛ يتراوح بين الإدمان على المخدرات، وصولاً إلى الإدمان على الهاتف، أو الإدمان على نوع طعام معين. فما هي أشكال الإدمان المضرة، وغير المضرة؟
ما هو الإدمان وما أشكاله؟
يقول استشاري الطب النفسي الدكتور “مازن حمودي”: أن الإدمان هو صعوبة إيقاف سلوك متكرر على الرغم من معرفة الشخص النتائج السلبية لهذا السلوك، وعلى الرغم من حدوثها أيضاً؛ مثل الشخص الذي يستمر في ممارسة عادة التدخين، بالرغم من إصابته بسرطان الرئة، فهذه حالة إدمان حقيقية.
والإدمان له عدة أشكال؛ فقد يكون إدمان الشخص لمادة معينة قد تكون هذه المادة هي الكحول أو تناول عقاقير طبية معينة، وقد يُعني الإدمان التعود على ممارسة سلوك معين، مثل:
- المقامرة.
- الإدمان على تناول نوع معين من الطعام.
- الإدمان على التسوق.
- الإدمان على ممارسة العمل بشكل مبالغ فيه.
ولابد وأن نعرف أن الإدمان يُعد مرض، فهو مرض مزمن انتكاسي، بعض الأطباء يشبهونه بمرض السرطان، ولكن من الناحية النفسية.
والإدمان هو حالة تنتج نتيجة وجود عدة عوامل خارجية، ووراثية، كما ينتج نتيجة وجود تغيرات تحدث في الدماغ؛ وذلك إذا تطلعنا على صورة رنين مغناطيسي لدماغ إنسان طبيعي غير مدمن، وبملاحظة الفص الأمامي للمخ، المعروف بحجمه الكبير، والمعقد في الإنسان، والذي يعتبر المدير التنفيذي لكل سلوكيات الإنسان، فهو المسؤول الأول عن:
- وضع الخطط، والقرارات.
- كبت الرغبات.
- القيام بالأعمال اليومية.
سنجد أن الفص الأمامي نشيط، وبالتالي يصبح الشخص له ذاكرة قوية، ودرجة تركيز عالية، وقادر على التخطيط ومواصلة العمل، واتخاذ القرارات.
أما الشخص الذي يعاني من حالة إدمان بأي شكل من الأشكال، فإن الفص الأمامي للمخ سيظهر بشكل غير نشيط في صورة الرنين المغناطيسي وبالتالي يصبح الشخص المدمن غير قادر على العمل، والتركيز، واتخاذ القرارات.
كما أنه بملاحظة الفص الأمامي للمخ في صورة الرنين المغناطيسي بعد توقف الشخص عن الإدمان بحوالي ١٤ شهراً، فإنه يكون استعاد نشاطه وتركيزه كما في السابق تماماً.
ويجب أن نُفرق بين الإدمان، وإزالة القلق؛ فإذا كان الشخص يمارس سلوكاً بعينه لإزالة شعوره بالقلق، فهذا يعتبر قلق لا علاقة له بالإدمان، أما إذا كان الشخص يمارس سلوكاً للشعور بالمتعة، فهذا يُعتبر إدمان.
والسبب في ذلك أن الإدمان يحدث نتيجة ارتفاع مستوى “الدوبامين” المسؤول عن الشعور بالسعادة لدرجة عالية جداً؛ مما يجعل الشخص يشتاق لأن يمارس ذلك السلوك مرة أخرى.