ما هو حب الشباب؟ وما أسبابه؟
قال “د. رياض مشعل” استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية. مرض حب الشباب عبارة عن مرض جلدي إلتهابي هرموني، ونُشير إلى أن 50% من مرضى عيادات الأمراض الجلدية عانوا من الإصابة بحب الشباب خلال فترات مختلفة من حياتهم.
وتكثر الإصابة بحب الشباب في فترة المراهقة والبلوغ، لأنها تُعد الفترة الأبرز في عمر الإنسان من ناحية التغيرات الهرمونية، لأن هذه التغيرات الهرمونية تزيد من حساسية الغدد الدُهنية، وبالتالي تبدأ الغدد الدُهنية في الإفراز، ومع وجود إنسداد في بعض قنوات الغدد الدُهنية، يبدأ تشكُل الزوان بفعل هذا الإنسداد، هذا الزوان يُمثل أرضية خصبة لنمو بعض أنواع البكتيريا الخاصة بحب الشباب، ومن ثَم ظهور البثور في الوجه.
وينقسم مرض حب الشباب إلى ثلاثة أنواع من حيث العمر، وترجع كل هذه الأنواع إلى أسباب هرمونية بحتة:
• مرض حب الشباب عند الرضع.
• مرض حب الشباب الشائع بين الناس والذي يظهر في سن المراهقة.
• مرض حب الشباب الذي يُصيب البالغين في الثلاثينات والأربعينات من العمر.
وينقسم مرض حب الشباب من حيث شدته إلى: خفيف ومتوسط وشديد مُتكيس، ولكل مرحلة من هذه المراحل طريقة العلاج والتعامل الخاصة بها.
هل تختلف نسبة الإصابة بحب الشباب بإختلاف الجنس؟
تابع “د. مشعل” تتساوى درجة الإصابة بحب الشباب لكلا الجنسين، فلا يؤثر الجنس أبدًا في القابلية بالإصابة بحب الشباب، والعامل الحاسم في الإصابة هو العامل الوراثي، من هنا يُجمع الأطباء على أن المولود لأب وأم أصيبوا بحب الشباب في مرحلة من مراحلهم العمرية حتمًا سيُصاب بحب الشباب، وقد تكون هذه الإصابة في سن مبكر وبدرجة كبيرة.
وإجمالًا فإن مرض حب الشباب هو مرض جلدي يحتاج إلى علاج طبي، وبالتقدم العلمي والطبي الحديث لم تعد هناك مشكلة في توفير الأدوية العلاجية الفعالة في علاج حب الشباب، بيد أن الفترة الزمنية لعلاج مرض حب الشباب عادةً ما تكون طويلة من ثلاثة شهور إلى ستة أشهر إلى أكثر من ذلك في بعض الأحيان، وكل ما يلزم المريض هو التوجه إلى الطبيب مبكرًا فور ظهور أعراض المرض بغض النظر عن سنه أو فئته العمرية.
هل يقتصر ظهور مرض حب الشباب على منطقة الوجه؟
يمكن أن يُصيب مرض حب الشباب مناطق الوجه والكتفين والصدر والظهر، ولا تتلازم إصابة منطقة جسمية به بإصابة مناطق أخرى، ففي بعض الحالات قد تكون الإصابة في الظهر فقط أو الكتف فقط، ويمكن أن تُصاب كل هذه المناطق مجتمعة.
لماذا يجب علاج مرض حب الشباب رغم أنه يختفي بعد فترة زمنية تلقائيًا؟
يستوجب علاج مرض حب الشباب للحيلولة دون حدوث آثاره مثل الندب (الحُفر) في البشرة، فلماذا يعيش الإنسان بهذه الندب – وخصوصًا في الوجه – طوال حياته وقد كان بإمكانه التخلص منها؟!، ولماذا يعيش الشباب زهرة فترات عمرهم ووجههم مليء بالحبوب؟!
ما أبرز طرق علاج حب الشباب؟
أوضح “د. مشعل” تختلف طرق العلاج من مريض إلى آخر تبعًا لشدة المرض، ففي بعض الحالات يمكن الإكتفاء بمستحضرات موضعية (كريمات وغسول)، وفي حالات أخرى قد يضطر الطبيب لوصف مجموعة من المضادات الحيوية العادية مثل مشتقات تتراسيكيلينس، وفي حالات أخرى قد لا تحقق أي من هذه العلاجات النتائج المرجوة ويلجأ الطبيب لأدوية أكثر قوة وشدة في تأثيرها نظرًا لشدة الحالة المَرَضِِية.
وجدير بالذكر أن الأدوية العلاجية لحب الشباب كباقي الأدوية العلاجية لأمراض أخرى لها آثار جانبية، إلا أنه طالما أن علاج حب الشباب تحت إشراف طبي فهو بالضرورة علاج آمن.
كذلك فإن كل ما يُشاع عن الآثار الجانبية لأدوية علاج مرض حب الشباب على المدى الطويل لا أساس له من الصحة. وبديهيًا طالما أن العلاج يتم تحت إشراف طبيب، فسيقوم هذا الطبيب بمراقبة تفاعل الجسم وأجهزته وأعضاءه المختلفة مع الدواء بعمل الفحوصات اللازمة. فالأسرة الطبية العالمية تمتلك خبرة تفوق الـ 45 عامًا في التعامل مع الأدوية المُعالجة لحب الشباب، إلى جانب قيام الأطباء بعمل فحوصات للمريض بعد شهرين من بدء البرنامج العلاجي. كما أن كل التغيرات في وظائف أعضاء الجسم والتي تنتج عن أدوية حب الشباب هي تغيرات مؤقتة وتزول تلقائيًا بعد وقف العلاج.
والأهم في ذلك كله، أن الأثر الجانبي الأكثر مُلاحظة لأدوية حب الشباب هو جفاف البشرة والشفتين والأنف… إلخ، ويمكن التغلب على هذا الأثر الجانبي بإستخدام المُرطبات الخاصة بهذه المناطق الجسدية.
والأهم أيضًا مع بعض أدوية علاج حب الشباب – بخاصة الأدوية التي تُعالج الدرجات الشديدة منه – هو منع الحمل طوال فترة إستخدامها، بل وحتى شهرين كاملين من تاريخ وقف إستخدام الدواء.
والخلاصة، أنه طالما أُخذت هذه المقاييس والمعايير والإحتياطات بعين الإعتبار، فالدواء آمن جدًا وفعلا.
هل يُساعد الليزر في علاج حب الشباب؟
قبل عدة أعوام أُجريت العديد من التجارب على إستخدام الليزر في علاج حب الشباب، إلا أن خُلاصة هذه التجارب هي أن نتائج علاج حب الشباب بالليزر لا تختلف عن نتائج العلاج بالمستحضرات الموضعية، لذا توقف الأطباء عن إستخدامه في العلاج، واقتصر دور الليزر في علاج الآثار الناتجة عن حب الشباب مثل النُدب لفاعليته الكبيرة معها.
هل نوعية الغذاء تُعزز فرص الإصابة بمرض حب الشباب؟
لم يثبت علميًا أي علاقة بين نوعية الغذاء وظهور حب الشباب، فهناك دراسة وحيدة صدرت قبل فترة من الزمن بولاية كاليفورنيا في أمريكا، وأشارت إلى وجود علاقة بين الحليب وبين زيادة درجة شدة حب الشباب، ولكنها لم تُشر إلى أنه سبب في الإصابة بالمرض من الأساس.
وبشكل عام فإن الإفرازات الناتجة عن مرض حب الشباب تزيد وتنقص خلال فترة الإصابة بالمرض، وقد يكون من قبيل الصدفة زيادة هذه الإفرازات وقت تناول أحد الأطعمة الدُهنية مثل الشيكولاتة، لكنه أمر محض صدفة لا دخل للغذاء فيه.
هل توجد علاقة بين مستحضرات التجميل وظهور حب الشباب في الوجه؟
لا علاقة بين مستحضرات التجميل وظهور حب الشباب، لكن عادةً ما يُنصح مرضى حب الشباب بإستعمال المستحضرات الخالية من الزيوت، لأن بشرتهم بالأساس دُهنية، فطالما هذه المستحضرات خالية من الزيوت فلا مانع أبدًا من إستعمالها حتى بالتزامن مع إستعمال أدوية حب الشباب. والأصل في علاج حب الشباب هو إستعادة مَرْضَاه لثقتهم في أنفسهم وفي جمال بشرتهم ومظهرهم الخارجي، وبالتالي القضاء على الآثار النفسية للمرض عند الفتاة أو الشاب.
ما أبرز النصائح الطبية لمرضى حب الشباب؟
دائمًا ما ننصح مرضى حب الشباب بالتوجه المبكر للطبيب فور ظهور أعراضه، فلا يوجد عمر معين لبدء العلاج، بل على العكس يمكن التدخل الطبي لعلاج حب الشباب في أي عُمر.
عدم حك أو تقشير حب الشباب الموجود في الوجه تحت أي ظرف من الظروف، لأن هذا يؤدي إلى تفاقم المشكلة طبيًا، ويزيد من الآثار الناتجة عن ذلك.
التحلي بالصبر مع البرنامج العلاجي، وعدم توقع النتائج السريعة، لأن علاج حب الشباب طويل زمنيًا ولكن نتائجه مؤكدة.
عدم اللهث وراء الإشاعات الخاصة بأدوية علاج حب الشباب، فهي غير صحيحة علميًا.
الثقة في الطبيب وإتباع تعليماته.