ما هو سرطان المثانة وما هي أسبابه؟
قال “د. صلاح عباسي” استشاري أمراض السرطان والدم. لا يعتبر سرطان المثانة من أنواع السرطانات المنتشرة في الأردن، أما في مصر فهو واحد من أكثر أنواع السرطانات إنتشارًا فيها كنتيجة للإصابة بإلتهابات البلهارسيا وما شابه.
لكن سرطان المثانة يحتل المركز الثالث بين السرطانات التي تُصيب الذكور بالأردن بعد سرطان الرئة وسرطان القولون، ومعدل الإصابة به بين الذكور في الأردن يترواح من مائة إلى مائة وعشرين حالة في السنة الواحدة. لكنه مع الإناث لا يدخل ضمن العشر أنواع الأولى المنتشرة بينهن، وتقريبًا تُسجل أقل من عشرين حالة إصابه به بين النساء في السنة الواحدة.
وفي النهاية يمكن القول أن الأعداد تتزايد بمرور الأعوام، نظرًا لأن سرطان المثانة ليس له سبب محدد يمكن معه توقع الإصابة به، لكن كل ما توصل إليه الطب الحديث هو التعرف على العوامل التي قد ترفع نسبة الإصابة بسرطان المثانة حال توافرها.
وسرطان المثانة عادة ما يُصيب الكبار في العمر – من عمر الستين فما فوق – لتراكم مواد كيماوية معينة في المثانة، فمن المعلوم أن أي شيء يدخل الجسم يتم تصفيته وخروج الزائد والضار منه إلى الكُلى ومنها إلى المثانة.
والمثانة هي العضو المجوف أسفل البطن، حيث يتجمع فيها البول قبل إخراجه خارج الجسم، وعليه فإن المواد الكيماوية الموجودة في البول تتفاعل مع الغشاء الداخلي للمثانة (وتُعرف باسم طبقة الميوكوزا) وتحفيزها على تكوين السرطانات بمرور الأعوام.
ومن أبرز العوامل المساعدة على تعزيز فرص الإصابة بسرطان المثانة هي:
يعتبر التدخين من العوامل الرئيسية التي تزيد من خطورة الإصابة بسرطان المثانة، ونسبة الإصابة بسرطان المثانة بين المدخنين أكبر من غيرهم من غير المدخنين، يرجع ذلك إلى تركز كثير من المواد الموجودة في الدخان بالمثانة، وبمرور السنوات تؤدي إلى سرطان المثانة.
تكرار الإصابة ببعض الإلتهابات في المثانة مثل إلتهابات البلهارسيا فهي من العوامل المحفزة على الإصابة بسرطان المثانة.
إستنشاق المواد الكيماوية لدى العاملين بمجالات الدباغة والدهانات وغيرها من الصناعات، حيث يمكن دخول هذه المواد الكيماوية إلى الجسم وتتركز في المثانة وتعمل على التفاعل معها وحدوث السرطان.
ما أعراض الإصابة بسرطان المثانة؟
تابع “د. عباسي” تغير لون البول للون الشاي أو الكولا، أو وجود دم في البول. مع عدم وجود ألم أو وجع رغم هذا التغير اللوني.
البول المتكرر. وفي بعض الحالات وجود حُرقة في البول. وإن كانت هذه الأعراض من أعراض الإلتهاب، إلا أن تكرارها بعد تناول علاج للإلتهاب مؤشر على إحتمالية وجود السرطان.
وجود وجع وألم متكرر أسفل البطن أو في أسفل الظهر.
وكلما زاد حجم الورم داخل المثانة كلما زادت أعراضه، وقد تصل في بعض الحالات إلى غلق المثانة وصعوبة التبول.
كيف يتم تشخيص سرطان المثانة؟
أوضح “د. عباسي” عند الشك في الإصابة بسرطان المثانة تكون الطريقة المُثلى للتشخيص هي عمل منظار للمثانة، وتتلخص فكرة عمل المنظار في دخول خرطوم صغير ورفيع جدًا إلى المثانة عن طريق مجرى البول، مما يُمكن الطبيب من رؤية كامل تجويف المثانة من الداخل، وإذا وجد خلال الفحص أي تكتلات أو تجمعات دموية يستطيع أخذ عينة منها للتحليل. وفي كثير من الحالات يكون سرطان المثانة سطحي وغير نافذ إلى عضلة المثانة، وهنا يقوم الطبيب بالتدخل لإزالته قبل أن تشتد خطورته ويدخل في عمق عضلة المثانة، وبذلك يصبح عمل المنظار هو التنظير والعلاج في نفس الوقت.
ما أبرز التقنيات العلاجية الحديثة لعلاج سرطان المثانة؟
حدث كثير من التطور في جراحة المثانة، وصولًا إلى الحد من تنفيذ مثانة صناعية كبديل للكيس الخارجي لتجميع البول وتفريغه.
كما تطورت أساليب العلاج لسرطان المثانة المتقدم – المراحل الثالثة والرابعة -، وأصبح لدينا العلاج المناعي الذي يُعطي نتائج ممتازة مع كثير من الحالات، خاصة مع الحالات التي يكون لديها معدل الـ PDR1 مرتفع (يمثلون 30% من حالات سرطان المثانة) حيث أنهم قد لا يحتاجون لعلاج كيماوي في الغالب، كما أنه يُعطي زيادة في أعمار المرضى بمعدل من سنتين إلى ثلاثة سنوات مقارنة بالمرضى المُعالجون بالعلاج الكيماوي.