ما هي حرقة المعدة؟
قال “د. حسام النادي” أخصائي أمراض الجهاز الهضمي والكبد. حموضة المعدة أو حرقة المعدة هي الشعور المزعج (الحرقة) الذي يبدأ في منطقة أعلى البطن وأسفل الصدر، مع إتجاهه إلى الأعلى أي منطقة الصدر والفم. وينتج عن تحرك إفرازات المعدة من داخلها إلى منطقة المريء في الأعلى، فبمجرد وصولها إلى هذه المنطقة يبدأ الشعور المزعج بالحموضة.
كيف نتعامل مع الشعور بالحرقة؟
أوضح “د. النادي” لا تعتبر الحرقة العادية التي تحدث على فترات متباعدة نتيجة للضغط العصبي أو تناول أغذية معينة حالة مَرَضِية. أما في حالة تكرار حدوث الحموضة الشديدة لمرتين خلال الأسبوع الواحد ولعدة أسابيع متكررة تعتبر حالة مرضية تستدعي إستشارة الطبيب طبقًا للتعريف الطبي لجمعيات الجهاز الهضمي العالمية.
ما هي أسباب الحرقة؟
توجد عدة أسباب لشعور الحرقة، لكن السبب المباشر الذي أكدته الأبحاث هو وجود ضعف في مدخل المعدة، وبالتالي خروج الإفرازات المعدية إلى الأعلى، أي وجود خلل ما في صمام المعدة يسمح بخروج محتويات المعدة بعد الإنغلاق.
ما أبرز البرامج العلاجية لشعور الحرقة المَرَضِي؟
على اعتبار أن الحرقة المَرَضية ناتجة عن مرض ضعف مدخل المعدة، لذلك تُوصف الأدوية التي تعالج هذا الضعف، وهذا هو الإتجاه الأول للعلاج.
أما الإتجاه الثاني للعلاج هو وصف الأدوية التي تساعد في تقليل الحموضة داخل المعدة، وبالتالي تخفيف خروجها إلى المريء.
وتتضمن البرامج العلاجية لحرقة المعدة العلاج الدوائي الذي يُساعد في تخفيف الحموضة وإرتداد محتويات المعدة للمريء، وهي أدوية منتشرة
وموجودة في الصيدليات العربية، إلا أن أبرز الأخطاء الشائعة مع العلاج الدوائي هو تناول المرضى له عند اللزوم فقط، وهو ما لا يحل أصل المشكلة، فقد يتطلب البرنامج العلاجي للحرقة المرضية تناول جرعات مستمرة لمدة قد تصل إلى 8 أسابيع.
والجزء الثاني من العلاج هو التدخل الجراحي بالمنظار لتقوية مدخل المعدة إذا تطلبت الحالة المرضية ذلك. هذا التدخل يكون بوضع حلقة معدنية حول باب المعدة لغلقها بشكل أقوى بعد الإنتهاء من عملية البلع لعدم خروج المحتويات إلى أعلى مرة أخرى.
هل ترتبط حرقة المعدة بعمر معين؟
لا ترتبط حرقة المعدة بفئة عمرية معينة، إلا أن الدراسات أثبتت أن سن الخمسين فما فوق أكثر عُرضة للإصابة بحرقة المعدة، نظرًا لشيوع الإصابة بضعف عضلات الجسم ومنها عضلة باب المعدة بالتبعية، كذلك فإن المسنين عادةً ما يتناولون أصناف دوائية لأمراض كثيرة ومزمنة، مما يُسبب ضعف المعدة بشكل عام ومنها عضلة باب المعدة.
ومع ذلك لا ننفي إمكانية الإصابة بحرقة المعدة في أي عُمر. وقد اُكتُشف حديثًا زيادة نسبة الإصابة بحرقة المعدة بين الأطفال الأوروبيين، وعُزِيّ هذا الأمر إلى تناول هؤلاء الأطفال للأطعمة غير الصحية بكثرة.
هل تؤثر حرقة المعدة سلبًا على أعضاء الجسم المختلفة؟
توصلت الأبحاث الحديثة إلى أن حرقة المعدة لا ترتبط بالمعدة والمريء فقط، بل لها أثر على الجهاز التنفسي فتُسبب السعال المستمر مثلًا أو أزمة بالتنفس، لأن محتويات المعدة قد تصل إلى مجرى النَفَس.
ومن المثير للإهتمام أيضًا، ما أثبتته الدراسات من أن المصابين بالحموضة الشديدة والمتكررة يعانون من مشكلات صحية بالأسنان مقارنة بغيرهم، لأن الإفرازات الحامضية المرتدة من المعدة قد تصل إلى الفم أثناء النوم مما يؤدي إلى تآكل الأسنان.
ما أبرز الأطعمة التي تُسبب الحرقة؟
تبعًا للتوصيات الحديثة لجمعيات الجهاز الهضمي العالمية أصبح لا يتم التركيز على نوعية الطعام، وبدء الإهتمام بكمية الطعام وتوقيت تناوُله، فهذه هي عوامل زيادة حرقة المعدة.
وبشكل عام وطبقًا للخبرة العملية مع المرضى يمكن الحديث عن الأطعمة التي تزيد من إفراز الحامض في المعدة مما قد يؤدي إلى خروجه لأعلى، هذه المأكولات مثل الحلويات والشيكولاتة والحمضيات بجميع أنواعها، كما لوحظت العلاقة بين زيادة الكافيين بكل أنواعه في المعدة وزيادة الحموضة.
ما أبرز عوامل زيادة حموضة المعدة؟
تابع “د. النادي” بالأساس تعتبر الإصابة بمرض السمنة عامل من عوامل زيادة الحموضة والحرقة، حيث أن زيادة نسبة الدهون في منطقة البطن تضغط كثيرًا على المعدة، مما قد ينتج عنه ضعف في مدخل المعدة، وبالتالي تعزيز فرص إرتداد محتويات المعدة إلى المريء والشعور بالحرقة.
كذلك غالبية أدوية المُسكنات الشائعة لآلام المفاصل والعظام والعضلات تُسبب إلتهابات في مدخل المعدة، وبالتالي إصابته بالضعف، فيُصبح عُرضه أكثر لإخراج محتويات المعدة لأعلى.
وكذلك تزيد حرقة المعدة عند الحوامل، نظرًا لضغط الجنين في الرحم على المعدة بما يُضعف مدخلها. ونُضيف إلى ذلك علاقة التدخين بزيادة الإفرازات الحامضة في المعدة، إلى جانب تأثيره على أعصاب وعضلات المعدة.
ما أهم الفحوصات الطبية لإكتشاف الحرقة المرضية؟
عادة ما يبدأ الطبيب بالفحوصات التي توضح حال المعدة والمريء. وأدق هذه الفحوصات هو فحص المنظار للمعدة والمريء، لأنه فحص بسيط نسبيًا، كما أنه يُعطي معلومات غزيرة ودقيقة عن حالة المريض. ومن الفحوصات الأخرى التي تُستخدم مع الحالات المتقدمة هي قياس الضغط في باب المعدة، بإدخال أنبوب صغير لقياس الضغط. إلى جانب الفحوصات الأخرى الأكثر تعقيدًا.
ما أبرز النصائح الطبية لمواجهة حرقة المعدة؟
إذا تحدثنا عن حرقة المعدة الغير مَرَضية، فالنصائح هي:
• توجد العديد من الوصفات المنزلية التي تساعد في تخفيف حدة حرقة المعدة مثل شرب الحليب البارد أو ماء الصودا.
• إذا تنبه الفرد لإصابته بالحموضة جراء تناول طعام معين، وجب عليه تجنب هذا الطعام.
• يجب تجنب تناول الطعام الدسم وبكميات كبيرة في أوقات متأخرة من الليل أو قبل النوم مباشرة.
ولمرضى السمنة والوزن الزائد عليهم إنقاص وزنهم للقضاء على هذه الظاهرة تمامًا أو التخفيف من حدتها وتكرارها.
عند إستمرار الحموضة لأسابيع، وجب متابعة الطبيب لوضع البرنامج العلاجي الفعلي، وعدم الإتكاء على تناول أدوية الحموضة عند اللزوم.