ما هي تشوهات الفكين التي تحتاج إلى تدخلات جراحية؟
قال الدكتور “وجدي الزيود” استشاري جراحة الوجه والفكين: تشوهات الفكين من التشوهات الدقيقة والمُركبة التأثير وذلك لإمتداد تأثيرها من داخل الفم إلى المظهر الجمالي الخارجي للوجه، وتشوهات الفكين عبارة عن تشوه الداخلي وغير ظاهر للعَيان ويتمثل في سوء إطباق الفكين على بعضهما البعض، وهو ما ينعكس بالضرورة سلبيًا على التناسق الجمالي للوجه، وتلعب عمليات التجميل التقويمية دورها في تصحيح المشكلتين الداخلية والخارجية.
ما أبرز أسباب تشوهات الفكين؟
تتعدد أسباب كافة أنواع تشوهات الفكين، فمنها:
• الأسباب الخلقية حيث يُولد المريض بالتشوه.
• الأسباب التطورية حيث يُولد المريض بفكين طبيعيين بدون أدنى تشوه، ثم ما تلبث أن تظهر التشوهات في مراحل مبكرة من عمره، ثم تزيد حدة هذه التشوهات بتطور النمو.
• وقد تحدث التشوهات بفعل الإصابات المختلفة مثل حوادث الطرق وحوادث السقوط العنيف والمشاجرات والحروب… إلخ.
ما الفارق بين العلاج بالتقويم والعلاج بالجراحة التقويمية؟
نوه “د. وجدي” إلى أن طبيب تقويم الأسنان غير مُخول بإجراء العمليات الجراحية، والشاهد أنه مع بعض حالات التشوه الشديد يستدعي علاج التشوه التعاون المشترك بين أخصائي تقويم الأسنان وجراح الوجه والفكين، والبروتوكول العلاجي المتبع مع هذه الحالات يقوم بالأساس على التعاون الوثيق بين الطرفين، حيث يبدأ البروتوكول الطبي بتحضير الحالة بالأساليب الطبية الدقيقة على يد أخصائي التقويم للحصول على صف منتظم للأسنان، وقد يحتاج هذا التحضير إلى فترات زمنية قد تمتد إلى تسعة أشهر أو عام كامل، واستتباعًا للتحضير يأتي دور الجراح لتكملة البروتكول العلاجي بالأساليب الجراحية للحصول في النهاية على أقصى نتيجة جمالية للوجه وإطباقية للفكين.
كم العمر المناسب للعلاج بالجراحات التقويمية للفكين؟
يختلف تحديد الفئة العمرية لإجراء الجراحة التقويمية بإختلاف طبيعة الحالة المرضية، فإذا ما كان التشوه بسيط أو غير ظاهر فيفضل الإنتظار إلى ما بعد تباطيء وتيرة النمو أي ما بعد عمر المراهقة، أما إذا كان التشوه صعب وشديد فهنا قد يتم التدخل جراحيًا بمراحل عمرية مبكرة عن عمر المراهقة، ونشير هنا إلى إمكانية الإحتياج إلى عملية تقويمية أخرى بعد توقف النمو تبعًا لدرجة التغير في نتائج العملية الجراحية الأولى بفعل النمو.
لماذا توصف الجراحة التقويمية للفكين بالجمالية وليس التجميلية؟
الجراحة التقويمية لتشوهات الفكين يُستخدم فيها أجزاء الوجه ولا يتم اللجوء إلى إدخال أجسام غريبة على الوجه والفكين للتخلص من التشوه، وتبعًا لهذه الآلية تظهر النتائج النهائية طبيعية جدًا ودائمة، وبالتالي هي جراحات جمالية تختلف عامةً عن الجراحات التجميلية للوجه والفم.
متى مكن تجنب الجراحات التقويمية لتشوهات الفكين؟
أكد “د. وجدي” على أنه عادةً ما يتم تقييم الحالة المرضية بقياسات طبية محددة للتعرف على شدة التشوه وشدة سوء الإطباق، لذلك توجد حالات من سوء الإطباق يمكن علاجها على يد أخصائي تقويم الأسنان وحده وبدون الحاجة إلى تدخلات جراحية وسيصل في النهاية إلى تحسين الإطباق وتحسين الحالة الجمالية للوجه، ولكن توجد أيضًا حالات تتراوح شدتها من المتوسطة إلى الشديدة وهي تحتاج فعلًا للتدخل الجراحي لأنه لا سبيل لعلاجها سوى الجراحة. ويتوقف الأمر كله على التشخيص الدقيق للحالة مرضية.
والجدير بالذكر هنا أن الغالب الأعم من التشوهات بالفكين تؤثر سلبًا بالضرورة على وظائف الفكين، فمن الممكن أن يفقد المريض القدرة على مضغ الطعام، وقد تحدث مشاكل بالمفصل الفكي نتيجة لسوء الإطباق، وقد يُصاب المريض بإختلالات في النطق نتيجة لتشوه مخارج الحروف، فحقيقةً لا تمثل تشوهات الفكين خطر على حياة مريضها، ولكنها تشكل خطرًا على نوعية الحياة وجودتها.
ما أحدث التقنيات الجراحية لعلاج تشوهات الفكين؟
التقنيات الجراحية لعلاج تشوهات الفكين تطورت بشكل مذهل منذ خمسينات القرن العشرين، وأبرز التقنيات الجراحية هي القطع الجراحي بالفك العلوي أو السفلي أو بالإثنين معًا بحسب متطلبات الحالة، ثم يُحرك الفك في الإتجاه وبالمقدار المطلوب حسب القياسات الفعلية التي تم التعرف عليها أثناء دراسة الحالة، ثم يتم تثبيت الفك على وضعه الجديد بإستخدام صفائح وبراغي معدنية.
وأضاف “د. وجدي”: ومن مميزات الجراحات التقويمية للفكين أنها تُجرى عبر جروح داخل الفم أي بعيدًا عن الجروح والندبات الخارجية التي قد يبقى أثرها على الوجه، كما أن أثر الجراحة الجمالي يظهر على منطقة واسعة من الوجه تبدأ من أسفل العين وتنتهي تحت الفك السفلي.
كم الوقت المطلوب لتنفيذ جراحة الفكين؟ وكم الوقت المطلوب للإستشفاء؟
الإجراء الجراحي قد يُنفذ على فك واحد أو على الفكين معًا، وكذلك قد يحتاج تعديل التشوه قص لبعض عظام الذقن أو الوجنيتين، وبناءًا على ذلك فقد تحتاج العملية الجراحية لساعة زمنية للتنفيذ وقد تحتاج إلى ساعات مطولة تمتد إلى سبع ساعات مثلًا.
أما بالنسبة لفترات النقاهة والإستشفاء البعدية فهي تختلف من حالة إلى أخرى نظرًا لإختلاف التبعات المنطقية للجراحة، فقد يظهر كنتيجة للعملية الجراحية تورم أو آلام بالوجه، وقد يظهر شد بعضلات الفك نتيجة للقطع الجراحي، وكلها من المضاعفات التي تؤثر في طول فترة الإستشفاء البعدية. وبشكل عام ساهم التطور الطبي في السيطرة على معاناة المرضى بعد الجراحات التقويمية لتشوهات الفكين بحيث أصبح بإمكان المرضى ممارسة حياتهم الطبيعية بدءًا من الأسبوع الثاني بعد العملية.
ويُحبذ تقويم الأسنان بعد بزوغ كل الأسنان الدائمة أي بدءًا من الأعمار ما بعد الـ 12 أو 13 عام.
هل تُستخدم البرامج الحاسوبية المتخصصة في توقع شكل نهائي للوجه قبل الشروع في الجراحة التقويمية؟
بعض الجراحين يستخدمون برامج للحاسب الآلي تُعطي صورة مُتخيلة لشكل الوجه بعد إتمام العملية، ويعرضون هذه الصور على المريض قبل البدء في العملية كنوع من بث الطمأنينة النفسية، إلا أنه مهما ارتفعت درجات الدقة لهذه البرامج الإلكترونية فلن تتوقع الشكل النهائي للوجه كما يتوقعه الجراح الخبير بهذا النوع من العمليات الجمالية والقادر على تحديد زوايا وأماكن العمل الجراحي بالفكين للحصول على أقصى النتائج الجمالية للوجه.
واختتم “د. وجدي” حديثه قائلًا: في رأينا الشخصي يفضل عرض صور لمرضى عولجوا بالجراحة التقويمية وكانت حالتهم المرضية تتشابه مع حالة المريض فهذا أوقع وأسلم.