ما هي أسباب الشعور بالصداع خلال شهر رمضان؟
عن أسباب الصداع في رمضان قال “د. فضل البطران” استشاري جراحة المخ والأعصاب. يجب علينا أن نفصل بين فئتين من الناس إحداهما من يشتكون من الصداع من الأساس في الأيام العادية أياً كان سببه أو نوعه الشقيقة أو العنقودي أو التوتري، وهنا يكون الصداع ملازم للشخص وقد يزداد أثناء فترة الصيام، أما الفئة الأخرى وهي الغالبة هم الأشخاص الذين يصيبهم الصداع في وقت الصيام فقط، فكما هو معروف أن الخلايا الدماغية لا تخزن المواد بها مثل باقي أعضاء الجسم وتستهلكها أولاً بأول، وبالتالي قد يشعر الشخص بالصداع قبل الإفطار بسبب نقص السكر والطاقة والسوائل في الدماغ، وكذلك من الأسباب الرئيسية التي تسبب الصداع في رمضان هي اضطرابات عادات النوم وتغير الساعة البيولوجية للجسم، فسوء التعامل مع فترة الافطار في رمضان يجعلنا نشعر بالتعب في الصباح، والأمر الآخر والمهم أن تناول المنبهات بكثرة في الأيام العادية وإنقاص نسبة الكافيين في الدم في رمضان يسبب الشعور بالصداع، كما أن هناك نوع أخر من الصداع في رمضان وهو الصداع الذي قد يشعر به البعض بعد الإفطار مباشرة، وهذا يرجع إلى العادات السيئة والأكل بشكل سريع عند الإفطار، وهذه كلها أسباب مجتمعة تحدث عند البعض في شهر رمضان تسبب الشعور بالصداع.
وقال “د. فضل” أن الصيام صحي جداً ولكن الذي يسبب الصداع في رمضان هو العادات السيئة التي نمارسها في شهر رمضان.
كيف يكون علاج الصداع في رمضان ؟
قال “د. البطران” أن الوقاية أثناء الصيام أفضل من البحث عن علاج الصداع في رمضان، فنحن ننصح دائماً بأن يكون هناك تغيير بالعادات الغذائية قبل رمضان، حيث يقوم المدخنون والذين يشربون المنبهات بشكل كبير بتقليل النسبة التي يأخذوها يومياً، أما أثناء الصيام يجب الحرص على تغيير العادات الغذائية السيئة وقت الإفطار، وتقليل الكميات الهائلة من السكريات والسوائل أو الدخان والتي نأخذها دفعة واحدة عند الإفطار، فقد أوصانا الرسول صلى الله عليه وسلم ببدء الإفطار بثلاث تمرات وماء ونبدأ الأكل بعدها بخمس أو عشر دقائق وهذا مهم جداً للوصول لحالة الإشباع في الدماغ، وبالتالي يقل كمية الأكل والسكريات والدهون التي يأخذها الجسم دفعة واحدة.
ونبه “د. فضل البطران” على أن هناك معتقدات خاطئة عند المدخنين بأن يأخذوا كمية كبيرة من النيكوتين أثناء الإفطار لتخزينها وقت الصيام وهذا معتقد خاطئ لأن هذا يسبب أن الدماغ يخزن كمية كبيرة من النيكوتين وتنقص بشكل فجائي، وبالتالي يشعر الإنسان المدخن بحاجته إلى الدخان والنيكوتين والمنبهات بشكل أكبر، ولذلك يجب الاعتدال في أخذ هذه الأشياء أثناء شهر رمضان.
ومن أهم علاجات الصداع في رمضان هي الوجبة الغذائية السليمة والصحية، والنوم السليم حيث يجب الحرص بقدر المستطاع بالنوم لمدة لا تقل عن 8 ساعات، وكذلك تأخير السحور وأخذ وجبة صحية كافية منها، كما يمكن شرب كمية معتدلة من المنبهات للمتعودين عليها أثناء السحور، كل هذا من شأنه أن يعطي الطاقة المناسبة للجسم وقت الصيام و يساعد على التخفيف من الشعور بالصداع تدريجياً.
وأضاف “د. البطران” أننا بحفاظنا على هذه العادات نقلل من المزاج السيء الذي نشعر به في النهار ونقلل العصبية لأنها تعمل على حرق الطاقة بشكل كبير، وبالتالي تزداد الحاجة للطعام والمنبهات وغيرها، فعدم التوتر والحفاظ على الهدوء جزء مهم جداً للتغلب على المشاكل التي تواجهنا أثناء الصيام.
بالنسبة لأشخاص المصابون بالصداع المزمن، كيف يتغلبون على هذه المشكلة في رمضان؟
قال “د. فضل البطران” أن هؤلاء الأشخاص عليهم أخذ الأدوية والمسكنات، وشرب السوائل والمياه بشكل معتدل وكافِ، لكن بالنسبة للصدعات الشقيقة والعنقودية والتوترية هي صدعات شديدة وبعضها لا يتجاوب مع المسكنات وهنا يكون هناك توصيات خاصة بين هؤلاء المرضى وأطبائهم حيث يوضع لهم خطة لكيفية التغلب على هذا في شهر رمضان، وقد تصل بعض الحالات إلى منعهم من الصيام إذا استدعت الحالة لذلك، وعامة فـ 90% من الأشخاص الذين يعانون من الصداع في رمضان يكون الصداع توتري وله علاجات، ويوجد 10% من الحالات يجب التنبه لهم وخاصة إذا كان الصداع فجائي وحاد ويلازمه نوبات عصبية فيجب التوجه للطبيب مباشرة وعدم تجاهلها واتخاذ الإجراءات اللازمة لتجنب هذه النوبات أثناء الصيام.