ما هو الإمساك؟
عن الإمساك في رمضان قالت “د. رنا زيد” أخصائية التغذية. أن الإمساك هو صعوبة عملية إخراج الفضلات، أو أن يقل عدد مرات الإخراج عن ثلاث مرات أسبوعيًا ويُصاحبه الأوجاع. ويختلف الوصف بالمرض من عدمه تبعًا لعادات الشخص الخاصة في عدد مرات الذهاب إلى المرحاض، وكذلك في حجم الألم المُصاحب للإخراج، وأيضًا في مدى صلابة الفضلات الخارجة وليونتها.
لماذا يُعاني غالبية الصائمون من الإمساك في رمضان؟
تابعت “د. زيد” يرتبط مرض الإمساك بشهر رمضان الكريم نظرًا للتغير المفاجيء في نوعيات وكميات وتوقيتات الطعام، إلى جانب العادات الغذائية الخاطئة المشهورة في شهر رمضان، والتي تؤثر مباشرة في الإصابة بمرض الإمساك في رمضان عند بعض المرضى.
ما أبرز العناصر الغذائية التي تقي من خطر الإصابة بالإمساك في رمضان؟
أهم العناصر الغذائية التي تلعب دورًا بارزًا في تجنب الإمساك في رمضان فضلًا عن تقليل حدته والشفاء منه حال الإصابة هي الألياف. وتنقسم الألياف إلى نوعين: ذائبة في الماء، وغير ذائبة في الماء، وللنوعين فائدة جمة في حركة الأمعاء.
وتنتشر الألياف بنوعيها في الحبوب الكاملة، والكتان، والخضروات لاسيما الخضروات الورقية والجزر، والفواكهة ومنها التمر – وهو عنصر بارز على المائدة الرمضانية -. ويُعد طبق الشوربة من الأطباق الواقية من الإمساك في رمضان لأنها عادةً ما تحتوي على الخضروات، هذا إلى جانب ما فيها من سوائل، والتي تُسهل كثيرًا من عمليات الهضم وحركة الطعام في الأمعاء.
وتجدر الإشارة هنا إلى ضرورة تنويع أنواع الشوربة، لتنويع المُتحصل عليه من الألياف والفيتامينات والمعادن. كذلك تنويع الخضروات ليتم الحصول على الألياف المطلوبة من ناحية، وعدم التغافل عن الحصول على الماء الموجود في أنواع عدة من الخضروات.
وأيضًا عدم الإعتماد المُبالغ فيه على مدرات البول (الشاي والقهوة لأنهما يحتويان على مادة الكافيين)، وإستبدالهما بمشروبات مُسهلة للهضم مثل الينسون والبابون، لأن غزارة خروج السوائل من الجسم تؤدي إلى زيادة في تصلب الفضلات، وبالتالي صعوبة خروجها من القولون.
كما وجب التنويه عن عدم المُبالغة في تناول العصائر الرمضانية المشهورة (الخروب، العرقسوس… إلخ)، لإحتوائها على نسب مرتفعة من السكر، مُسببة العطش، ومُسببة فقد السوائل من الجسم، خاصةً مع عدم التعويض الكافي للسوائل الخارجة من الجسم بما يوازيها بشرب الماء عند أغلب الصائمين. وبشكل عام يجب المُوازنة بين الأطعمة الغنية بالسكريات والدهون والأملاح، وبين الأطعمة الغنية بالألياف والسوائل الداخلة إلى الجسم في مقابلها.
هل تُساهم الألبان والزبادي في التخفيف من الإمساك؟
أوضحت “د. زيد” الزبادي المحتوية على البروبايتكس (الخمائر) التي تُساعد على تنشيط وسرعة عملية الهضم مهمة جدًا، كذلك الألبان. من هنا كان من المُستحسن تناول كوبين من اللبن مع الإفطار أو السحور – ومع السحور أفضل -، أو مثلهما من الزبادي، لتفادي الإصابة بالإمساك.
هل تُقلل ممارسة الرياضة فرص الإصابة بالإمساك؟
من أسباب إرتباط مرض الإمساك بشهر رمضان المبارك إعتياد الناس فيه على الكسل وعدم ممارسة الرياضة، رغم أنها عامل مهم في عدم الإصابة به. لذا ينبغي ممارسة الرياضة يوميًا في رمضان، لفترة تتراوح من نصف ساعة إلى ساعة بعد الإفطار أو بعد السحور بساعتين على الأقل.
ما أبرز الأغذية التي تُساعد في مقاومة شعوري الجوع والعطش ومرض الإمساك في رمضان؟
بالنسبة للسحور: يمكن تناول حبوب الإفطار الكاملة الغنية بالألياف، فهي تُعطي الشعور بالشبع. كذلك الفواكهة ومنها الموز لأنه غني بالبوتاسيوم، فالبوتاسيوم يقاوم العطش والإمساك.
ضِفْ إلى ذلك الأغذية الغنية بالبروتين تقي من الإمساك في رمضان (مثل البيض والأجبان… إلخ) لأنها تعزز شعور الشبع لفترات طويلة، بشرط أن تكون قليلة الملح لتجنب العطش.
بالنسبة للإفطار: عادةً ما ننصح بالإفطار الصحي، وعدم تناول وجبة الإفطار الرمضانية مرة واحدة، بل يجب تقسيمها وتوزيعها على مرتين بينهما فاصل زمني، فيكون القسم الأول للتمر والماء أو اللبن، والثاني للشوربة والسلطة والطبق الرئيسي.
كذلك عدم تناسي شرب الماء بمعدل ثمانية أكواب بإجمالي 2 لتر، موزعة على الفترة من الإفطار إلى السحور.
هل الإمساك في رمضان يحتاج زيارة للطبيب؟
من الناحية الصحية الإمساك بشكل عام لا يعتبر حالة مرضية، لكنه رد فعل الجسم لعادات غذائية خاطئة، وبعض الأشخاص يتوجهون للصيدلي لوصف الأدوية المُيسرة لإخراج الفضلات (المُلينات)، وإستخدام هذه الأدوية لأكثر من خمسة أيام غير مفيد للأمعاء، لأن الأمعاء تَكْسل معها عن العمل وتعتاد على العمل بها، والأولى تنشيط الأمعاء ونشاط عملها بتحسين العادات الغذائية وعدم الإستسهال بتناول هذه الأقراص. وشهر رمضان فرصة عظيمة لكل الناس لتحسين عاداتهم الغذائية.