ما معنى الإرتجاع؟
قال “د. وليد الحريم” استشاري الجهاز الهضمي والكبد والمناظير. بشكل مبسط جدًا الإرتجاع هو إرتداد الحمض من المعدة إلى المريء، وعادة ما تحدث هذه الحالة بنسب بسيطة جدًا مما يؤدي إلى عدم شعور الشخص بها، أما في حالة زيادة هذه النسبة عن الحد تبدأ ظهور المشكلات. وطبيًا لا يحدث الإرتجاع إلا بصور ثلاث:
أن يُصاب الفرد بالإرتداد ولا يشعر به، وهو ما يُسمى بالإرتداد الخفي: يشعر الفرد بأعراضه ومضاعفاته فقط.
فكثير من مصابي مرض الربو لا يشعرون بإصابتهم بالإرتداد، هذا الإرتداد الذي إن عُولج بالشكل الصحيح ينتهي مرض الربو تمامًا ويرتاح المريض. كذلك المصابين بمشكلات صحية في الأنف والأذن والحنجرة، حيث يمكثون فترة زمنية طويلة جدًا في البحث عن علاج لهذه المشكلات، ولا يشعرون أن أصل المشكلة يكمن في إرتجاع المعدة، ومعالجة هذا الإرتجاع ستشفى معه كل آلام الأنف والأذن والحنجرة التي يشعرون بها.
أن يُصاب الفرد بإرتداد واضح، فتظهر عليهم الأعراض الواضحة للإرتداد، ألا وهي:
ألم وحُرقة الصدر.
إرتداد جزء من الأكل إلى الفم.
أن يُصاب الفرد بمرض الإرتجاع أو الإرتداد بنوعيه، الخفي منه والظاهر.
ما هي أسباب الإصابة بالإرتجاع؟
تابع “د. الحريم” تتعدد أسباب الإصابة بمرض الإرتجاع، ومنها:
• عيب خَلقي لا يد للفرد فيه، كأن يُولد الشخص بإتساع في رأس المعدة.
• إجراء تدخل جراحي ما أدى إلى إتساع في رأس المعدة.
• اضطراب في حركة الجهاز الهضمي وخصوصًا المعدة، مما يجعل الحمض يتجه إلى أعلى.
العادات الغذائية السيئة، مثل تناول الطعام في أوقات متأخرة من الليل، أو تناول أطعمة غنية جدًا بالدهون، أو الإكثار من تناول وجبات الطعام دون إعطاء فرصة للجهاز الهضمي الإنتهاء من هضم الوجبة السابقة والشروع في تناول أخرى مباشرة وغيرها.
التدخين.
التغيرات الهرمونية للمرأة الحامل، مع زيادة حجم الجنين مما يضغط على المعدة فيؤدي إلى إصابتها بالإرتداد.
هل تختلف البرامج العلاجية للإرتجاع بإختلاف الحالة؟
بكل تأكيد، وإن كانت أساسيات البرنامج العلاجي واحدة لا تتغير. أما وضع الخطة العلاجية الكاملة يلزمها التعرف على العادات والسلوكيات الغذائية أولًا لتعديلها وتصحيحها قبل البدء في بناء البرنامج العلاجي المناسب له.
ما أسباب زيادة نسبة الإصابة بالإرتجاع؟
طبقًا لدراسة أمريكية حديثة فإن 10% من البشر مصابون بالإرتجاع بشكل يومي، و 40% بشكل شهري. وارتفاع هذه النسب المئوية بين الناس ترجع إلى انتشار وتفشي كل أسباب المرض بين الناس على اختلاف جنسيتهم.
بل ونضيف على ما سبق من أسباب سبب آخر جوهري ألا وهو زيادة وزن الجسم، فمن المعلوم بالضرورة أثر زيادة الوزن على صحة الإنسان، وكونه سببًا في العديد من المشكلات الصحية المرتبطة بالتنفس والنوم وحدوث الإصابة بالإرتداد أيضًا، ويحدث الإرتداد لمصابي السمنة إما لضغط الدهون المتراكمة في منطقة البطن على المعدة، أو لإتساع فوهة المعدة مما يُسهل حدوث الإرتداد.
ورغم حداثة الدراسة الأمريكية المثبتة لهذه الأرقام، إلا أننا نتوقع زيادة هذه النسب بمرور الوقت، لإستمرار ارتباط الناس بالعادات الغذائية السيئة، فكوب القهوة الصباحي دون تناول الطعام الكافي وهو سلوك شائع بين الناس يُعرض صاحبه إلى الإصابة بالإرتداد وحتمية العلاج بالأدوية. لذا لكي تنخفض نسب الإصابة هذه بين الناس وجب عليهم تصحيح الكثير من العادات الغذائية السيئة والضارة.
هل يمكن علاج الإرتجاع دون اللجوء للطبيب؟
أردف “د. الحريم” إذا وصل الحد إلى الإصابة بالإرتجاع الظاهر وجب متابعة الطبيب لوضع الخطة العلاجية المناسبة. أما لتفادي الإصابة بالإرتجاع من الأساس والوقاية منه، يلزم الفرد التخلي عن كافة العادات الغذائية السيئة التي إعتاد عليها، فلا يُمنع أحد من تناول ما يحبه من المشروبات والمأكولات، ولكن تصحيح عادات التناول والتغذي هو المطلوب تطبيقه، مثلًا اشرب قهوتك الصباحية لكن لا يكون ذلك والمعدة فارغة، بل تناول إفطارًا كاملًا صحيًا ثم اشربها كيفما شئت.
كيف يتم تشخيص حالات الإصابة بالإرتجاع؟
تمر عملية التشخيص بمجموعة من المراحل، منها:
سماع تفاصيل الأعراض الصحية المصاب بها المريض كاملةً.
التحاليل الطبية كداعم في عملية التشخيص، وهي تحاليل أولية بسيطة مثل تحاليل الدم.
إجراء كشف بالمنظار، ويكون عن طريق الفم، للتأكد من مضاعفات الإرتجاع وحجم فوهة المعدة بالإضافة إلى التأكد من وجود أي تقرحات أو إلتهابات في جدار الأمعاء أو الإثنى عشر حيث أنها من الأمراض المصاحبة للإرتجاع.
قد يلجأ الطبيب إلى استخدام أشعة صبغة الباريوم، وهي عبارة عن صبغة بسيطة يشربها المريض، فتُعطي صورة كاملة عن المعدة والحمض أثناء رجوعه إلى المريء.
كما توجد مجموعة من طرق التشخيص المتقدمة التي تُستخدم لحالات معينة، مثل طريقة فحص (سبر الحمض)، وتتم بإستخدام أنبوب يدخل من الأنف إلى المريء لقياس مستوى ارتفاع الحمض في المريء.