يُعد التسوق أمر جميل وممتع لكافة الناس وفي مختلف الأعمار كما يختلف مقياس هذه المتعة من شخص لآخر، فالرجال على سبيل المثال غالبا ما يدخلون مراكز التسوق لأخذ غرض معين والخروج فورا بعد انتهاء الحاجة، أما النساء فيتعاملن مع الأمر بمنظور آخر حيث أن التسوق بالنسبة لهم قد يكون مصدرا للسعادة والتسلية.
ما هي أسباب هوس السيدات بالتسوق؟
قال “د. عمرو عادل” استشاري نفسي وأسري. تكمن فكرة التسوق في أساسها على شراء الأغراض أو الاحتياجات المنزلية والشخصية الضرورية لكل شخص، ولكن في حالة تحول تلك العملية إلى الإدمان والتكرار ثم اللجوء بعد ذلك إلى شراء بعض السلع الغير ضرورية وإنما فقط لمجرد وجود عليها بعض الخصومات والتخفيضات أو لأي سبب من الأسباب الأخرى فإننا حينئذ نكون إزاء اضطراب في التحكم من جانب الشخص الذي يقوم بعملية التسوق حيث ينتاب هذا الشخص حالة من النشوة والسعادة عند القيام بعملية الشراء ولكن بعد الانتهاء قد يصاب المشتري وخاصة المرأة بالندم على شراء تلك السلع الغير مجدية كثيرا.
وأضاف الدكتور “عمرو عادل” هناك أسباب عدة لهوس التسوق عند البعض والتي قد تتشكل منذ الطفولة حين يطلب الطفل من الأهل المال من أجل القيام بعملية الشراء دون وجود تحكم كامل من ناحية الأهل تجاه هذا الأمر وإنما يقومون على العكس بتنمية هذه الرغبة عند أطفالهم، لذلك يجب على الأهل في البداية تعليم أبنائهم كيفية تحديد أولوياتهم في الشراء.
أما عن المرأة فيجدر الإشارة إلى أن السيدة التي تعاني من الفراغ العاطفي هي الأكثر إدمانا على التسوق عن غيرها من السيدات، لذلك يمكن القول بأن أكثر ما يساهم فيه الرجل المرأة لحدوث اضطراب أسري ناتج عن فكرة التسوق هو توفير الفراغ الزائد والمادة للمرأة بالإضافة إلى انعزاله بعيدا عن الأسرة الذي يساعد أيضا في هدم البيت الأسري وزيادة هوس التسوق عند الزوجة.
هل يعتبر الشخص المهووس بالتسوق مضطرب نفسيا؟
كما سبق الذكر فإن الشخص المهووس بالتسوق هو الشخص الذي يقوم بشراء سلع ومنتجات ليس بحاجة لها كما أن المضرب نفسيا نتيجة عملية الشراء هو الشخص الذي يكرر عملية الشراء كثيرا خاصة في حالة الاكتئاب حتى يشعر بحالة من الرفاهية والسعادة بعدها، لذلك يمكننا القول بأن هوس الشراء هو شعور ضاغط يشعر به الفرد للشراء وفي حالة عدم القيام بعملية الشراء قد يحدث أزمة للمشتري كما أن الاعتياد على التسوق قد يتسبب في إدمان البعض على هذا الأمر مما قد يتسبب في حالة عدم توفر المادة في اقتراض البعض لشراء الموبايلات والفساتين وبعض الأغراض الأخرى التجميلية غير الضرورية.
هل يعتبر الشراء ببزخ فور توفر المال هوسا للتسوق؟
يمكن للبعض استخدام فكرة التعويض أو المقارنة بين وقت وسابق وبين ما هم عليه الآن مما يضطرهم إلى التسوق بشكل مبالغ فيه حيث أن بعض الرجال قد لا يستطيعون في الماضي القيام بعملية التسوق نظرا لعدم توفر المال الكافي ولكن يمكنهم القيام بهذا الأمر في مرحلة أخرى من عمرهم فور توفر المال كما أنه قد يقوم المشتري بمقارنة ما كان عليه في الماضي وبين ما وصل إليه ماديا مما يدفعه للشراء ببزخ وهو ما يعتبر علامة لضعف الذات وعدم الثقة بالنفس.
على الجانب الآخر، يجب ألا تسيطر فكرة المقارنة بين ما نمتلكه وبين ما يمتلكه أو يقتنيه شخص آخر حتى لا يتسبب ذلك في الإسراف بين عملية الشراء إلى جانب أنه لا يجب علينا تعويض ما حُرمنا منه في الصغر حيث أنه من غير المعقول أن نشتري كل ما تشتهيه أنفسنا لأن الذات البشرية طبقا للعقل والمنطق والشرع وكافة الدراسات والعرف كلما أعطيتها كلما احتاجت أكثر وأكثر ولن تشبع أبدا.