ماذا يعني ضعف مخزون البويضات ؟
تقول د. رجاء زكريا الكركي “طبيبة الإخصاب وعلاج العقم”، أولاً يجب توضيح معنى مخزون المبيض وهو يعني عدد البويضات المتبقية والموجودة داخل بويضة السيدة في فترة زمنية معينة، وضعف المخزون يعني عدم قدرة المبيض على إعطاء العدد الكافي من البويضات ويكون أقل من الطبيعي، فهذه من أكبر المشاكل لأنها تمس القدرة الإنجابية بطريقة مباشرة للسيدة كما أنه لا يمس فقط الناحية الإنجابية ولكن له تأثير من الناحية الصحية أيضاً.
وأوضحت الدكتورة، بأن هناك فرق بين ضعف مخزون المبيض وقصور المبيض المبكر فالقصور في المبيض المبكر يعني فقدان المبيض لإنتاج البويضات في سن ما قبل الأربعين فهنا يكون الحل صعب لإعطاء السيدة القدرة على إنتاج بويضة.
وتعتقد بأن نسبة إنتشارها ليست قليلة حوالي 20% من السيدات قبل أو بعد الأربعين يعانون بضعف مخزون البويضات، أما المشكلة هي أن القصور المبكر ينتشر في 1% من السيدات.
كيف يتم التشخيص ؟
والتشخيص له عدة فحوصات، أهمها تحليل فحص مخزون المبيض ويسمى “AMH” حيث يقوم بإختباره في أي وقت خلال الدورة الشهرية وهذا من أكثر المقاييس المخبرية دقةً في إعطاء فكرة عن المخزون، كما أنه هناك فحوصات أخرى كانت شائعة بالماضي مثل فحص هرمون الFSH ونقوم بإجراءه في أول أيام الدورة، ويضاف الى الفحوصات المخبرية فحص السونار خلال الدورة لإحصاء عدد البويضات المتواجدة داخل النسيج المسمى “antral follicles”.
هل هناك أسباب واضحة تؤدي الى ضعف مخزون البويضات ؟
وأكدت الدكتورة، بأن هناك أسباب متعلقة بالمبيض نفسه وأسباب من خارج المبيض وأحياناً لا يكون هناك سبب بعد البحث العلمي، فمن الأسباب المتعلقة بالمبيض مثلاً ضعف الجهاز المناعي كوجود أجسام مضادة للمبيض، فمن الممكن أن ينتج جسم السيدة أجسام مضادة للمبيض فيقوم الأطباء بفحص دم معين، ومن الأسباب المعروفة والشائعة هي بطانة الرحم المهاجرة وهذه من المشاكل التي تواجه العديد من السيدات في وقت الإنجاب ومعروف بأنه يؤثر على ضعف مخزون البويضات.
كما يوجد أيضاً أسباب من خارج المبيض مثل علاج الكيماوي والعلاج بالأشعة في أمراض الأورام، كما يجب التركيز على نمط الحياة فمثلاً يجب على السيدات أن يتوقفن عن التدخين لأنه يؤثر بشكل مباشر في إنخفاض مخزون المبيض.
كما أنه الى حدٍ ما من المعروف أن مع التقدم في العمر يقل مخزون المبيض، وهنا يصاحب قلة المخزون تأثر واضح في جودة البويضات فعادةً نواجه هذه المشكلة فوق سن 35.
ما هي نسبة الشفاء من ضعف مخزون المبيض ؟
وواصلت الدكتورة، بأن إنخفاض مخزون المبيض يقلل من فرص الحمل التلقائي بشكل واضح هذا أولاً، وثانياً يزيد من فرص الإجهاض لأنه يصحبه أثر في نوع البويضات وبالتالي نوع الأجنة، وهنا تنصح الدكتورة اللجوء الى برنامج مساعد، فمعظم هذه الحالات تحتاج الى برنامج مساعد إما زيارة متخصص او اللجوء الى برنامج مساعد خارج الجسم مثل أطفال الأنابيب.
تقول سائلة: أن لديها تكيس ومتزوجة من ثلاث سنوات ولم يحدث حمل وقامت بإجراء منظار.
تجيب الدكتورة: بالنسبة لتكيس البويضات فهو يؤثر على نتائج الحمل بشكل واضح لوجود عدة إحتمالات مثلاً أن يكون غير قادر على إنتاج بويضة مكتملة النضوج أو وجود بويضة ولكن النوعية أو الجودة متأثرة بشكل غير سليم، فإذا لم يحدث حمل لمدة ثلاث سنوات فيجب إجراء الفحوصات المتخصصة لمعرفة درجة التكيس الموجودة في المبيض حيث أن النهج فرضي في علاج كل حالة وحسب نتائج السونار ومن ثَم تحديد برنامج العلاج، كما تطمأن الدكتورة السائلة أن نتائج علاج تكيس المبيض جيدة فهي من ضمن التطورات والعلاجات المتوفرة حالياً، فتكيس المبيض من الأمراض الشائعة فهو تقريباً يشكل 20%-25% في الخلل بالهرمون لدى السيدات.
لرفع كفاءة المبيض ما هي العمليات والإستراتيجيات الحديثة التي توصل لها الطب الحديث لعلاج هذه المشكلة ؟
هناك تغير في أساليب العلاج والإستراتيجيات الحديثة أهمها كيفية التعامل مع هذا المبيض قبل البرامج المباشرة تحريض الإباضة، فنبدأ بمكملات غذائية مع السيدة وتتضاف لها جرعات قليلة من هرمون الذكورة فهذا الهرمون من الممكن أن يحسن من كفاءة المبيض وتُعطى هذه العلاجات قبل البرنامج بشهر أو شهرين تقريباً، ثم البدء بعد التقييم الكامل بإعطاء السيدة العلاج المناسب من الحقن وأثناء هذه الحقن التي تنشط المبيض يتم إضافة جرعات معينة لكل حالة من هرمون النمو وأثبتت الدراسات أن هذا سوف يساعد في إنتاج بويضات أفضل، أيضاً هناك أسلوب بعد الإنتهاء من سحب البويضات وتكوين الأجنة بدلاً من القيام بنقل الأجنة بشكل مباشر الى الرحم فمن المستطاع تجميدها في نظام تجميد فعال، كما يتم إتباع هذا الإسلوب الآن وخاصة إذا تم إنتهاء برنامج تحريض الإباضة بعدد قليل من الأجنة فمثلاً هذه الدورة إستطاع الأطباء إنتاج جنين واحد فيقوموا بالشرح للسيدة بأنه بدلاً من نقله الى الرحم فيمكنها الإحتفاظ به الأن والرجوع الى دورة علاجية أخرى فتنتج عدد جنينين أو ثلاثة ويتم نقلهم الى الرحم لأن هذا يؤدي الى تحسين كفاءة المبيض.
يقول سائل: أنه متزوج من عشرة أشهر وزوجته لديها مشكلة بالغدة الدرقية ولديها حليب بصدرها وعمرها 42 سنة.
تجيب الدكتورة: بأن الخلل في الغدة الدرقية وهرمون الحليب كثيراً ما يصاحب خلل في المبيض نفسه سواء قصور في المبيض أو تكيس في المبيضين، فالحل هو فحص مخزون المبيض عدا هرمون الحليب والغدة الدرقية وأيضاً يجب إجراء فحص سونار للتعرف على تفاصيل الرحم والمبيضين، وتنصح الطبيبة السائل بعدم إضاعة الوقت بعد ستة أشهر من العلاجات بالأدوية وإعطاء فرص أكثر الى برامج الإخصاب الخارجية مثل الحقن المجهري وأطفال الأنابيب، وأوضحت أن 60% من الأجنة لا تكون صالحة بسبب الإنغراز داخل رحم الأم لذلك تزيد فرص الإجهاض.
ما هو مدى صعوبة وسهولة علاج مشكلة ضعف مخزون البويضات ؟
كثيراً ما تواجه الطبيبة حالات صعبة في هذه المشكلة وخصوصاً إذا كان العمر أقل من 35 سنة، بعنى ان سيدة بالعشرينات دورتها منتظمة ولكن التقييم به تأخر بالحمل فيتم إخبارها بذلك فيجب التحلي بالصبر في علاج هذه المشكلة لأن هذه من المشكلات الصعبة وتكون بحاجة الى متابعة وإجراء إستشارات واضحة للزوجين لتوضيح فرص النجاح وتوضيح كم يلزم من الوقت والعلاج، فهذه أسس مهمة قبل البدء في العلاج ثم بعد ذلك يحاول الأطباء إيجاد إستراتيجيات جديدة لتحسين الفرص.
والصعوبة الحقيقية تتواجد في القصور المبكر للمبيض فأحياناً مهما يعطي الأطباء حلول للسيدة ينتهي البرنامج بعدم وجود بويضة، وتقول د. “رجاء” أنه لا يوجد مشكلة إلا ولها حل وتنصح السيدات بالتواصل مع الأطباء لأن دائماً هناك جديد من العلاجات لهذه المشاكل، وفي أخر مؤتمر أمريكي تمت متابعته قبل شهر كان التركيز والمحور الرئيسي بالبحث العلمي على هذه الحالات الصعبة.
وتروي الدكتورة قصص النجاح بأنه كانت هناك سيدة في بداية الثلاثينات من عمرها جاءت الى عيادة الدكتورة لعدم حملها لمدة ثمانية سنوات تقريباً مع إن دورتها منتظمة ولكن عند فحص تاريخها المرضي وفحوصاتها السابقة وجدت الدكتورة أنها خضعت الى ثمانية محاولات سابقة خلال أربعة سنوات وذلك شيء مرهق كثيراً، كما أن في كل دورة علاجية تحتاج الى ما يقارب 50-80 حقنة هرمونية فيومياً كانت تأخذ 8-10 حقن حتى يستطيع هذا المبيض الإنتهاء بإنتاج بويضة أو إثنين، فبعض المحاولات إنتهت بعدم الحصول على بويضة لذلك كانت بحالة إحباط كبيرة بعد إنقطاعها عن العلاج لمدة سنتين، وتحدثت معها الدكتورة وأعادت تقييم الحالة ووجدت أن بالفعل فحص مخزون المبيض قليل جداً وال”FSH” مرتفع لكن النقطة الإجابية أن دورتها منتظمة فأُثبِت أن من أهم طرق العلاج هو إنتظام الدورة، فهناك دائماً دورة مكتملة النضوج وتتم متابعة الدورة بفحوصات هرمونية معينة حتى تستطيع الدكتورة الحصول على البويضة، وطرحت الدكتورة ذلك البرنامج على المريضة ووضحت أنه من الممكن عدم الحصول على بويضات بدون تحفيز إباضة، فدخلت في عملية إلتقاط البويضات بالمرة الأولى وتم الحصول عليها وصار جنين ممتاز وتم نقله الى رحم الأم ولكن للأسف المحاولة الأولى لم يحدث حمل، كما أن الحصول على البويضة بنجاح ما حفز المريضة على الدخول في العملية مرة أخرى، وفي المرة الثانية نقل الجنين الى رحم الأم وحدث الحمل بعد إسبوعين بالفعل وإستمر الحمل وولد طفل سليم بصحة جيدة.
يقول سائل: متزوج من عشرة سنوات ولم يحدث حمل وكان هناك مشكلة بالدوالي وحاولوا علاجها لسنوات عديدة وبعد حلها وجد لديه إلتهاب حاد ومزمن بغدة البروستات.
تجيب الدكتورة: بأن إلتهاب البروستات له علاج وبرنامج معين بالأدوية، فكون أنه كان هناك دوالي وحاولوا سنوات للعلاج ففي الغالب أن يكون هناك تأثر في مقاييس الحيوانات المنوية أو ضعف، لذلك يلزم زيارة الطبيب لتحديد نهج العلاج ومعرفة تفاصيل فحص السائل المنوي وأيضاً الزوجين، وترى بعد سنوات أن برنامج العلاج لهذه الحالة سيكون الأفضل.