ماذا يعني ضعف أو قصور عضلة القلب؟
أجاب الدكتور “أسامة عُكة” استشاري أمراض القلب والشرايين والقسطرة التداخلية قائلًا: قصور عضلة القلب من أهم الموضوعات الطبية على الإطلاق نظرًا لإنتشاره بشكل يفوق الوصف في المجتمعات البشرية عمومًا، وكلمة ضعف أو قصور تشير إلى عدم قدرة القلب على أداء وظائفه ومهامه كما يجب، فعضلة القلب عبارة عن مضخة تعمل على ضخ الدم لكل الجسم، وعند إصابتها بالقصور والضعف تصبح غير قادرة على الضخ بالصورة الطبيعية وغير قادرة على إستقبال الدم بالصورة الطبيعية، أي أنها وصلت للحد الذي لا تستطيع معه تزويد أنسجة الجسم كله بالدم والأكسجين.
وضعف عضلة القلب قد يكون ضعف إنقباضي وقد يكون ضعف إنبساطي. فالقلب بالأساس كالبيت المكون من أربعة حجرات هي البُطينين والأُذينين، فعادةً عند إنقباض الأُذينين ينزل الدم إلى البُطينين، ولما تُغلَق الصمامات يَسْري الدم خلال الشريان الأورطي والشريان الأبهري والشريان الرئوي مما يُزود الجسم كله بالدم وأيضًا يحدث التبادل في الغازات من خلال الرئتين. وفي القصور القلبي تصبح العضلة إما سميكة وإما غير قادرة على حركة الإنقباض والإنبساط.
وأضاف “د. أسامة” من الشرح السابق يظهر لنا تعدد أنواع ضعف عضلة القلب فمنه الضعف الآني الحاد ومنه الضعف المزمن. وتجدر الإشارة إلى أن القلب ليس مضخة وفقط ولكنه يحتوي على ما يشبه الذاكرة العاطفية أيضًا، والقلب له علاقة ترابطية مع المخ فقد يسيطر هذا على ذاك أحيانًا والعكس بالعكس، حتى أن المُعالجين بزراعة قلب من متبرع لا تعود شخصيتهم الإنسانية إلى ما كانت عليه مع القلب الطبيعي.
ما أبرز أعراض الإصابة بضعف عضلة القلب؟
لا يمكن حصر الظروف والأجواء التي تظهر فيها أعراض ضعف العضلة القلبية، فبعض الناس قد يشعر بضعف العضلة أثناء الحركة البسيطة، وبعضهم قد يشعر به أثناء الحركة الشديدة، وآخرين قد يشعرون بالضعف عند ممارسة عمل ذهني، وقد يظهر العَرض أثناء الجلوس وهذا هو أسوء أنواع الضعف لوصول العضلة القلبية إلى الدرجة التي لا تستطيع معها تغطية إحتياجات الجسم حتى بدون مجهود بدني.
وبشكل عام يمكننا القول أن أهم أعراض ضعف القلب:
• الشعور بضيق حاد في التنفس وإختناق لتجمع السوائل في الرئة.
• التعرق الشديد.
• الشعور بالدوار.
• الشعور بتسارع النبض وضربات القلب وهو أبرز المؤشرات.
• النهجان مع الحركة البسيطة.
• تورم الساقين مع بعض الحالات التي تضعف فيها عضلة القلب بدرجة شديدة تؤدي إلى تجمع السوائل في الرئتين والساقين.
• الشعور بعدم القدرة على إدخال الأكسجين للجسم.
ما أهم أسباب إعتلال القلب بشكل عام؟
أكد “د. أسامة” على تعدد أسباب إصابة القلب بأمراضه وذكر منها:
• تراكم المشاكل وردود الأفعال النفسية السيئة قد يؤدي إلى تصلب الشرايين.
• العصبية والمزاجية السيئة والإنفعالات تؤدي إلى تغيرات هرمونية وإنزيمية تؤثر على سرعة خفقان القلب.
• تدهور الصحة النفسية يؤدي إلى إرتفاع ضغط الدم وبالتبعية إصابة عضلة القلب بالضعف.
• الإصابة بالسكري تؤدي إلى تصلب الشرايين.
• التدخين.
• الإصابة بالسمنة وإرتفاع الكوليسترول الضار بالدم.
والخلاصة أن أمراض تصلب الشرايين والضغط والسكري تؤثر على القلب مما قد يتبعه الإصابة بجلطة قلبية، ومع الجلطة القلبية قد تحدث الإصابة بقصور في عضلة القلب، لأن إنسداد الشرايين القلبية يؤدي إلى حجز الأكسجين والدم عن القلب وبالتالي حدوث الضعف فيها، لذلك يُنصح دائمًا بالتوجه السريع والفوري للمستشفى وأقسام الطواريء مع أول ظهور لأعراض الذبحة الصدرية لأن إنسداد الشرايين القلبية لا يأخذ سوى دقائق معدودة ومن ثم تتدهور حالة العضلة القلبية معه سريعًا حتى تصل إلى عدم قدرتها على الضخ والعمل.
كم كمية الدم التي يضخها القلب؟
يضخ القلب 6 لتر من الدم كل دقيقة أي 350 لتر في الساعة أي بمعدل 9 طن في اليوم، لذلك يعتبر الباحثين أن أقوى عضلة في جسم الإنسان هي عضلة القلب، وإصابتها بالضعف رغم ما بها من قوة يشير إلى أن المريض أهان هذه العضلة بممارساته الغير صحية وبإهماله لعلاج الأمراض المزمنة التي تؤثر في كفائتها وقوتها.
كيف يتم علاج ضعف عضلة القلب؟
أشار “د. أسامة” إلى أن تشخيص ضعف العضلة القلبية يتم بواسطة تصوير الإيكو وأشعة الموجات الصوتية وأشعة الصدر، وكلها تُظهر تضخم عضلة القلب وإحتواءها على السوائل.
وبناءًا على التشخيص تبدأ خطوات العلاج:
• إذا ما وجدت السوائل بالقلب تكون أول خطوة علاجية هي التخلص من هذه السوائل بقدر الإمكان، ومع الحالات الحادة يتناول المريض مُدرات للبول للتخلص من السوائل بشكل كامل وسريع.
• إذا أظهر التشخيص وجود تخثرات دموية يتناول المريض أدوية مُسيلة ومُميعة للدم.
• يتناول المريض أدوية لتقوية عضلة القلب وتعرف باسم مثبطات الأنجوتين، ومنها أيضًا حاصرات بيتا، وحاصرات الإنزيم المحول للأنجوتينسن.
• قد يُوصف للمريض الأسبرين أو الديجوكسين.
• وفي آخر عامين ابتكرت بعض الشركات العالمية أصناف معينة من الأدوية لها دور كبير جدًا في تحسين عضلة القلب.
وكل ما سبق من أصناف دوائية يستهدف تخفيف الأعراض، وتحسين قوة عضلة القلب، والحد من المضاعفات الصحية الأخطر كالجلطات أو الوفاة . والشاهد أن علاج ضعف عضلة القلب يحتاج إلى التعاطي الحساس مع المرض والتدخل الطبي الفوري عقب ظهور الأعراض دون تراخي أو تجاهل.
هل من وسائل واقية تحمي عضلة القلب من الضعف والقصور؟
اختتم “د. أسامة” قائلًا: أبرز طرق الوقاية هي:
• ممارسة الرياضة.
• المحافظة على حياة صحية سليمة.
• الحصول على القدر الكافي من النوم.
• الإهتمام بالغذاء الصحي مع الإكثار من تناول الخضروات والفواكهة والأسماك، وتجنب الأغذية الدهنية.
• تجنب ملح الطعام أو تقليل إستعماله على أقصى تقدير.
• المواجهة السريعة للأمراض المزمنة والحادة والسيطرة عليها حتى لا تؤثر في قوة عضلة القلب.