نتحدث عن الركبة والتي تعتبر أكبر جزء بروزاً في جسم الإنسان وتؤدي العديد من المهام والأنشطة الأكثر حيوية مثل الوقوف والمشي وصعود وهبوط السلالم وقد تصاب بضغوط الركبة ومع التقدم في السن قد تصاب بخشونة في غضروف الركبة وليونة في العظام وتتعرض الركبة للمزيد من التغيرات التي قد تؤدي إلى المزيد من الألم أو الالتهاب أو التورم.
ويعد مرض خشونة الركبة من الأمراض الشائعة بين العديد من الأشخاص حيث لم يعد ذلك المرض يقتصر على كبار السن بل أصبح يصيب أيضا فئة الشباب والفتيات وهذا بالطبع بنسب متعددة ومختلفة، نتعرف اليوم على المزيد.
ما أهمية الركبة، وما هي خشونة الركبة ؟
يجيب الدكتور «محمد العدل» مدرس مساعد الروماتيزم وآلام العمود الفقري عبر شاشة «الغد»، مفصل الركبة يحمل وزن الجسم بدرجة كبيرة حيث يبدأ وزن الجسم من الرقبة والعمود الفقري ثم يتوزع على عظام الحوض ثم مفصل الركبة وأي زيادة في الوزن حتى إذا كان واحد كيلو تسبب زيادة في الضغط بنسبة ٥ كيلو على الركبتين و ١٠ كيلو على العمود الفقري، لذلك أي إنسان عندما يصاب بالسمنة أو يمشي طويلا أو يحمل شيء ثقيل كل ذلك يضغط على مفصل الركبة، وهذا المفصل يتكون من عظمتين عظمة الساق وعظمة القدم والفخذ وبينهم صابونة الركبة وعندما تحدث أي مشكلة في هذا التكوين يؤدي إلى التهابات في الأوتار ومشاكل في الركبة من خشونة الركبة والتي تسمى تآكل الغضاريف.
أما بالنسبة لخشونة الركبة فهناك نوعان، خشونة أولية تحدث بسبب العامل الوراثي في اليد أو الركبة أو العمود الفقري وفي كل مكان بالجسم، والخشونة الثانوية تحدث بسبب زيادة الوزن أو مرض السكر أو مرض الغدد الصماء أو الغدة الدرقية أو الروماتويد المفصلي أو الذئبة الحمراء كل ذلك يؤثر على مفصل الركبة كما أنها لا تصيب كبار السن ففي أوروبا الشباب من سن ٢٠-٣٠ سنة يصابوا بها أيضاً.
تأثير الرياضة على الركبة
أما عن تأثير الرياضة، الركبة لا تتحرك بمفردها وإنما تعتمد على العصب والعضلة فإذا كان هناك مشكلة في الظهر فتؤثر على مفصل الركبة لأنه يضغط على العصب الذي يغذي الركبة وإذا كان هناك مشكلة في العضلة الرباعية فلن يتحرك المفصل وسيؤدي إلى تآكل، لذلك في الرياضة نعتمد على الجزء السفلي ونقوم بعمل تقوية للعضلات الرباعية والخلفية.
لذلك لاعبي الكرة أحيانا يشعروا بشد في الجزء السفلي وبالتالي يؤثر على مفصل الركبة ولا يستطيعوا اللعب والجري جيدا لمدة طويلة وأيضا الإصابة في الرباط الصليبي الأمامي أو الخلفي يعتمد على ثبات الركبة لذلك يجب تقوية العضلات والأربطة. حتى سابقا في مسابقات كمال الأجسام لا يعتمدون على الأطراف السفلية نهائيا في التقييم والدرجات وذلك للحفاظ على الأطراف كلها بصورة عامة سوى مفاصل الركبة والقدم.
لماذا سوف يصاب الشباب في أمريكا بخشونة الركبة؟
التغيير والطفرة الجينية تؤدي إلى ذلك حيث أنهم يقومون بعمل ما يسمي Genetic map وهي تقنيات تحتاج إلى تحاليل كثيرة ومن خلالها نستطيع معرفة هل سيصاب الناس بخشونة الركبة أم لا ولا يستخدم في مصر لأنه مكلف جدا.
علاج خشونة الركبة
أما عن كيفية تدارك هذه المشكلة، يتابع «د. محمد»، ممارسة الرياضة أو المشي لمدة نصف ساعة يومياً، القيام بتمرين تقوية العضلة الرباعية وتناول فيتامين D ولا نعالج خشونة الركبة بأدوية المسكنات ولكن هناك أدوية معينة تحمي الغضاريف من التآكل. ولكن هناك مشكلة في التشخيص المبكر لأنه إذا أحس الشخص بآلام في الركبة فيجب عليه استشارة الطبيب ومعرفة سبب المشكلة لأن لكل عمر علاج معين كما يوجد الآن علاج بالبلازما وهو عبارة عن أخذ عينة دم من المريض وفصلها وأخذ البلازما الغنية بالصفائح الدموية وحقنها داخل المفصل لتحفيز الخلايا للنمو وبذلك نحافظ على تكوين مفصل الركبة ونسهل حركته، ويحتاج الشخص من ١-٣ جلسات في السنة ويشعر بعد ثلاثة أسابيع إلى شهر ونص بفرق كبير بعد الحقن ومن الممكن أن يكون مصاحب بآلام لمدة يوم أو يومين بعد الحقن ولا يوجد لها أي مضاعفات.
وهناك علاجات أخرى مثل الفيلر والبوتكس حيث أن مادة اليورونك أسيد موجودة بين المفاصل وبعضها لتسهل ليونة المفصل فعندما يقل هذا السائل مع التقدم في العمر أو كثرة الحركة نقوم بتعويض هذا السائل بحقن ثلاثة مرات في السنة فيؤدي إلى تحسن حركة المريض ويستطيع الوقوف فترة طويلة كما أن الغضاريف لا تسبب ألم ولكن التكوين حولها مثل العضلات أو احتكاك العظم ببعضه واحتكاك الأعصاب هو الذي يؤدي إلى الآلام.
وأفضل العلاجات البلازما لأنها من جسم الإنسان ويمكن استخدامه لأي مشكلة بالركبة مثل خشونة المفاصل أو التهابات الأوتار أو قطع الغضاريف من الدرجة الأولى والثانية ولكن من الدرجة الثالثة أو الرابعة يحتاج إلى منظار. ويمكن استخدام هذه التقنيات في أماكن أخرى في قطاع كبير من الآلام مثل تيبس الكتف أو الفقرات العنقية أو التهاب الأوتار.
أما بالنسبة لصوت الطقطقة بالركبة فهذا يعنى أن الغضاريف بين عظمة الفخذ والساق يحدث بها احتكاك حيث تعتبر الغضاريف كالغطاء الأملس فمن الطبيعي عدم وجود صوت أما إذا كان يوجد صوت فهذا يدل على بداية الخشونة.