ما هو مرض التليف الكيسي؟ وما هي أسبابه وأعراضه؟
تقول الدكتورة “منى اللنجواي” استشارية الأمراض الصدرية في مؤسسة حمد الطبية، يعتبر مرض التليف الكيسي هو مرض وراثي يصيب الشخص بصورة متنحية فيما معناه أن الشخص كي يرث المرض يجب عليه أن يرث الجين المسبب للمرض من كلا الوالدين. يصيب هذا المرض أكثر من عضو في الجسم غالباً ما يؤثر عليهم ويضر بهم بنسبة كبيرة.
أما عن أعراض هذا المرض فيمكننا القول أن هناك عدة عوارض وبما أن هذا المرض وراثي فإن هذا يعني أن الطفل يولد به ولا يكتسبه عند الكبر وعلى حسب شدة المرض وحدته فإن هناك بعض الأطفال الذين تظهر عليهم أعراض المرض بعد الولادة مباشرةً وآخرون تظهر عليهم الأعراض متأخرة، فمنذ الولادة يمكننا ملاحظة الإمساك الشديد للطفل وهذه أول أعراض هذا المرض ثم قد يعاني الطفل في أول سنتين من التهابات رئوية متكررة مع البلغم والمخاط يحتاج إلى مضاد حيوي مع التعرض بالسعال.
بعد ذلك، بالنسبة للالتهابات الرئوية فإن المريض يزيد عند التكيسات والتليفات وبالتالي فشل في الجهاز التنفسي في المستقبل كما قد يعاني المريض من التهابات متكررة في البنكرياس أو فشل في البنكرياس بشكل عام ويكون السبب هو الافرازات الكثيفة مثل المخاط والتي تتسبب في انسداد في القنوات والممرات في هذه الأعضاء والتي تؤدي إلى ضيق في التنفس مع مرور الوقت ومن ثم الالتهابات المتكررة وفشل في امتصاص بعض الفيتامينات المهمة وهضم الغذاء بشكل جيد مما يؤدي إلى إسهال متكرر.
وأضافت ” اللنجواي “: هناك أعضاء أخرى مثل الكبد الذي يتأثر ومن المحتمل أن يصاب المريض بتليف في الكبد كما قد يصاب السكر من النوع الخاص ليس من النوع الأول ولا النوع الثاني بجانب أنه يكون أكثر عُرضة للبالغين.
إلى جانب ذلك، يمكن للجهاز التناسلي التأثر بنسبة كبيرة تصل إلى 98% عند الرجال الذين يصابون بالعقم مقارنة بنسبة أقل عند النساء من هذا التليف الكيسي ويؤثر على قرحة المعدة بجانب بعض الأعراض الأخرى مثل هشاشة العظام.
ما مدى سهولة تشخيص مرض التليف الكيسي بصورة كبيرة؟
نقوم دائماً بعمل توعية بهذا المرض بسبب اختلاط الأعراض بين هذا المرض وغيره من الأمراض ولكن مع تكرار هذه الأعراض يجب على الأبوين ضرورة الانتباه له.
من الأعراض الخطيرة كذلك لمرض التليف الكيسي هو العَرَق شديد الملوحة تقريباً في أول سنتين من عمر الطفل خاصة تكرر الالتهابات ووجود المخاط، كما أن نمو الأطفال لا يكون لائق بعمرهم لأن البنكرياس يتأثر بامتصاص الفيتامينات والأغذية والهضم مما يؤثر على نمو الطفل بشكل عام.
عند إصابة الطفل بهذا المرض فإننا نحاول تشخيصه عن طريق ضرورة معرفة التاريخ المرضي والسيرة العائلية لأن هذا المرض ينتشر بصورة أكبر في الحالات التي يكون فيها تزاوج بين الأقارب وهناك فحوصات تتم لتشخيص هذا المرض أهمها هو فحص العَرَق كما يوجد فحوصات أخرى أهمها فحص الجينات الذي يعتبر غير متوفر في بعض الدول.
ما هي طرق علاج التليف الكيسي؟
يجب تشخيص مرض التليف الكيسي مبكراً حتى نقي المريض من مضاعفات هذا المرض لأن متوسط عمر الشخص المصاب بهذا المرض يعتبر أقل من الإنسان العادي.
وتابعت ” منى “: تم اكتشاف هذا المرض في ثلاثينات القرن الماضي وفي ذلك الوقت كان المريض يتوفى من أول سنة ولكن مع تطور الطب والعلاج أصبح متوسط عمر المريض بين الأربعين والخمسين سنة وهذا شيء جيد.
بالنسبة للعلاج فيمكننا القول أن هذا المرض لا يُشفى منه لأنه مرض وراثي ولكن يمكننا التحكم في المضاعفات أو نقللها ونأخرها، لذلك يمكن للمريض تناول أدوية مذيبة للبلغم حتى نساعده في خروج هذا البلغم الذي يسد الممرات الهوائية كما يمكن للمريض عمل علاج طبيعي للرئة حتى يساعد ذلك في خروج البلغم من صدر المريض.
على الجانب الآخر، يمكن لمريض التليف الكيسي الاعتماد على تناول المكملات الغذائية خاصة إذا كانت البنكرياس تعاني من مشكلة من هذا المرض ثم يمكنه تناول الأنسولين عند تعرضه لمرض السكر.
وأخيراً، يمكن للمريض التعايش مع هذا المرض بصورة طبيعية ولكن ذلك يتوقف على حسب شدة المرض وحدته ولكن بشكل عام يمكنه عيش حياته بصورة طبيعية حتى أننا سمعنا عن بطل للمارثون مصاب بهذا المرض من قبل.