أسباب اعتلال نظم القلب
يقول استشاري أمراض القلب في جامعة الملك سعود الدكتور “وليد الحبيب”: أن اعتلال نظم القلب أو اضطراب نبضات القلب ينتج عادة عن وجود مشكلة في كهرباء القلب، وهناك أنواع عديدة لاعتلال نظم القلب، وأكثرها شيوعاً هو وجود زيادة في نبضات القلب، ويشعر بتلك الحالة العديد من الأشخاص، وغالباً ما تكون حميدة، وإن كانت أعراض عارضة، فقد تكون نتيجة للتوتر أو الضغوط النفسية، وهناك أنواع من اعتلال نظم القلب تكون خطيرة جداً، وقد تؤدي إلى الموت المفاجئ عند بعض المرضى، ويكون هذا الاعتلال في البطين تحديداً، وتحدث غالباً اضطرابات نظم القلب لعدة أسباب، منها:
- وجود مشاكل في شرايين القلب، مثل انسداد الشرايين، والإصابة بالذبحة الصدرية، والجلطات القلبية.
- وجود اعتلال في عضلة القلب نفسها، سواء كان هذا الاعتلال ناتج عن وجود ضعف في عضلة القلب، أو في مكونات العضلة، سواء بالتضخم، أو بالتوسع، أو بالترسب، لبعض المواد بداخل العضلة.
- وجود اضطرابات في المعادن والأملاح في الجسم.
- العوامل الوراثية.
وتسبب مشاكل إعتلال عضلة القلب، واعتلال نظم القلب العديد من المشاكل في جسم المريض، وغالباً ما تسبب حدوث تراكم للسوائل في الجسم بشكل عام، وفي الرئتين بشكل خاص.
وتعتبر الأمراض المزمنة، مثل ارتفاع ضغط الدم، ومرض السكري، من أكثر المسببات لمشاكل إعتلال عضلة القلب؛ حيث تُسبب بشكل مباشر، أو غير مباشر تليف، أو توسع، أو تضخم عضلة القلب، لذلك فلابد بكل الطرق اتباع نمط حياة صحي، وذلك من خلال اتباع نظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة، للوقاية من هذه الأمراض بالدرجة الأولى.
جديد في علاج اضطرابات نظم القلب
هناك العديد من التقنيات الحديثة لعلاج اضطرابات نظم القلب، وتختلف هذه التقنيات عن تلك التي كانت تُستخدم من قبل، وذلك بكل تأكيد تبعاً لنوع الاعتلال، فهناك اعتلال قد ينشأ من البطين، وذلك يعتبر الاعتلال الأكثر خطورة على صحة المريض؛ حيث قد يُسبب حدوث توقف في القلب، أما النوع الآخر، فهو ذلك الاعتلال الذي ينشأ من الأذين، ويكون أقل خطورة على صحة المريض؛ حيث يمكن متابعته، والتحكم فيه باستخدام بعض الأدوية.
وبشكل عام يجب تحديد السبب الرئيسي لحدوث اعتلال في نظم القلب؛ فإذا كان السبب هو وجود مشكلة في عضلة القلب، فلابد من التركيز على علاج عضلة القلب نفسها، واستخدام الأدوية المؤثرة على عضلة القلب، وإذا كانت المشكلة تتمثل في انسداد الشرايين، فلابد من علاج هذه المشكلة عن طريق عمليات القسطرة، وتوسيع الشرايين.
ومن ثم يتم تحديد مدى تأثير هذا العلاج، وفاعليته، فإذا لم تُجدي الأدوية نفعاً في علاج الاعتلال الموجود في البطين، فهناك عدة طرق حديثة منها إجراء عملية كي بالبرودة لهذه البؤرة التي تُفرز هذه الكهرباء، مما يسبب حدوث هذا الاضطراب في نظم القلب.
وتعتمد هذه العملية بشكل رئيسي على مدى استجابة المريض مسبقاً للأدوية، وعلى مدى تأثير هذا الاعتلال على صحة المُصاب بشكل عام، وعلى مدى تأثيرها على حياته، ومن ثم يتم اختيار إجراء هذه العملية.
ولا يحتاج إجراء عملية الكي بالبرودة إلى التخدير العام، لكنها تتم باستخدام التخدير الموضعي، والمهدئات، وتختلف مدة العملية تبعاً للوقت المُستغرق لإيجاد بؤرة النشاط، وإمكانية إجراء الكي، وبشكل عام قد تتراوح هذه العملية بين ٢-٤ ساعات على الأكثر.
ولابد من الاستمرار في تناول بعض الأدوية بعد العملية مباشرة، ويجب المتابعة المستمرة مع الطبيب، ويؤكد الدكتور “وليد” على أنه في كثير من الأحيان قد تعود مشكلة الاعتلال مرة أخرى، وبالتالي قد يلجأ المريض إلى تكرار هذه العملية.
وبعض حالات مشاكل القلب قد تُعالج عن طريق زراعة بطارية للقلب، وهناك عدة أنواع لبطاريات القلب، ومن أبرز هذه الأنواع:
- البطارية التي تُعالج تباطؤ نظم القلب؛ حيث تكون البؤرة الأساسية للقلب لا تعمل، أو يوجد بها بطء شديد، وبالتالي يحتاج قلب المريض إلى بطارية لتعطيه إشارات العمل.
- البطارية الصاعقة: وتلك التي تُستخدم في حالة وجود ضعف شديد في عضلة القلب، وبالتالي تحتاج احتياطياً لبطارية تمدها بصاعقة معينة، عند توقفها عن العمل.