ما هي الحالات التي تتطلب الإسعافات الأولية؟
قالت “أ. ناهد حنبلي” مدربة الأمن والسلامة. في الإسعافات الأولية كل حالة إصابة أولية لها أساس في إسعافها، ويمكن الحديث عن الأمثلة الآتية:
مُصاب الإختناق البالغ الذي أُغلق عنده مجرى النَفَس بسبب بلع شيء حاد أو وقوف لقمة في بلعومه، عند إسعافه يتم إحتضانه من الخلف، ثم نقوم بالضغط لأعلى بجانب قبضة اليد على المنطقة ما بين أعلى السُرة وأسفل عظمة القص، مع مراعاة الوضع المستقيم للرأس. ومع الحامل والبدين يكون الضغط بقبضة اليدين أو بيدين متشابكتين أسفل خط الحلمتين مباشرة.
أما الرضيع من عمر يوم إلى عام كامل، يتم حمله على الذراع الأيمن بحيث يكون الذراع مشدودًا إلى الأسفل، مع وضع كف اليد أسفل رأسه لِسَنْدِها، وهي الوضعية التي تجعل رأس الرضيع إلى أسفل لفتح مجرى التنفس، ثم نقوم بالضغط على أسفل خط الحلمتين (منتصف الصدر) بإصبع أو اثنين على الأكثر من اليد اليسرى بمعدل خمسة مرات، ثم يُقلب الرضيع بحيث يكون ظهره لأعلى، ومن ثَم ضربه على ظهره بمعدل خمسة ضربات، لحين خروج الغُصة المُسببة للإختناق.
ما هي الإسعافات الأولية للغريق؟
تابعت “أ. حنبلي” وما سبق من إسعافات أولية للمُختنق يمكن تنفيذها مع الغريق، ولكن بعد التفريق بين الغريق الواعي القادر على التنفس، والغريق الفاقد للوعي الغير قادر على التنفس، فالثاني نبدأ معه بقُبلة الحياة قبل الشروع في الإسعافات السابقة.
فهواء الزفير المُعطى من المُسعف للغريق يحتوي على نسبة من الأكسجين، كذلك يساعد ثاني أكسيد الكربون الموجود في الزفير على إستثارة مراكز التنفس الموجودة أسفل الدماغ من الخلف (النخاع المستطيل). وأهمية قبلة الحياة هي إستعادة القدرة على التنفس، لأن عدم وصول الأكسجين إلى خلايا الدماغ لمدة 4 دقائق فقط يؤدي إلى موتها وبالتالي وفاة الإنسان.
وتتم قبلة الحياة بوضع الغريق على ظهره، مع غلق أنفه وفتح فمه (مجرى التنفس)، ثم وضع حائل على فمه لمنع نقل العدوى، ثم النفخ في فمه مباشرة من وراء الحائل، مع ضرورة وضع يد المُسعف على صدر الغريق للتأكد من إرتفاع الصدر نتيجة لدخول الهواء فيه.
ويتم تكرار هذه العملية (قبلة الحياة) لحين إستعادة الغريق لتنفسه الطبيعي.
وبالنسبة للرضيع ونظرًا لصغر حجمه فسيكون معدل النفخ أصغر كثيرًا مع النفخ فمه وأنفه معًا من خلف الحائل.
وتجدر الإشارة هنا إلى إمكانية حدوث إرتداد لعضلة اللسان وغلقها لمجرى التنفس عند الغريق أو المُختنق، وهو ما يُعرف بين الناس ببلع اللسان. ومع هذه الحالة يتم مسك ذقن المُصاب ووضع الإبهام في أسفلها، مع الضغط الشديد عليها ومحاولة فتح كامل الفم وتركه مفتوحًا. وهذا إجراء يساعد على عودة عضلة اللسان إلى مكانها الطبيعي.
عند الإصابة بحروق بسيطة، يتم وضع ماء بارد على المنطقة المحروقة، ولا يصح وضع أي من المواد المشهورة بين الناس كمعجون الأسنان والصلصة والكاتشب…. إلخ.
ويمكن بعد التبريد إستخدام دهانات الحروق المنتشرة في الصيدليات.
عند الإصابة بالكسور، يكون الإسعاف بتثبيت الكسر بشيء صلب كالخشب مثلًا قبل نقل المُصاب إلى المستشفى.
والنصيحة الأبرز في مجال الإسعافات الأولية ضرورة وجود حقيبة الإسعافات الأولية التي تحتوي على بعض المستحضرات والأدوية البسيطة ولاصقات الجروح والشاش والمُطهرات في كل بيئة يتواجد فيها الإنسان، وبخاصة بيئات العمل وأماكن التنزة والرحلات، لأن الإنسان مُعرض دائمًا للإصابة جراء الحوادث البسيطة.