عن زرعة الأسنان قال “د. أحمد جزائري” أخصائي جراحة الفم والوجه والفكين. فقدان الأسنان حيث يعتبر من المشاكل الخطيرة للأسنان ويترتب على خلع الأسنان وفقدانها قصور في وظيفة الفم وعدم قدرته على آداء مهامه من تقطيع الطعام لقطع صغيرة وطحنه ليتم بلعه وارساله بسهولة الى المرئ، ومن ثم المعدة، فنقص الأسنان ينتج عنه مشاكل خطيرة تؤثر على الجسم ككل.
وهنا تكمن أهمية زراعة الأسنان.
بطبيعة الحال فان مفتاح الجهاز الهضمي هو الفم فنجد أن سقوط الأسنان يؤدي الى مشاكل بالهضم وعسر هضم ونقص معادن ونقص بعض المكونات الغذائية الرئيسية.
وفي نفس الوقت يوجد كثير من الأمراض هي التي تؤدي الى سقوط الأسنان مثل:
مشاكل عامة مثل الوراثة أو مرض السكري أو مرض هشاشة العظام، ولدى السيدات الحوامل حيث يؤثر التغير الهرموني على طبيعة اللعاب مما يؤدي لسقوط الأسنان أو زيادة النخور السنية، وأيضا العادات السيئة مثل طحن الأسنان ليلا لتفريغ الضغط العصبي مما يؤدى لمشاكل عديدة وتتم علاجها بطرق عديدة منها استخدام البوتوكس للحقن فيحدث ارتخاء لعضلات الفك لفترة مؤقتة من 6 – 9 شهور مما يخفف العادة كثيرا.
وأضاف الدكتور أن خطورة عدم وجود الأسنان خاصة لكبار السن تكمن في أهمية مضغ الطعام جيدا لكي يحدث امتصاص جيد في المعدة للمكونات الغذائية كاملة، فاذا اعتمدنا على بلع الغذاء بدون طحن الأسنان له فجزء كبير من المواد الغذائية الضرورية لا يمكن امتصاصها بالمعدة.
أما عن تعويض هذه الأسنان المفقودة يتم عن طريق الزراعة، والزراعة هي عبارة عن مادة التيتانيوم و نلاحظ التطور الكبير في هذا المجال من خلال الكمبيوتر والعمل الرقمي حيث تم تطوير مايسمى guided surgery وهو عبارة عن هيكل يتم تنفيذه وتحضيره كأساس للسن قبل البدء في اجراء الزراعة السنية فيسمح باختيار التعويض المناسب الذي يناسب شكل ومكان السن المفقود قبل اجراء عملية الزراعة، فأصبحت زراعة الأسنان علاجا وظيفيا وتجميليا أيضا لأنها تحافظ على شكل الأسنان والابتسامة و أصبح من السهل التحكم فيها بالتطبيقات الرقمية والتقنيات الحديثة.
وعن مراحل زراعة الأسنان فهناك تركيب مؤقت وهناك تركيب دائم، فبعد عملية زراعة الأسنان نستطيع أن نضع التركيب المؤقت في نفس اليوم، 95% من الحالات أصبحت تستطيع أن تخضع لعمليتي الخلع والزرع فى نفس اليوم والتركيب المؤقت اذا كان السن أمامي أو تجميلي، فيستطيع المريض ممارسة يومه بشكل عادي، أما التركيب الدائم فيكون بعد التحقق من ثبات الزرع ونجاحه بشكل تام ويكون غالبا بعد ثلاث شهور أو أقل.
هل زراعة الأسنان نخرا في عظم الفك يؤذي العظم بأي شكل؟
الزراعة بالأساس هي عبارة عن جزء تيتانيوم يدخل بداخل العظم، وهذه تقنية بدأ استخدامها كتعويض عن المفاصل عند الانسان، فمادة التيتانيوم متقبلة حيويا من الجسم، لذلك استخدمت في تعويض المفاصل أو صمامات القلب ولا يوجد لها أضرار ولا يرفضها الجسم، فتطور الموضوع و أصبحنا نستخدمها في زراعات سنية بالفم.
وأضاف الدكتور أن الحالات التي تحتاج الى زراعة هي حالات فقد السن بشكل كامل، بينما اذا كان جذر السن سليما ونستطيع تعويض السن من خلال التركيب أو التلبيسة المتعارف عليها، فنعالج الجذر جيدا ثم نضع فيه تركيبة أو تلبيسة تعوض عن السن المفقود.
ونجد أن الزراعة في أولها كانت لأماكن معينة فقط أما حاليا بعد التطورات الكثيرة في مجال زراعة الأسنان أصبحت الزراعة الآن متوفرة للجميع، لدينا حالة أيضا نتحدث عنها، فعندما يحدث خلع قديم يحدث مع الوقت تراجع بالعضم أو فقدان بالبنية العضمية فتصبح المسافة غير كافية لاجراء الزراعة، يسمى الجيب الفكي، ويجب الحذر من الزراعة فيه فينبغى رفع الجيب الفكي أولا قبل الزراعة، وهناك أدوات كثيرة مناسبة لرفع الجيب الفكي ومن ثم الزراعة في العظم.
وأصبح من الممكن اجراء الزراعة لجميع المرضى وجميع الحالات، فاذا وجد نقص بالعضم نجري تطعيم للعضم بحيث يكون كافيا، و في حالة الجيب الفكي نقوم برفعه، أو ابعاد لعصب سني سفلي في الفك السفلي.
الفرق بين زراعة السن وزراعة الضرس
زراعة الأسنان نعطي فيها الأولوية للناحية التجميلية لأنها لا تستخدم في المضغ، أما في حالة الضروس فنظرا لأهميتها في طحن الطعام فنعطي أولوية للجانب الوظيفي بها وليس التجميلي، أما تقنيا فهي نفس الشئ تقريبا.
وعن الحالات التي تحتاج زراعة، فهي الحالات التي تعاني من عدم قدرة على المضغ أو لديهم مشكلة تجميلية كما تحدثنا، بينما من لديه فقد في أسنان غير مؤثرة أو ضروس العقل مثلا فليس بالضرورة التعويض عنها بالزراعة.
و كنصائح عامة للعناية بالأسنان فينصح الدكتور بتنظيف الأسنان يوميا بالفرشاة والمعجون، الزيارة الدورية لطبيب الأسنان لملاحظة أي مرض قد لا يشعر به المريض ؛ فالأسنان تعكس الحالة الصحية العامة للجسم، والأسنان الدائمة الطبيعية هي الأفضل بالطبع وينبغي علينا الحفاظ عليها