يُطلق يوم الشك على اليوم الثلاثين من شهر شعبان كل عام، وهو اليوم الذي تتعذر فيه رؤية هلال شهر رمضان الكريم، ولا تثبت رؤيته، وسُمي بـ (يوم الشك) لسببين: السبب الأول يتمثل في الشك في رؤية الهلال، والسبب الثاني عدم رؤيته بسبب الغيم، وفي ذلك اليوم يشك جميع المسلمين هل هو يوماً من شعبان أو يوماً من شهر رمضان.
يوم الشك
هو اليوم الثلاثون من شهر شعبان الذي يليه شهر رمضان المبارك، وانقسم العلماء إلى فريقين، الفريق الأول يرى بعض العلماء عدم جواز صيامه، فعن عمار بن ياسر -رضى الله عنه- قال: (مَنْ صَامَ الْيَوْمَ الَّذِى يَشُكُّ فِيهِ النَّاسُ فَقَدْ عَصَى أَبَا الْقَاسِمِ صلى الله عليه وآله وسلم) رواه أبو داود وغيره، والفريق الثاني يرى أنه يجوز صيام يوم الشك تطوعاً، وخاصةً إذا كان مرتبطاً بعادة أو قضاء كفارة.
الفرق بين يوم الشك ويوم الغيم
- أولًا يوم الشك: يُطلق على يوم الثلاثين من شهر شعبان (يوم الشك)، ويشك فيه الناس هل هو شعبان أم رمضان، وفي هذا اليوم لا يستطيع الناس مشاهدة هلال شهر رمضان أو مراقبته.
- ثانياً يوم الغيم: يُطلق أيضاً على اليوم الثلاثين من شهر شعبان، وفيه تَحول رؤية هلال شهر رمضان بسبب الغيم، وبالتالي يحجب الرؤية، ولا يستطيع الناظر رؤية الهلال في ذلك اليوم.
حكم صيام يوم الشك عند علماء الفقه
- أولًا حكم صيام يوم الشك عند علماء الحنفية: يرى علماء الحنفية أنه إذا وافق يوم الشك يوم الإثنين والخميس، وكان المسلم يصوم هذان اليومان تطوعاً، فإنه من الممكن أن يصوم يوم الشك إذا كان معتاداً على صومه، وبذلك يكون الصيام في هذا اليوم مستحب، وكذلك إذا كان الصيام خاص بنذر معين، فهو غير مكروه، ولكن صيام يوم الشك يكون باطلًا إذا كان الإنسان متردداً بين الصوم والإفطار، وإن كان رمضان أم لا، وإن كان متردداً بين الفرض والواجب، وإذا أراد الإنسان صوم يوم الشك يجب أن ينوي صيام هذا اليوم تطوعاً، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (لاَ يَتَقَدَّمَنَّ أَحَدُكُمْ رَمَضَانَ بِصَوْمِ يَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ رَجُلٌ كَانَ يَصُومُ صَوْمَهُ فَلْيَصُمْ ذلِكَ الْيَوْمَ).
- ثانياً حكم صيام يوم الشك عند فقهاء الشافعية: قام فقهاء الشافعية بتحريم صيام يوم الشك حتى وان كانت السماء بها غيم، وذلك إستناداً إلي الحديث الصريح (فإن غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يوماً).
- ثالثاً حكم صيام يوم الشك عند فقهاء المالكية: أشار فقهاء المالكية إلى أن صوم يوم الشك مُنهى عنه، وخاصةً إذا كانت نية المسلم صيامه كيوم من أيام شهر رمضان، وهنا إتفق المالكية مع قول فقهاء الحنفية والشافعية، وبذلك يكون الصيام في ذلك اليوم حراماً إذا كان غير مشترط بنية أو نذر. أما إذا كان ذلك اليوم يعتاد المسلم الصيام فيه، كأن يكون مثلًا يوم الخميس أو الإثنين، فبذلك يكون الصوم غير مكروه، طالما أنه وافق عادة المسلم، ويعتبر صوم يوم الشك غير مكروه أيضاً إذا كان صوم ذلك اليوم قضاء كفارة، أو يوماً من رمضان السابق.
- رابعاً حكم صيام يوم الشك عند فقهاء الحنابلة: يرى فقهاء المذهب الحنبليّ أنه لا يجب صيام يوم الشك، وأكد على ذلك أبو بكر الأثرم، بقوله: (سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول: إذا كان في السَّماء سَحابٌ أو علَّة أصبح صائماً، فإن لم يكن في السَّماء علَّة أصبح مُفطراً)، ونهوا عن صيام يوم الشك بنية التطوع، وذلك لضرورة الفصل قبل صيام شهر رمضان.
الأدلة على عدم جواز صيام يوم الشك
- أولًا: القرآن الكريم: قال الله سبحانه وتعالى: (فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ)، ويوم الشك ليس يوماً من أيام رمضان، ولذلك من يصمه يتحدى حدود الله عز وجل.
- ثانيًا: السنة النبوية: لا يجوز صيام يوم الشك، فعن صِلَةَ بنِ زُفَرَ، قال (كنَّا عند عمار بن ياسر، فأُتِيَ بشاةٍ مَصْلِيَّةٍ فقال: كُلُوا، فتنحَّى بعضُ القَومِ، فقال: إنِّي صائِمٌ، فقال عمَّارُ: من صامَ اليومَ الذي يَشُكُّ به النَّاسُ، فقد عصى أبا القاسِمِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم).