يوم الزينة هو اليوم الذي التقى فيه سيدنا موسى (عليه السلام) مع فرعون ومجموعة من السحرة في عصر هذا اليوم، وقام كلاً منهما بعرض السحر والمعجزات الإلهية التي تثبت الحق، وبالرغم من إثبات الحق مع سيدنا موسى إلا أن فرعون ازداد كفراً، ويُطلق على يوم الزينة أسماء متعددة، وهي عيد النيروز أو عيد الربيع أو عيد شم النسيم، وفي ذلك اليوم يقوم الناس بالتزين وارتداء الملابس الجميلة سواء كانوا كباراً أو صغاراً.
يوم الزينة
قام الله سبحانه وتعالى بإرسال سيدنا موسى؛ لكي يدعو الناس إلى عبادة الله سبحانه وتعالى، وحين التقي مع فرعون قام بإلقاء السحر أمام فرعون، وانتصر موسى على فرعون، وأصبحت معجزة إلهية، وسُمي هذا اليوم بيوم الزينة.
وتم ذِكره في القرآن الكريم، حيث قال تعالى في سورة طه: (قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى).
أسماء يوم الزينة
توجد أسماء مختلفة ليوم الزينة، فقد أطلق عليه العض (عيد الربيع) أو (عيد النيروز)، وتختلف أسمائه في كل عصر، ومن هذه الأسماء:
- يُسمى يوم الزينة بــ (عيد شم النسيم) عند الفراعنة.
- يُسمى يوم الزينة بــ (عيد ذبح الخروف) عند البابليين والأشوريين في دولة العراق قديماً.
- يُسمى يوم الزينة بــ (عيد الفصح) عند اليهود.
- يُسمى يوم الزينة بــ (عيد القمر) عند الرومان.
الاحتفال بيوم الزينة
يُطلق على يوم الزينة في عصرنا الحالي عيد شم النسيم، ومازال المصريون يحتفلون به؛ لأنه عيد متوارث من الفراعنة منذ القدم، وكان يحتفل به الفراعنة منذ ٥٠٠٠ عام، ويأتي ذلك اليوم يوم عاشوراء أي العاشر من شهر محرم.
وسُمي هذا اليوم بــ (شم النسيم) نسبة إلى الكلمة الفرعونية (شيمو)، ومع مرور الزمن تمت إضافة النسيم للكلمة، وذلك لأن الجو في هذه الفترة يتميز باعتدال الحرارة والنسيم العالي، وكان الفراعنة من قبل يحتفلون بهذا اليوم احتفالاً رسمياً، وكان يُطلق عليه الانقلاب الربيعي، وكانوا يجتمعون أمام الهرم قبل غروب الشمس.
مظاهر الاحتفال بيوم الزينة
كان المصريون القدماء يقومون بتقديم السمك المملح إلى الآلهة خلال الاحتفال بيوم الزينة أو عيد شم النسيم، ويذهبون إلى الحدائق ويحملون الآلات الموسيقية لعزف الموسيقى والرقص أثناء الاحتفال.
ومازال الاحتفال بهذا اليوم مستمراً حتى الآن في بعض بلدان العالم مثل، مصر والهند وباكستان وإيران وتركيا، وهناك بعض الأشخاص الذين يقدسون الاحتفال بذلك اليوم،
ومن مظاهر الاحتفال به:
- يذهب الشباب والفتيات إلى المتنزهات في الصباح؛ لاستقبال أشعة الشمس عند شروقها.
- يقوم جميع الأشخاص بنثر مساحيق بألوان مختلفة على ملابسهم؛ لإثارة البهجة والسرور.
- يعتبر يوم الزينة يوم عطلة وطنية في كثير من البلاد العربية.
- يتم تناول طعام تقليدي في ذلك اليوم، ويكون عبارة عن فسيخ وبصل أخضر وترمس وبيض ملون.
حكم الاحتفال بيوم الزينة
يرى البعض أن هذا اليوم مرتبط بعادات الفراعنة الوثنية، ثم قاموا بني إسرائيل بعد ذلك بالاحتفال به، ثم انتقل إلى الأقباط المسيحيين، وبذلك يعتبر الاحتفال به شرك لله عز وجل.
ترتبط مظاهر الاحتفال بيوم الزينة من تناول (بيض وفسيخ وبصل) بعقائد وثنية فاسدة عند الفراعنة، ومن الخطأ الاقتداء بالفراعنة في عقائدهم الوثنية، والرسول (صلى الله عليه وسلم) قال: (من تشبه بقوم فهو منهم)، رواه أحمد.
يرى الشيخ الأزهري علي محفوظ رحمه الله تعالى، أن الاحتفال بهذا اليوم بدعة؛ لما يحدث فيه من فجور وفسوق، ورقص، ولذلك نهى وحذر من الاحتفال به.
هنا نُعطيك أيضًا معلومات عن غار حراء ووصفه، وتتعرَّف كذلك على يوم الفرقان، ونُجيبك على سؤال: ما هو الميسر.
ارتباط الأديان السماوية بعيد الزينة
يعتبر أصل يوم الزينة عراقي، وكان أهل بلاد وادي الرافدين يحتفلون به قديماً، ويرتبط هذا اليوم بالديانات السماوية كالآتي:
- أولًا: الديانة اليهودية: يقوم اليهود بالاحتفال بعيد الزينة أو شم النسيم كل عام، وجعلوا ذلك اليوم رأس السنة العبرية، ويطلقون عليه اسم عيد الفصح.
- ثانياً: الديانة المسيحية: يوافق هذا اليوم عيد القيامة عند المسيحيين، ويرتبط ذلك اليوم بالصيام عند المسيحيين، وكان ممنوعاً تناول السمك في صيام المسيحيين، ولذلك قاموا بالاحتفال بهذا اليوم بعد عيد القيامة، ويرتبط يوم الزينة بعيد الفصح المسيحي الشرقي.
- ثالثاً: الديانة الإسلامية: يحتفل المسلمون بذلك اليوم منذ لقاء سيدنا موسى (عليه السلام) مع فرعون، وكان ذلك اليوم يوم عاشوراء، وقال ابن عباس وسعيد بن جبير (كان يوم عاشوراء).