إن مفهوم الكاريزما يعتبر موضوع جدلي بين الناس حيث يرى البعض أننا نولد بالكاريزما بينما يرى البعض الآخر أن الكاريزما يمكننا تعلمها واكتسابها في الحياة، ولكن بشكل عام إذا كان لدينا كاريزما فإنها تحدد ما إذا كان الشخص تابع أو قائد كما أنها تساعد الشخص على تبني غيره لأفكاره بصورة أفضل ويمكنها أن تحقق فرص أكبر لصاحبها حيث أنها مجموعة من السلوكيات في حال تعلمها والتدرب عليها فإننا نصير قادة ناجحين في حياتنا.
ما هو مفهوم الكاريزما؟
ترى الدكتورة رندا عازر ” مدربة تطوير الموارد البشرية ” أن مفهوم الكاريزما بدأ من الستينات مع ظهور هوليود ونجومها مثل مارلين منورو وفي عالمنا اليوم نرى الإعلامية أوبرا وهي الشخصية المؤثرة بجانب بعض الشخصيات الأخرى التي لديها الحضور الكامل لإقناع الآخرين بأفكارهم، وعليه لا يمكننا أن ننكر الملك حسين ملك الأردن رحمه الله الذي كانت له كاريزما قوية وحضور واضح في أي مكان وُجد فيه حتى في المحافل الدولية.
تابعت ” رندا عازر “: أما نحن الناس العاديين فيمكننا أن نكتسب الكاريزما من أجل كسب حب الناس وثقتهم والعمل على التأثير فيهم لأن الكاريزما تعني مدى قوة الشخص في تأثيره على إقناع الآخر من خلال المشاعر الإيجابية حيث يرى أصحاب الكاريزما أن الحياة دائماً شغوفة ومؤثرة.
ما هي أساسيات الكاريزما عند الشخص؟
هناك 3 أساسيات للكاريزما في هذه الحياة وهي كاريزما الحضور ثم كاريزما السلطة أو قوة الشخصية بالإضافة إلى كاريزما الدفء أو التعاطف مع الآخرين، ولكن على الرغم من ذلك ليس من الواجب أن يمتلك الشخص هؤلاء الثلاثة أساسيات للكاريزما لإتقانها.
أما عن كاريزما الحضور فمن الممكن أن نرى ذلك بعد الجلوس مع شخص ما أثر فينا فقط من خلال حضوره معنا لأنه يعطي أولوية لنا عند الحديث معنا بجانب أنه يقرأ تعبير الوجوه ويتواصل بصرياً مع الآخرين ثم أنه يمنحهم المساحة للشعور بالذكاء والتميز والأهم من ذلك يجب على صاحب الكاريزما ألا يبهر غيره بنفسه أثناء حضوره معهم بل بالعكس يستوجب عليه ترك غيره أن يبهره.
أما ثاني مساحة من الكاريزما فهي كاريزما القوة أو السلطة من خلال المال أو مركز اجتماعي عالي ولكن الكاريزما لا تعني ذلك بل نعرف صاحب الكاريزما القوية من خلال لغة الجسد التي قد تعني في بعض الأوقات وجود القوة والسلطة عند البعض، لذلك يجب علينا إدراك أن الناس يحددون شخصيات غيرهم من خلال لغة الجسد الخاصة بهم – بناءً على ما تراه مدربة الموارد البشرية رندا عازر.
أردفت ” عازر “: عادةً ما نتطلع إلى الشخص الذي لديه ثقة عالية بالنفس من خلال جلوسه على الكرسي وعينه للأمام والعين الأخرى على الكرسي الذي يقابله، لذلك فإن لغة الجسد المصاحبة للتوتر من الصعب أن تعطي صاحبها كاريزما القوة أو السلطة، وهذا ما يؤكده العلم الذي يرى أنه عند التحلي بالثقة بالنفس ترتفع هرمونات السعادة عند الإنسان ومن ثم تقل إفرازات التوتر والضغط النفسي عند تبني لغة جسد قوية، ومن ثم يجب علينا استبدال الأفكار التي تقلل من ثقتنا في أنفسنا مع إمكانية طلب المساعدة من أشخاص آخرين يقدموا لنا الثقة في أنفسنا كالأصدقاء والأهل مع ضرورة تعويد الدماغ على تذكرتنا دوماً بالأحداث التي تزيد من ثقتنا بأنفسنا.
وأخيراً، هناك النوع الثالث من الكاريزما وهي كاريزما الدفء أو كاريزما التعاطف مثلما رأينا في السيدة ديانا عندما زارت مرضى الإيدز كأول سيدة من العائلة المالكة تتعامل مع هؤلاء الأطفال بهذه المشاعر الدافئة وهذا ما تشير إليه كاريزما التعاطف التي يمكن أن تُقتل بواسطة التعالي على الآخرين بينما التعاطف يجب أن يكون بصورة تلقائية من خلال نظرة العين.