ما هو عرق النسا؟
أشار الدكتور “إحسان الشنطي” أخصائي علاج الألم وآلام العمود الفقري إلى أن عرق النسا هو ألم ناتج عن إلتهاب العصب الوركي، والعصب الوركي هو أكبر أعصاب الجسم البشري وهو العصب النازل من الفقرات القطنية إلى القدمين مرورًا بالساق وهو مسئول عن تغذية الساقين والقدمين حتى الأصابع، ولا تشير لفظة النسا هنا إلى النساء ولكنها تشير إلى النسيان حيث يقال أن شدة الألم تجعل المريض ينسى كل شيء، وتشير الدراسات إلى أن 8 من كل 10 أشخاص لابد وأن يصابوا بعرق النسا مرة واحدة في العمر على الأقل. وقد يحدث الألم في أحد الجهتين من الجسم اليمنى أو اليسرى ويمكن أن يكون في كلاهما. وعادةً ما يبدأ إلتهاب العصب في جذره العلوي المنغرس في الفقرات القطنية، ثم تتحرك أعراض الإلتهاب وآلامه حتى تسيطر على كل العصب.
ما أسباب الإصابة بعرق النسا؟
قد تحدث الإصابة بعرق النسا نتيجة لتلامس المادة الجلاتينية الخارجة من الديسك الموجود بفقرات العمود الفقري مع العصب مما يؤدي إلى إلتهاب طرف العصب الوركي العلوي ثم يمتد الإلتهاب إلى باقي العصب حتى أصابع القدمين، وقد يكون الإلتهاب ناتج عن ضغط الفقرة القطنية على الطرف العلوي للعصب الوركي وفي هذه الحالة يُصاحب ألم عرق النسا وجود ضعف أو ضمور في عضلات الساق المصاب.
ما طرق الوقاية من عرق النسا؟
أكد “د. إحسان” على تعدد أساليب الوقاية من آلام عرق النسا، وذكر منها:
• تقليل وزن الجسم.
• التقليل من حمل الأوزان الثقيلة.
• تجنب الإصابات المسببة للإنزلاق الغضروفي.
• تحاشي الركض والوثب بعد عمر الثلاثين حتى لا يزيد الضغط على العمود الفقري.
• ممارسة التمارين الرياضية التي تساعد في إستطالة العضلات وتقويتها، وتجنب الرياضات العنيفة.
• الإقلاع عن التدخين بأنواعه لأنه يؤثر على كميات الأكسجين الواصلة للأعصاب.
كيف يُعالَج ألم عرق النسا؟
من مميزات ألم عرق النسا أنه يختفي تلقائيًا أو بعلاجات بسيطة في غضون شهر من بدء الإصابة، أما إذا لم يختفي الألم من نفسه فيستدعي ذلك التدخل الطبي للعلاج حتى لا يتحول الألم إلى النوع المزمن المستمر وهو ما يؤثر على جودة حياة المريض.
وتابع “د. إحسان”: لتحديد العلاج يُفحص المريض بأشعة الرنين المغناطيسي أولًا للتعرف على سبب إلتهاب العصب. ثم يبدأ العلاج دائمًا بأدوية المسكنات والأدوية المضادة للإلتهاب مع العلاج الفيزيائي بالتمارين الرياضية العلاجية، ويستمر هذا البرنامج العلاجي لمدة ثلاثة أسابيع طمعًا في شفاء الألم تلقائيًا. أما إذا لم يُفلح البرنامج العلاجي الأول في القضاء على الألم والإلتهاب يتم التدخل الطبي ببرنامج علاجي آخر يصل معه المريض إلى الشفاء التام.
وجديد البرامج العلاجية لآلام عرق النسا هو إمكانية حقن المنطقة الملتهبة والمتورمة في العصب نفسه بمواد مضادة للإلتهاب، هذا الحقن المباشر في المنطقة الملتهبة أدى إلى تقليل كمية مضاد الإلتهاب لأن الحقن في عين الإلتهاب كما أنه أدى إلى الإختفاء السريع للألم مقارنةً بطرق العلاج الأخرى، وعادةً ما يتم هذا الإجراء الجراحي تحت التصوير للدخول بدقة شديدة إلى النقطة الملتهبة فعلًا في العصب. وتبدأ النتيجة العلاجية بالظهور من اليوم الثالث لتنفيذ الحقن حيث يبدأ التدرج في تحسن الحالة الصحية للمريض من اليوم الثالث إلى اليوم السابع، وخلال هذه المدة الزمنية البسيطة يبدأ الألم والتنميل في الإختفاء التدريجي. ثم يُوصى المريض بتغيير نمطه الحياتي بإتباع وسائل الوقاية المذكورة سابقًا.
ما هي التمارين الرياضية الممنوعة على مصابين عرق النسا؟
نوَّه “د. إحسان” إلى أن التمارين الرياضية تنقسم إلى ثلاثة أنواع هي:
التمارين العنيفة: مثل حمل الأوزان الثقيلة والركض والوثب، وفيها يحدث الضغط على العمود الفقري وبالتالي إمكانية خروج المادة الهلامية من الديسك وتسببها في إلتهاب العصب الوركي، وهذا النوع من التمارين الرياضية ممنوع على المريض ممارستها تمامًا.
التمارين المتوسطة: مثل المشي، ويُسمح به إذا كان الإلتهاب بسيط ووزن الجسم خفيف أو مثالي، ويُسمح أيضًا بالقليل من الهرولة للمساعدة في إستطالة وقوة عضلات الساقين والظهر.
التمارين الخفيفة: وهي التي لا يحدث معها أي ضغط على العمود الفقري، وهي مثل تمارين السباحة أو ممارسة التمارين الرياضية بشكل عام ولكن في الماء، وهذا النوع من التمارين أحد مكونات العلاج الفيزيائي الموجود في برنامج العلاج الأولي في بدايات مرض عرق النسا، ويُفضل ممارسته أيضًا بعد إتمام العلاج بحقن العصب بمضادات الإلتهاب.
لماذا تُصاب غالبية الحوامل بعرق النسا؟
اختتم “د. إحسان” قائلًا: إذا كان الألم قديم وزادت حدته مع الحمل فيكون ذلك بسبب الضغط الناتج من ثقل زيادة الوزن بفعل الحمل أو كنتيجة لضغط الجنين على شبكة الأعصاب الموجودة في الحوض أو للسببين معًا، وفي النهاية هي أعراض مؤقتة ووهمية تشبه أعراض عرق النسا إلا أنها ما تلبث أن تختفي بعد إتمام الولادة. ومع حالات الألم الشديد قد يُوصف للحامل بعض المسكنات مع إلزامها بممارسة بعض التمارين العلاجية في الماء.