ما هو مرض الضغط الشرياني؟
قال الدكتور “أحمد الحجوج” استشاري الأمراض الباطنية: الضغط الشرياني من الأمراض المزمنة الأكثر شيوعًا بين الناس، وهو يحتل المرتبة الثانية بعد مرض السكري من حيث الإنتشار والخطورة، ويُعرف الضغط الشرياني في الأوساط الطبية بالمرض الصامت القاتل لأن معظم المرضى لا يشتكون من أعراض له إلا بعد تعاظم المرض وتطوره، والضغط الشرياني من الأمراض المزمنة التي تُصيب كل الفئات العمرية والأعراق والجنسيات إلا أن أقلهم إصابة هم اليابانيين لأنهم لا يعتمدون على ملح الطعام في تغذيتهم مقارنةً بالشعوب الأخرى، أما الأجناس الإفريقية ذات البشرة السمراء فتكثر إصابتهم بالضغط الشرياني الخبيث.
والضغط بشكل عام هو القوة الدافعة التي تأتي من القلب عند ضخ الدم، وإذا ما توقفت مضخة الدم عن العمل توقفت معها حياة الإنسان لا محالة، فعندما يُضخ الدم من القلب إلى الشريان الأبهري أو الشريان الأورطة فإن قوة الضخ تُسمى بالضغط، ولما ينقبض القلب ليزيد من قوة دفع الدم في الشرايين يُسمى الضغط الإنقباضي، ولما يأخذ الدم دورته ويعود إلى القلب ينبسط القلب لإستقبال الدم فهنا يُعرف بضغط الدم الإنبساطي.
وأردف “د. أحمد” قائلًا: تشخيص مرض الضغط الشرياني يلزمه قياس القوة الدافعة لأكثر من مرة بحيث لا تقل عن أربع مرات ولأكثر من موقف مُجهد للجسم كما يتم القياس في أزمان مختلفة خلال اليوم، لأن الخلل في معدلات الضغط الشرياني ستظل ظاهرة مهما اختلفت ظروف القياس وأوقاته، أما الإرتفاعات المؤقتة للضغط الشرياني فستحدث عند حالات التوتر الشديدة التي يُفرز معها الجسم كميات كبيرة من الأدرنالين تؤدي إلى تسارع ضربات القلب وبالتالي إرتفاع الضغط ولكن بعد الهدوء من التوتر ستعود الأمور إلى نصابها.
والمعروف طبيًا أن الضغط الإنقباضي إذا قِيس بمستويات أعلى من 140 فهو نذير بإرتفاع الضغط الشرياني، وإذا ما قِيس الضغط الإنبساطي بمستويات أعلى من 90 فهو نذير أيضًا لإرتفاع الضغط الشرياني. ولتأكيد مؤشرات الضغط يتم قياسه بالأطراف العلوية والأطراف السفلية في الجسم بواسطة جهاز الضغط المعروف شكلًا لكل الناس.
ما هي أسباب الإصابة بإرتفاع الضغط الشرياني؟ وما مضاعفاته الصحية على الجسم؟
أشار “د. أحمد” إلى أن إرتفاع الضغط الشرياني ينقسم إلى ثلاثة أنواع هي الضغط الأساسي والثانوي والخبيث. وإرتفاع الضغط الأساسي يُصيب كبار السن ومرضى السكري عادةً وهو غير معروف الأسباب إلى الآن.
أما إرتفاع الضغط الثانوي فله عدة أسباب تتعلق بأمراض معينة في أعضاء معينه من الجسم، ومنها إصابة الكُلى بحصوات أو أكياس أو إلتهابات الكُلى أو ضيق بالشريان الكُلوي المُغذي للكُلى، أو الإصابة بخلل في وظائف الغدد الكظرية الموجودة فوق الكُلى. والسر في إرتباط أمراض الكُلى بإرتفاع الضغط الثانوي هو إفراز الكُلى حال مرضها بالأمراض المذكورة مواد الـ (ريجينين) والـ (لاجوتيرسين) مما يؤدي إلى إحتباس الملح في الجسم، والملح من العوامل الأساسية في إرتفاع الضغط الشرياني، وكذلك الخلل بوظائف الغدة الكظرية يُفرَز معه مواد الـ (ألديسيرون) وهي من حابسات الملح أيضًا. كذلك أمراض الغدد الصماء مثل الغدة الدرقية وجاراتها، فعند مرض هذه الغدد يتم إفراز كميات كبيرة من الكالسيوم في الجسم مما يؤدي حتمًا إلى إرتفاع ضغط الدم الشرياني. ويُضاف إلى ما سبق من أسباب عوامل مرضية أخرى مثل مرض السمنة ومرض العملقة في الأطراف (مرض كوشن).
أما الضغط الشرياني الخبيث ففيه يصل الضغط الإنقباضي إلى ما فوق الـ 200 ويصل الضغط الإنبساطي إلى ما فوق الـ 130، وسُمي بالخبيث لمضاعفاته الصحية الخطيرة التي تؤثر على العيون، وقد يسبب الجلطات الدماغية والنزيف الدماغي والغيبوبة. ولا يوجد لهذا النوع من إرتفاع الضغط أسباب ظاهرة سوى الإصابة بإرتفاع الضغط ثم تطور الحالة إلى هذه الدرجات من الإرتفاع، وينتشر أكثر بين الأفارقة من أصحاب البشرة السمراء.
وأكد “د. أحمد” على أن مضاعفات إرتفاع الضغط الشرياني بكل أنواعه هي:
• الجلطات الدماغية والنزيف الدماغي.
• التشنجات.
• الجلطات القلبية.
• تضخم عضلة القلب.
• قصور في وظائف القلب.
• القصور الكُلوي.
ما هي الأعراض الأساسية لإرتفاع الضغط الشرياني؟
أبرز أعراض إرتفاع الضغط:
• صداع بالرأس من الخلف.
• الإنهاك العام.
• تشوش الرؤية (زغللة العين) أو عتامة الرؤية.
• ظهور وذمات بالساقين أو الصدر.
• ضيق في التنفس.
ما علاج الضغط الشرياني؟
اختتم “د. أحمد الحجوج” حديثه قائلًا: علاج إرتفاع الضغط الشرياني يبدأ بإتباع حمية غذائية خالية من الملح والدهون مع ممارسة الرياضة. ثم بعد الحمية تأتي العلاجات الدوائية والتي توصف بناءًا على السبب الأساسي لإرتفاع الضغط لعلاجه وبالتالي ضبط معدلات الضغط. والإلتزام بالحمية الغذائية وتناول الأدوية يساهم كثيرًا في السيطرة على معدلات الضغط والوقاية من مضاعفاته على الجسم.