يعاني الكثير من الناس من مشكلة الصداع وهي المشكلة الشائعة، وعلى الرغم من الانتشار الواسع لآلام الرأس فإن لكل نوع أعراضه وأسبابه ومدته التي تختلف من نوع لآخر، كما أن الصداع يتراوح في شدته ما بين البسيط إلى الشديد وقد يكون الصداع سبباً في عدم قدرة المصاب به على القيام بمهامه اليومية وأنشطته الاعتيادية.
ما هو مرض الصداع وما هي أنواعه؟
ذكر الدكتور تامر زيدان ” أخصائي المخ والأعصاب ” أن الصداع يُعد أحد أكثر الأعراض شيوعاً في العالم حيث يعاني أكثر من 90% من سكان الكرة الأرضية من الصداع مرة واحدة في العمر وأكثر من 50% منهم يشتكون من أعراض الصداع مرة في السنة الواحدة.
لا يمكننا القول بأن كل أنواع الصداع تستدعي منا زيارة الطبيب، لذلك يجب التفريق بين أنواع الصداع من حيث الشدة والفترة العمرية حيث أن صداع الأطفال يختلف عن صداع الكبار وكبار السن.
تختلف أنواع الصداع بين الصداع الأوَّلي وهذا عادة ليس له سبب محدد ويكون نتيجة آلام في فروة الرأس ويندرج تحته أكثر من 300 نوع من الصداع بينما هناك الصداع الثانوي وهذا يأتي نتيجة بعض الأمراض مثل ارتفاع الضغط واضطراب الأملاح والهرمونات في جسم الإنسان بجانب بعض الأنواع الأخرى من الصداع المرتبطة بالرياضة والإجهاد وقلة النوم.
يُعد الصداع الأوَّلي هو أشهر أنواع الصداع والذي ينقسم إلى 4 أنواع أساسية هي الصداع النصفي أو الشقيقة والصداع التوتري أو التشنجي والصداع الآخر وهو المرتبط بالإفراط في استخدام الأدوية والمسكنات بجانب الصداع العنقودي – وفق ما ذكره الطبيب.
ما هي أماكن الشعور بالألم في أنواع الصداع المختلفة؟
يجدر الإشارة إلى أن مكان الألم من الأمور الهامة في تحديد نوع الصداع، ففي حالة الصداع النصفي أو الشقيقة عادةً ما تصاب جانب الوجه ويكون نابض ومتوسط إلى شديد من حيث شدته واستجابته تأتي على بعض المسكنات البسيطة.
أما الصداع التوتري فعادةً ما يكون مثل الرباط حول الدماغ كما أن الصداع المرتبط بتحسس الجيوب الأنفية فإنه يأتي في مقدمة الرأس وحول عظمة الوجنتين بينما الصداع العنقودي يتمركز عادةً حول أو خلف العين ويصاحبه بعض الأعراض كالتعرق وزيادة الدموع وزيادة إفرازات الأنف، بالإضافة إلى أن الصداع المرتبط بالإفراط في استعمال الأدوية عادةً ما يكون له علاقة بسوء استخدام المسكنات لفترات طويلة وليس له مكان محدد في الدماغ للإصابة به.
أما بعض الأنواع الأخرى من الصداع كالصداع المرتبط بالتهاب العصب الفقاري الثاني فهذا يسبب الصداع الخلفي للدماغ بينما بعض أنواع الصداع المرتبطة بارتفاع ضغط الدم عادةً ما تصيب مقدمة أو أعلى الرأس.
كيف يمكن التعامل مع الصداع عند الإصابة به؟
يعتمد استعمال الأدوية في حالة الإصابة بالمسكنات على أكثر من عامل لأن هناك بعض أنواع الصداع التي لها علاقة بالإجهاد ونقص النوم ونقص السوائل وزيادة الإفراط في شرب الكافيين، لذلك عند الشعور بالصداع يجب علينا معالجة المحفزات قبل التوجه لاستعمال الأدوية المسكنة لأن الإفراط فيها قد يتسبب في الشعور بأعراض الصداع كما سبق الذكر مثل المرضى الذين يعانون من الحمى والتهاب السحايا.
على الرغم من ذلك، يجب زيارة الطبيب في حالة استمرار الصداع لفترات طويلة أو في حالة مصاحبة الصداع لبعض الأعراض الأخرى كضعف النظر وازدواجية الرؤية واضطراب الوعي والاتزان والشعور بالحمى إلخ إلخ..
تابع ” زيدان “: في بعض أنواع الصداع كـ”التوتري” أو الصداع الناتج عن الإجهاد يمكننا الاستعانة ببعض مكعبات الثلج ووضعها في مكان الألم مما يؤدي إلى التخفيف من أعراض الصداع، وفي حالة أن الصداع مرتبط بالإجهاد يجب علينا أخذ الراحة الكافية قبل أخذ مسكنات الألم.
يجدر الإشارة كذلك أن الرياضة لها دور في تقليل عدد نوبات وشدة الصداع وتحسن من تدفق الدم للدماغ ماعدا بعض أنواع الصداع المرتبطة برياضات معينة.