هل الشرى نوع من أنواع الحساسية بالجلد؟
قال “د. إسكندر امسيح” اخصائي الأمراض الجلدية. أن الناس يعتقدون أن الأرتيكاريا أو الشرى نوع من أنواع الحساسية بالجلد، وهو شيء شائع ومنتشر في مجتمعنا، كثير من المرضى يأتون على الطورائ الخاصة بأمراض الجلدية يأخذون حقنة الكورتيزون لعلاج هذا المرض ويعتقدون أنه مثل الحساسية، وهي فعليًا جزء من الحساسية ولكن لها عدة أسباب، فهي تظهر مثل بقع جلدية حمراء بمنطقة معينة أو في الجسم كله، ولكن ما يميزها أنها تظهر فجأة وتختفي فجأة، فهي تكون بقع حمراء وباهته من المنتصف، يأتي المريض للطوارئ لأنها أزعجته من كثرة الحك، فيعتقد أنه لديه حساسية من الأكل، ويتذكر ما الذي أكله، ولكنها فعليًا لها عدة أسباب، والأكل من أقل تلك الأسباب، في الصغار يمكن أن تكون من الأكل، لكن في الكبار يكون الأكل من أقل الأسباب.
أسباب مرض الشرى بشكل عام سواء للأطفال أو الكبار
وتابع د. “امسيح” أن الأرتيكاريا تقسم بشكل عام إلى شرا حادة أو شرا مزمنة، وكل منهما له أسبابه، الشرى الحادة هي التي تظهر فجأة وتختفي خلال 24 ساعة ولم تتكرر بصورة كبيرة، لكن الشرى المزمنة هي التي تتكرر بصورة كبيرة حوالي مرتين في الأسبوع لمدة ستة أسابيع وأكثر، فهي تصبح مزمنة مع الشخص وتظهر ثم تختفي.
وأضاف أن 50% من الشرى الحادة تكون غير معروفة السبب، و 40% منها تكون بسبب التهاب فيروسي خاص بالجهاز التنفسي، يكون المريض أصابه منذ فترة رشح أو مغص فظهرت كرد فعل لهذا الفيروس، و 9% منها تكون ناتجة عن أدوية يتناولها المريض، فيجب مراقبة الأدوية التي نتناولها لأن كثير من الأدوية خاصة المضاد الحيوي والمسكنات تسبب في رد فعل للجلد يسبب حساسية، كما أن 1% فقط من الشرى تكون بسبب الأكل، على عكس ما يعتقده الناس أن السبب الرئيسي للشرى هو الأكل.
وأردف “د. إسكندر” أن الشرى المزمنة تهمنا بشكل أكبر، لأن المرضى عندما يأتون للعيادة نضع لهم علامة بالقلم على مكان الشرى، ونطلب منهم مراقبة الشرى إذا اختفت خلال 24 ساعة تكون شرى مطمئنه، إذا ظلت الشرى أكثر من 24 ساعة بنفس الموقع نبدأ في التفكير بأمراض مناعية مثل وجع المفاصل أو الحرارة، ونتعمق بالفحوصات أكثر ولا نترك المريض.
وأضاف أن 45% من الشرى المزمنة ليس لها سبب، و 20% من الشرى المزمنة تصاحب أمراض مناعية، هذه الأمراض المناعية تتمثل في أمراض الروماتيزم، كما أن 25% منها تظهر نتيجة شيء معين حسس الجلد مثل الأسباب الميكانيكية، فهناك مرضى مجرد أن يحك الجلد تظهر الشرى، وليس مثل أي إنسان لكن يرتفع مستوى الجلد وينتفخ، وهذه تحدث ل 10% من الناس طبيعية ولا تخيف.
من أنواع الشرى هو التورم، وينتج إذا تعرض الجسم للضغط على منطقة معينة أكثر من 30 دقيقة خاصة في الرجال، مثل الملابس أو الحزام أو الحذاء، تجد مكان الضغط تورم.
هناك شرى آخر يظهر عن طريق الاهتزاز، فمثلًا بعض الأشخاص عندما يقودون الدراجة البخارية تتورم ايديهم نتيجة اهتزاز المقود.
من الأسباب غير الميكانيكية للشرى هو التعرض للشمس، وتغيير الطقس، والتعرض لأي درجة حرارة مياه، فنضطر لإعطاء المريض أدوية على فترات طويلة.
كيف يمكن للأطفال الإصابة بالشرى؟ وهل الأكل من أسباب إصابة الأطفال به؟
وأوضح د. “إسكندر امسيح” أنه في حالة إصابة الأطفال بالشرى نفكر في الإصابة بالشرى الحادة أكثر، لأنه بالتأكيد لا يوجد عندهم أمراض مزمنة أو أسباب مناعية لكي يصابوا بالشرى المزمنة، فنتجه لإصابتهم بالشرى الحادة، وفي معظم الحالات لا نجد للشرى أي سبب، ولكن أحيانًا يكون الأكل أو اللبس من أسباب الإصابة، أو تكون الشرى غير معروفة السبب وتختفي بنفسها.
في هذه الحالة نعطي للأطفال “antihistamine” لفترة زمنية معينة، ويعد هذا من أهم طرق العلاج، لأن سبب الشرى هو النفاذية للأوعية الدموية، فتفرز مادة الهيستامين، فتوسع الأوعية وتخرج البلازما وتسبب هذه الشرى.
علاج مرض الشرى
أكد د. “إسكندر” أن أهم شيء للعلاج هو معرفة السبب والابتعاد عنه، ودائمًا نؤكد على المريض ألا يحك في الشرى، ويضع أي شيء بارد على الجسم حتى يمنع هذا الحك، لأنه كلما زاد الحك كلما زاد الشرى، فالفكرة هنا هي الإبتعاد عن المسبب ثم العلاج بالأدوية.
كما أن العلاج بالأدوية يبدأ ب “antihistamine”، فهو يعمل على مستقبلات الهيستامين ليمنع الحكة، إذا لم تتحسن الأمور نرفع الجرعة لأربعة حبات في اليوم أو نغير نوعه، وآخر شيء نرجع إليه هو الكورتيزون ولكنه غير محبذ، لأنه يسبب ردة فعل غير جيدة للجسم إذا انقطع عنه، كما أن الكريمات التي تحتوى على كورتيزون لا تعالج الحكة بل تسكنها، كما أننا لا نفضل بقاء الكورتيزون السطحي لفترة كبيرة على الجلد.
الشرى أحيانًا تتصاحب مع الوذمة الوعائية، فيستيقظ المريض يجد شفائفه أو عيونه منتفخة، فإذا ظهرت هذه الأعراض مع أعراض الشرية يكون هذا مطمئنًا، أما إذا ظهرت أعراض النفخة بدون أعراض الشرى بالجسم يكون الموضوع خطرًا، لأنه إذا حدث انتفاخ بالحلق من الداخل أو بالمعدة يمكن أن تسبب اختناق للمريض صباحًا ويحدث ضيق تنفس، هنا نحاول أن نميز هل هي بسبب وراثي عنده أو مكتسبة، ونحتاج لعمل فحوصات دم ضرورية، وأحيانًا نعطي للمريض إبرة إحتياطية حتى إذا أصابته هذه الأعراض فجأة يأخذ تلك الإبرة حتى لا يحدث له أي شيء خطير.