في موضوعنا هذه الحلقة سنتناول وباء عدته مُنظمة الصحة العالمية من الأوبئة العالمية وهو مرض السكر وتم إختيار يوم 14 نوفمبر يوم عالمياً للسكر لبيان ضرورة الإهتمام بهذا المرض والتوعية بمخاطرة ومُضاعفاته لدى الأطفال.
ما هو مرض السكر بالتفصيل
السكر: عبارة عن مرض ناتج عن ضعف الجسم عن إنتاج الأنسولين وعدم القدرة على امتصاصه لتذبذب مستوى السكر في الدم، حيث أن وظيفة البنكرياس هي إنتاج الأنسولين وعند إصابة البنكرياس بضرر أو خلل لا يستطيع إنتاجه بشكل طبيعي، والذي يُصعب عملية نقل السكر إلى خلايا الجسم، وبالتالي حصوله على الطاقة التي تُمكنها من أداء وظائفها على أكمل وجه.
الأطفال يُصابون بالسكر من النوع الأول حيث يمنع البنكرياس من إنتاج الأنسولين ويُهاجم أنسجة الجسم وجهاز المناعة وتختلف أعراض الإصابة بالسكر عند الأطفال ومنها التبول اللاإرادي والأكل الكثير والشعور بالعطش الدائم واضطرابات النظر والإحساس بدوار من فترة إلى أخرى واضطرابات المعدة وفي بعض الأحيان فقدان الإحساس بالأطراف، داء سُكري الأطفال هو أحد الأمراض التي تُشكل للطفل ومن حوله ما يشبه بالأزمة ويجعلهم في حالة استنفار دائم لما يتطلبه هذا المرض من متابعة دورية ومراقبة دقيقة ونظام غذائي صارم من أولياء الأمور.
أشارت دكتورة إلهام الأميري ” استشاري أطفال سُكري وغدد صماء بمستشفى القاسمي” إلى أن مرض السكر بشكل عام هو مرض مُزمن يرتفع فيه السُكر بالدم بوجه عام، وهو يُصيب الكبار والصغار على حد سواء وله عدة أنواع، ويُمكن الإشارة إلى أن عدم الاهتمام بالسكر له مُضاعفات خطرة، ولكن الجيد في الأمر أنه يُمكن السيطرة على هذا المرض كما يوجد بعض الأنواع يُمكن الوقاية منها.
أنواع مرض السكر
ولتقسيم السكر عند الأطفال أشارت الدكتورة إلهام الأميري إلى أن مرض السكر عند الأطفال هو نفسه عند الكبار ولكن بنسب تتفاوت، فمثلاً عند الكبار ينتشر أكثر النوع الثاني من السكر وهذا النوع يُمكن الوقاية منه أو تأجيل حدوثه بينما الأطفال والفئة الشابة ينتشر لديهم النوع الأول من السكر بنسبة 90%، وعامة يكون في عمر الطفولة. (نظرة على أنوعه).
وللحديث عن التفرقة بين النوع الأول والثاني من السكر أوضحت الدكتورة إلهام أنه بداية كان الأطباء يُفرقون بين النوعين بوصف ” سُكري الأطفال وسُكري الكبار” وقد تبين عدم دقة التفرقة بحسب السن لأنه وبحسب إشارتها أن النوع الأول يُمكن أن يُصيب الكبار” بعد 18 سنة”، كما يُمكن للسُكري من النوع الثاني يُصيب الأطفال، ولذلك تم تقسيم أنواع السكر بالنوع الأول والنوع الثاني وحسب، دون النظر لربطه بالفئة العمرية والتفرقة على أساسها وإنما على أساس أسباب المرض، فالنوع الأول من السكر سببه خلل في جهاز المناعة وليس له علاقة بالسُمنة وكذلك لا يُمكن الوقاية منه في الوقت الحالي، بينما النوع الثاني من السكر له عوامل وراثية مثله مثل النوع الأول ولكنه يرتبط أيضا بوجود تاريخ عائلي قوي كما يرتبط أيضاً بوجود السُمنة المُفرطة ومُمارسة نمط حياة غير صحي، ولذلك يُصاب الأطفال بهذا المرض الذي كان يرتبط وجوده بسن ما بعد الأربعين سنة تقريباً، وأصبح الأطفال في عمر تسع سنوات وسن المُراهقة يُصابون بالسكر من النوع الثاني والذي كان يُطلق عليه سُكري البالغين بسبب السُمنة المُفرطة وعدم ممارسة الرياضة والأغذية السريعة وكذلك يُمكن أن يكون بسبب عوامل بيئية أخرى غير مُكتشفة حتى وقتنا الحاضر.
أسباب مرض السكر
وأشارت دكتورة إلهام الأميري إلى أن التركيز في هذه الحلقة على السكر من النوع الأول والأكثر شيوعاً سبب هذا النوع من السكر هو وجود خلل مناعي موجود في الجهاز الوراثي نفسه، ومن المعروف أن الله -سبحانه وتعالى- خلق لنا جهاز المناعة لحماية الجسم من الأمراض ومُجابهة أي جسم غريب يدخل جسم الإنسان، فالطفل المريض بالسكر يكون لديه خلل في الجهاز المناعي ولكن هذا الخلل قد يظهر في مرحلة ما قبل سنة من العمر، وقد يظهر بعد عمر الطفولة وفي مرحلة الشباب. ولا أحد حتى الآن يعلم لماذا يظهر مرض السكر مُبكراً ولماذا يتأخر ظهوره في بعض الأحيان، ولكن وبالرغم من ذلك بحسب إشارة دكتورة إلهام الأميري أنه توجد ( نظرية تقول بأن فيروس يدخل الجسم وبسبب خلل في جهاز المناعة لا يستطيع جهاز المناعة التعرف على أن الفيروس مُختلف عن خلايا بيتا الموجودة في البنكرياس، فيبدأ الجهاز المناعي بُمهاجمة الفيروس ولكنه أيضاً يُهاجم خلايا بيتا الموجودة في البنكرياس وهي المسئولة عن إفراز الأنسولين ويقوم بتدمير هذه الخلايا بشكل تدريجي إلى أن تظهر الأعراض بسبب نقص خلايا إنتاج الأنسولين، وبناءً على هذه النظرية يُمكن القول بأن الجسم يُهاجم خلاياه أي يُهاجم الجسم نفسه ويتولد عنها أمراض تُسمى ” أمراض المناعة الذاتية”).
ومن الجدير بالذكر أن جانب أخر وسبب أخر من أسباب مرض السكر أنه قد لا يكون بسبب عامل وراثي حيث تقل مناعة الجسم ويبدأ في مُهاجمة خلايا تزامناً مع مُهاجمة الأجسام الغريبة، أشارت الدكتورة إلهام أنه غالباً أول طفل في الأسرة يكون مُصاب بالسكر فيتعجب الأهل بسبب عدم وجود عامل وراثي في العائلة سبق إصابته بالسكر، فيتم إخبار أهل الطفل المريض أنه يُمكن أن يوجد تاريخ عائلي للإصابة بأمراض وراثية أخرى كالإصابة بأمراض الغدة الدرقية مثلاً أو أمراض الغدة الكظرية أو أمراض الصدفية، وكذلك أنواع أخرى من أمراض المناعة الذاتية قد يكون مُصاب بها أحد من أقارب الطفل المريض بالأم أو الخالة أو العم وغيره من الأقارب فكل هذه العوامل تزيد من معدل إصابة الطفل بالسكر، ولكن بحسب إشارتها أنه ليس فقط العامل الوراثي المعول عليه في إصابة الطفل بالسكر وإنما أيضاً يكون الطفل مُعرضاً جينياً في حالة نشاط فيروس مُعين داخل الجسم وظهور الخلل المناعي فبالتالي يتطور هذا المرض ويظهر السكر في هذه الحالة بسبب خلل جيني في جهاز المناعة وليس عامل وراثي فقط، وتُمثل الدكتورة إلهام الأميري لأهل الطفل المريض أسباب الإصابة بالسكر بمثال طاولة زجاجية وطاولة حديدية، فالطاولة الزجاجية تكون مُعرضة للكسر ولكن عن طريق عامل خارجي كالمطرقة، بينما الطاولة الحديدية غير مُعرضة للكسر أصلاً، وبالتالي فالعامل الخارجي قد يؤدي إلى حدوث هذا الخلل، ويُمكن التمثيل أيضاً أنه في حالة الأطفال التوأم قد يُصاب أحد الطفلين بالسكر بينما لا يُصاب الآخر به بالرغم من تشابه وتطابق التوأمين فهذا السكر غير وراثي 100% فحتى وقتنا الحاضر فإن طريقة تطور المرض وحدوثه في الأساس غير واضحة جداً.
أوضحت الدكتورة إلهام أن النوع الأول من السكر ليس له أسباب مُباشرة للحدوث حتى لا يلوم الأهل أنفسهم فليس لأنماط الحياة غير الصحية أو تناول السكرات سبب مُباشر في حدوث النوع الأول من مرض السكر وبالرغم من ذلك فإن الأسباب السابقة تُعجل بظهور أعراض السكر ولكنها قد لا تكون السبب المُباشر في حدوثه، فهذا النوع الأول يكون بسبب خلل في الجهاز المناعي كما سبق القول.
وأشارت سيادتها أيضاً إلى أنه يوجد أقوال ونظريات تُشير إلى أن الرضاعة الطبيعية وكذلك تناول فيتامين د في خلال السنة الأولى من عمر الطفل تُقلل من فرص الإصابة بأمراض كثيرة منها مرض السكر ولكن في النهاية هذه النظريات لم تثبت يقيناً حتى الآن.
أعراض مرض السكر
وبالحديث عن أنواع مرض السكر وأعراض ظهورها سواء النوع الأول أو النوع الثاني فإن الأعراض مُتشابهة إلى حد كبير، كما يوجد أيضاً من الأنواع ما يُسمى سُكري الرضع أو سُكري الولادة ويظهر قبل ستة أشهر وهذا النوع ” وراثي بحت” وأحياناً يختلف علاجه عن علاج النوع الأول والثاني.
أما عن الأعراض وطرق العلاج:
1. العطش الشديد بسبب السكر.
2. التبول الزائد لمحاولة الجسم التخلص من السكر عبر التبول مما يؤدي إلى حدوث الجفاف إذا لم يتم تعويض السوائل المفقودة، وإذا استمر ارتفاع السكر بالجسم فإن الأخير يبحث عن مصادر بديلة للطاقة فيبدأ الجسم بتكسير الدهون والعضلات مما يؤدي إلى حدوث الضعف العام بالجسم وارتفاع بالأجسام الكيتونية مما يُسبب آلام البطن وزغللة العين وتغير في درجة الوعي وإذا لم تُكشف هذه الأعراض مُبكراً يدخل الطفل في غيبوبة كيتونية مما يتطلب دخول الطفل المريض العناية المُركزة.
ماذا عن سكر الحمل
أوضحت الدكتورة إلهام الأميري عند سؤالها عن سُكر الحمل بأنه لا تُعاني المرأة منه قبل الحمل ومن ثم بما أنها أُصيبت بسُكر الحمل تكون أكثر عرضة للإصابة بمرض السكر وعليها حينذاك المُتابعة الدورية كل عام أو عامين على حسب تقرير الطبيب عن الحالة، كذلك الطفل للمرأة الحامل التي أُصيبت بسُكري الحمل يكون مُعرضاً للإصابة ببعض المُضاعفات نتيجة عدم السيطرة على السُكر عند الأم في هذه الفترة هذه المُضاعفات زيادة وزن الطفل زيادة كبيرة، كذلك نقص السُكر بعد الولادة وكذلك يُمكن التعرض لبعض العيوب الخلقية بعد الولادة على حد وصفها، فمن المهم جداً للحامل أن تُحافظ على نسبة السُكر الطبيعية في الدم بأن تنتظم بتناول العلاجات بالحبوب أو الأنسولين حسب الطبيب المُعالج، وكذلك الاستمرار على الحِمية. أما بخصوص الطفل فقد ينخفض لديه السُكر عند الولادة مما يؤدي إلى زيادة احتمال إصابته بالسكر من النوع الثاني أعلى من باقي الأطفال.
وماذا أيضاً عن سكر الولادة
أما عن سُكر الولادة فإنه يختلف عن باقي أنواع مرض السكر الأخرى حيث يظهر هذا النوع في عُمر أقل من ستة أشهر بعد الولادة ويُمكن التأكد من هذا النوع عن طريق إجراء فحوصات الجينات فإذا ثبت إصابة الطفل بسُكري الحمل أو بأي من تلك الأمراض الولادية، فتعتمد طريقة العلاج على نوع الجين المُصاب فالبعض يلجأ إلى العلاج بالأنسولين والبعض الأخر يُعالج بالحبوب وهذا النمط من تعدد العلاج في سُكري الولادة فقط.
• وبالنظر إلى النوع الأول من مرض السكر فإنه قد يظهر من بعد عُمر الستة أشهر إلى عمر الشباب وقد يمتد إلى عُمر الثلاثين حتى وهذا النوع يُمكن التأكد من ظهوره عن طريق إجراء التحاليل التي يتبين منها أن نسبة خلايا بيتا تكون مُرتفعة بالجسم وتكون نسبة الأنسولين مُنخفضة بالدم أما عن علاج النوع الأول فإنه فقط عن طريق الحقن بالأنسولين بالرغم من محاولات عدة للعلاج بطرق أخرى بديلة ولكن حتى الأن بالنسبة للأطفال فإن العلاج فقط يكون بالحقن بالأنسولين.
أوجه التشابه بين أنواع داء السكر
ويُمكن القول بتشابه أعراض النوع الأول والثاني من مرض السكر ولكن تختلف حدتها، فتكون حدة النوع الأول من السكر شديدة لأنه يحدث في وقت قصير فقد يُصاب الطفل بالمرض من النوع الأول في غضون شهر ونصف أو شهر ويُمكن في خلال أسابيع وربما في يوم واحد فقط، فهذه الأعراض تكون حادة بشكل كبير وواضحة جداً من حيث ظهور الإرهاق الشديد على الطفل وانخفاض الوزن والتبول بكثرة والتبول اللاإرادي أحياناً ويجب على الأهل في المنزل والمُدرسي أيضاً في المدرسة التنبه لمثل هذا العرض، أما بخصوص أعراض التبول عند الطفل الرضيع الذي لا يستطيع التحدث بما لديه فعلى الأم مُلاحظة تغيير الحفاض في أوقات مُتقاربة وامتلائها بكمية كبيرة من البول وكذلك مُلاحظة أعراض الجفاف على الرضيع.
– أما النوع الثاني من السكر فإن الأعراض تكون بطيئة في الظهور إلى حد كبير، ولا يتثنى مُلاحظته إلا عن طريق الفحص، ولذا يُنصح الإماراتيون خصوصاً وجميع الشعوب عموماً بإجراء الفحص الدوري لمن هم في فئة أكبر من عُمر أربعين عاماً، وخاصة أيضاً من عانت مُسبقاً من سُكري الحمل أو من يُعانون من السُمنة ومن لديهم تاريخ عائلي للسُكري وكذلك المدخنين والمصابين بضغط الدم كل هؤلاء مُعرضون بشكل كبير للإصابة بمرض السكر لذلك يجب عليهم الفحص الدوري للسُكري من النوع الثاني والذي قد لا يظهر له أي أعراض سوى بطء التئام الجروح وكثرة الإصابة بالدمامل والفطريات.
أما بالنسبة للرُضع والذي قد يصعب على الأهل معرفة إصابته بالسكر فإن الطفل الرضيع إذا كان بالمُستشفى لسبب ما فإن الأطباء يقومون بفحص السكر بشكل روتيني للأطفال ويُمكن أن يُكتشف السكر بالمُستشفى، أما عند عودة الرضيع المنزل يُمكن اكتشاف المرض من خلال أعراضه التي سبق الحديث عنها وهي التعب الشديد وكثرة التبول وعدم القدرة على الرضاعة بشكل سليم وطبيعي فإنه يحتاج عدد أكثر بكثير من الرضعات ويزيد التبول بشكل كبير، ولكن قد يصعب على الأم اكتشاف هذه الأعراض لصعوبة التفرقة بين ما هو طبيعي وغير طبيعي، ففي هذه الحالة وعند وصول الطفل للمُستشفى أو حتى البالغ يجب أن يكون جزء من الفحص هو قياس مرض السكر ومعرفة نسبته في الدم.
أسئلة ومعلومات هامة حول مرض السكر
• وقد أجرى أحد المُتابعين للبرنامج اتصال للدكتورة إلهام أوضح فيه أن ولده الذي يبلغ من العمر 13 عاماً كان مُصاباً بالسكر منذ عام ونصف العام من ولادته وأنه في البداية كان يُعالج عن طريق الحقن بالأنسولين وبعد ذلك تغيرت خطة العلاج للعلاج بمضخات الأنسولين التي أظهرت نتائج ممتازة في حالة الطفل المريض فيسأل المُتابع عن مدى إمكانية تحويل المضخة إلى بنكرياس اصطناعي في المُستقبل؟
– أجابت الطبيبة بأن المضخة الحالية المتوفرة بالإمارات العربية المُتحدة وهي أحدث مضخة والتي يُطلق عليها اسم ” G640″ وهذه المضخة ليست بمثابة بنكرياس اصطناعي لأنه وعلى حد قولها أن البنكرياس الاصطناعي متواجد في الولايات المتحدة الأمريكية ولأسواق الأوروبية ومن المُحتمل في المُستقبل القريب تواجده في الأسواق العربية إن شاء الله وذلك على حد تعبيرها، وللتفرقة بين مضخة الأنسولين والبنكرياس الاصطناعي أن مضخة الأنسولين تعتمد على إعطاء الأنسولين وضخه بصفة مُستمرة بنسبة مُعينة وبشكل ثابت كل يوم يتم تحديده بشكل مُسبق من قبل الأطباء، وعلى الأهل في وقت انخفاض السكر أو حدوث مشاكل عند الأهل الضغط على بعض المقابس لإعطاء جرعة إضافية ومُلحق بالمضخة جهاز استشعار يُمكن من قراءة وقياس مستوى السُكر بالدم دون الحاجة للوخز المُستمر عن طريق الإبر، ثم يقوم جهاز الاستشعار بتبليغ المضخة آلياً عن نسبة السُكر بالدم، ولكن هذه المضخة في نسختها الحالية تستطيع فقط أن تفصل الأنسولين في حالة حدوث هبوط أو بالليل أو في حالة حدوث آلام وتنبيه ولكن الأهل لا ينتبهون لمثل هذه التنبيهات فتقوم المضخة بفصل إعطاء الأنسولين ذاتياً لمنع وتفادي حدوث مُضاعفات.
– وللتفرقة بين مضخة الأنسولين وجهاز البنكرياس الاصطناعي أجابت الدكتورة إلهام الأميري بأن هذا الأخير أشارت إلى أن العديد من الجهات والشركات تعمل على تطوير واستحداث هذا النوع من العلاج وما تم الموافقة عليه من بين هذه الأجهزة من قبل مؤسسة الدواء والغذاء الأمريكية هو جهاز ” ميتفونك 670″ وبالرغم كما سبق أن ذكرنا وبخصوص مضخة الأنسولين فإنه يُمكنها الاستشعار والتدخل بدون الأهل في فصل إعطاء الأنسولين ويُمكنها أيضاً زيادة ضخ الأنسولين في حالة ارتفاع السكر حتى في وقت النوم. ويوجد أيضاً أنواع أخرى من المضخات قامت بإنتاجها شركات أخرى غير متواجدة حالياً بالأسواق ولكنه تم تجربتها على العديد من الحالات ويُمكن لهذه المضخات إضافة هرمون أخر إلى جانب الأنسولين وهو هرمون جلوكاجون ولكنه إلى الأن لم يتم الموافقة عليه من قبل الهيئات والجهات الرسمية المنوط بها الموافقة على مثل هذه الأجهزة الطبية، وفكرة هذه المضخة تحديداً أن هرمون الجلوكاجون يقوم برفع السُكر بينما يقوم هرمون الأنسولين بخفض السُكر بالدم، ولكن أشارت الدكتورة إلهام الأمير بأن كلاً من المضخات لها إيجابيات وسلبيات وتأمل في أن تتطور هذه المضخة في المُستقبل القريب.
– أشارت الدكتورة إلهام الأميري إلى وجود أنواع أخرى من المضخات التي تعمل بنظام النانو تكنولوجي وهي كبسولات توضع تحت الجلد وتعمل على ضخ الأنسولين عن طريق نبضات القلب ولكنها ما زالت طور التجارب والتحديث ولم يُوافق عليها حتى الأن.
– أما عن التغذية وعلاقتها بالإصابة بسُكري الدم، نذهب إلى تقرير أعده فريق عمل “برنامج عيادة على الهواء” فدعونا ننتقل سوياً مُتابعينا إلى موضوع الغذاء الصحي الذي أعدته دكتورة نجلاء درويش عبيد (أخصائية التغذية السريرية): حديث الدكتورة نجلاء عن أهمية الغذاء لمرضى السكر الأطفال هو مرض شائع جداً وخاص النوع الأول لأنهم يأخذون كميات من الأنسولين، لذلك من المهم جداً معرفة الكربوهيدرات التي يُحولها الجسم لسُكريات مُقارنة بالأنسولين المُتناول، يُمكن القول بأن الكثير من الأطفال لديهم شهية عالية جداً للسُكريات وخاصة الأطفال منهم المُصابين بالسكر لذلك يُفضل استبدال الوجبات الخفيفة بالوجبات الغنية بالبروتين والتي تكون قليلة نوعاً ما بكمية الكربوهيدرات المتناولة فيُمكن استبدال رقائق الشيبس والبطاطا المقلية بغيرها من المواد قليلة الكربوهيدرات، وكذلك شرب الكميات الكافية من المياه والسوائل لأنها مهمة جداً وتناول الحليب قليل الدسم أيضاً وكذلك الخضروات والفواكه حتى لا يكون هناك سوء للتغذية وتوجيه هذه الفئة العمرية للأطعمة والمشروبات السالف ذكرها بدلاً من توجههم للشكولاتة وغيرها من الوجبات الخفيفة، كذلك من الهام جداً تناول الفواكه بين الوجبات كتناول حبات التفاح أو البرتقال بين الإفطار والغداء، ويجب التقليل من المشروبات التي تحتوي نسبة عالية من السكرات ويُفضل تناول 5 وجبات.. الثلاثة وجبات الأساسية بالإضافة إلى وجبات إضافية ما بين الوجبات الأساسية لاعتماد كميات الأنسولين التي يتناولها مرضى السكر، ويُنصح بتعديل النظام الغذائي المُتناول وضرورة احتوائه على جميع العناصر التي يحتاجها الجسم من كربوهيدرات وبروتينات وفيتامينات وتناول الخضروات والفواكه ومجموعات الألبان والتقليل قدر الإمكان من الدهون والدهون المُشبعة.
مرة أُخرى مع الدكتورة إلهام الأميري للحديث عن أهمية التغذية للتحكم في مرض السكر عند الأطفال والكبار على حد سواء، أشارت الدكتورة إلهام على أن حياة البشر تدور حول الأكل في أي مكان فللأسف وعلى حد تعبيرها أن العادات الخاطئة في حياتنا اليومية قد تؤدي إلى الإصابة بمرض السكر وقد يكون من الصعب تغيير هذه العادات الخاطئة فمن الصحيح عدم حرمان الطفل من أي نوع من الأطعمة حتى الأطعمة السكرة والمشروبات الغازية ولكن بكميات مُعتدلة إذا كان الطفل لديه مُستوى من الأنسولين طبيعي ويجب تعليم الأهل كم يحتاج الطفل من الأنسولين مُقابل هذه الأكلات ومحاولة تنظيم تناول هذه الأطعمة من الوجبات، كذلك لا يُنصح الطفل الغير مريض بالسكر بتناول هذه الأكلات يومياً لأنها ضارة على المدى البعيد.
ويُنصح الأهل بإتباع العادات الصحية الصحيحة وإعداد الأطعمة اللذيذة ولكن بشكل صحي متوازن يحتوي أيضاً على الخضروات والفواكه وبه قليل من الدهون والكربوهيدرات، في بعض الأحيان والأوقات مثل الحفلات قد يأكل الطفل الحلوى ولكن يجب على الأهل تقدير نسبة الأنسولين بالمقارنة بكمية الحلوى المتناولة وهذا كله يحتاج تدريب للأهل للتعامل مع الأرقام بالأجهزة الخاصة بقياس مستوى السكر بالدم بالمقارنة بعدد وحدات الأنسولين وكيفية حساب كمية الكربوهيدرات بالجرامات في الأكل، وهناك بعض الأكلات التي لا تحتوي على سُكر بطبيعتها مثل اللحوم والأجبان والمكسرات فيُمكن تناولها بدون تعاطي أنسولين، ولكن يوجد أنواع أخرى من الأكلات التي تحتوي على سُكر بطبيعتها مثال العصير الطازج والذي يعتقده الناس صحياً وهو على العكس من ذلك لأنه مياه وسُكر فقط سواء كان هذا العصير طبيعياً أو مُعلباً على حد تعبير الدكتورة إلهام وضربت سيادتها مثالاً بعصير البرتقال مثلاً وأنه على الأقل يتم عصر ثلاث حبات من البرتقال تحتوي الحبة الواحدة على 15 جرام من السُكر ولن يتم الشبع وسيرتفع مُعدل السُكر في الدم، ولكن عند أكل عدد 2 من البرتقال سيتم الشبع ويتم أيضاً الاستفادة من الألياف الموجودة داخل البرتقال ولكن العصير يُمكن للاستفادة منه شربه مع الأكل فيتم امتصاصه بشكل أبطأ من شربه على هيئة عصير.
• أشارت الدكتورة إلهام الأميري إلى أنه إذا ما علم الأهل لأول مرة إصابة طفلهم بالسكر تكون صدمة كبيرة بالنسبة لهم وعلى أية حال وبعد تأكد إصابة الطفل بالسكر ونقله إلى المُستشفى يجب تقييم الحالة هل هذه الحالة عبارة عن ارتفاع في مستوى السُكر فحسب؟ أم أنه داخل في مراحل شبيهة بالغيبوبة الكيتونية، هل يحتاج إلى دخول العناية المُركزة أم يُمكن حجزه في قسم الأطفال أم أنه لا يحتاج الذهاب إلى المُستشفى أصلاً في حالة معرفة الأهل بطبيعة المرض عن طريق أن الطفل ليس أول طفل يُصاب بالسكر في العائلة، لأن الهدف من دخول المُستشفى هو التأكد من استقرار حالة الطفل وتفادى مرحلة الخطر، وبعد تفادي مرحلة الخطر أو عدم دخول هذه المرحلة أصلاً فالهدف من دخول المُستشفى هو تعليم الأهل طبيعة التعامل مع المرض.
• وبسؤال الدكتورة إلهام الأميري عن كيفية التعامل مع الأطفال المُشتبه إصابتهم بالسكر عند دخولهم المُستشفى وعن إجراء الفحوصات … أجابت قائلة بأن ارتفاع السكر بالدم في حالة قياسه عشوائياً في وضع الإفطار يكون أكثر من 200 إذا ما تم التأكد من ارتفاع مستوى سُكر الدم يتم عمل التحاليل الأخرى التي تُثبت عدم تطور الحالة إلى ظهور كيتونات بالدم أو في البول فيتم عمل تحليل غازات الدم للتأكد من عدم وجود حموضة في الدم وهو ما يتم بناءً عليه تحديد ما إذا كان الأنسب دخول الطفل للعناية المُركزة أو دخوله قسم الأطفال، ومن الجدير بالذكر على حد تعبير الدكتورة إلهام أن العديد من المرضى الأطفال يدخلون العناية المُركزة بسبب تدهور الحالة بسبب الاكتشاف المُتأخر من الأهل بإصابة الطفل بالسكر وبعد ما يتم تكسير الدهون والعضلات كبدائل للطاقة كما سبق القول ومن المعروف أن الأجسام الكيتونية تُعتبر بدائل للطاقة لكنها مُضرة للجسم وذلك لحموضتها الشديدة مما يؤدي إلى زيادة حموضة الدم وبالتالي حدوث تشوش الدماغ وفقدان الوعي وأحياناً الدخول في غيبوبة وكذا اضطراب في جميع وظائف الجسم.
وإلى تقرير أعدته ” شهد مُهند” عن أحدث تقنيات التكنولوجيا ووسائل علاج سُكري الدم نُتابع سوياً هذا التقنيات.
– من المعروف أن مرض سُكري الأطفال هو أحد الأمراض التي تحتاج إلى مُتابعة شديدة ومُراقبة دورية من قِبل الأهل وكذلك الطبيب المُختص وكما نعلم جميعاً أن الطب دائماً في تطور مُستمر لذلك سنتعرف على أهم التقنيات لعلاج مرض سُكري الأطفال.
– هنا طفلة تُعاني من مرض السكر منذ خمس سنوات وتُعالج بمضخة الأنسولين وتتكون من الجهاز الحساس كما سبق القول وكذلك إبرة المضخة كما وصفت الطفلة وأشارت إلى أن الجهاز الحساس يقوم بقياس مستوى السكر أثناء النوم وفي جميع الأوقات فتتوقف المضخة في حالة انخفاض السكر وعندما يرتفع السكر يقوم الجهاز بإعطاء إنذار ومن ثم يقوم بإعطاء جرعة إضافية من الأنسولين، وتستمر الإبرة في العمل لمدة ثلاثة أيام وأشارت الطفلة إلى أن مضخة الأنسولين أفضل من الحقن لأنها لا تؤدي إلى الوخز المُستمر.
• وعن أحدث المُستجدات في علاج مرض السكر النوع الأول للأطفال تحدث طبيب مُختص قائلاً يوجد أجهزة حديثة لقياس مستوى السكر في الدم تُعطي قراءة مُستمرة لمدة 24 ساعة لمستوى السكر في الدم بدون وخز الطفل عن طريق الإبر وهذا التطور في حد ذاته مُريح جداً للأطفال على حد تعبيره، أما عن أنواع أخرى توجد أنواع مُتغيرة من الأنسولين طويل المفعول وقصير المفعول التي تُناسب نمط الحياة الطبيعية للأطفال، أما عن التطورات الأخرى أشار الطبيب إلى وجود ما يُعرف بالبنكرياس الاصطناعي كما سبق الحديث عنه وهو عبارة عن جهازين يوصلوا بجسم الطفل جهاز يقوم بقياس السُكر والجهاز الأخر يقوم بإرسال إشارات لمضخة الأنسولين والتي تُعطي الأنسولين حسب مستوى السكر في الدم، أخيراً وهو ما زال في طور الأبحاث ” زرع الخلايا داخل الجسم التي تقوم بتعويض نقص الأنسولين في الأطفال وهو ما يفتح المجال بإذن الله تعالى بمُعالجة السكر بدون الأنسولين” ولكن الأجهزة الأخرى كالمضخات والبنكرياس الاصطناعي وغيره من الأجهزة لعلاج السكر تُستخدم في الوقت الحاضر.
• الحلويات والسكرات عموماً بالرغم من خطورتها إلا أنها من أكثر الأشياء التي يُحبها ويرغبها الأطفال إلا أنه من المهم وحفاظاً على صحتهم تقديم الحلوى ضمن الوجبات الغذائية.
• بالرجوع للدكتورة إلهام الأميري أشارت وتعليقاً على التقرير السابق بأن هذه التقنيات تُساعد بشكل كبير جداً وأفضل على التحكم بمستوى السكر ولكن لا يتثنى ذلك إلا مع حُسن استعمال هذه التقنيات وليس بمجرد أن يأخذ المريض الأنسولين عن طريق المضخة فيعتقد أن كل شيء سيُصبح على ما يرام وإنما يجب الالتزام بتعليمات الطبيب أيضاً ومن المهم جداً على حد تعبيرها التدريب المُكثف قبل البدء باستعمال المضخة من جانب الطفل المُصاب بالسكر وكذلك التزام الطفل بالعلاج وكذلك الدعم من قِبل الأهل، وبالحديث عن إيجابيات مضخة الأنسولين يجدر بنا القول بأنها تُقلل من عدد مرات استخدام الإبر وبالتالي تقليل عدد مرات الوخز للطفل وهو في حد ذاته بالشيء المهم والعظيم، فمن الأفضل أن يأخذ الطفل المُصاب بالسكر 4 إبر أنسولين على الأقل منهم إبرة طويلة المفعول تتحكم في إفراز السُكر من الكبد وهي ليست لها علاقة بالأكل فقط لتنظيم السُكر من الكبد ومدتها 24 ساعة تؤخذ في وقت واحد وهي ما تُعرف بالأنسولين القاعدي، أما قبل الأكل بفترة فيجب على الطفل أخذ الإبرة التي تعمل تقريباً مدة من 3 إلى 4 ساعات.
• أشارت الدكتورة إلهام أن الأنسولين الموجودة داخل المضخة هو أنسولين سريع المفعول فإذا حدث أي خلل في المضخة ولم يفحص الطفل ما حدث في المضخة هل هي تعمل أم لا؟ يُمكن سريعاً أن يدخل في غيبوبة كيتونية ولذلك أوصت بأن الشخص الذي يستعمل المضخة يجب أن يكون لديه التزام بفحص السكر سواء عن طريق جهاز الاستشعار الذي يتم تركيبه مُرافقاً للمضخة أو عن طريق استخدام الفحص المنزلي عن طريق الوخز التقليدي أو عن طريق أجهزة حديثة يُمكنها قراءة السكر من فوق الثياب عن طريق جهاز مُثبت بالذراع.
• بعد كل ذلك وبعد معرفة هذه الأجهزة كلها يُمكن القول بأن أدق هذه الأجهزة حتى الأن هو دواء سُكري الدم ولكن هذه الأجهزة الأخرى تُعتبر على مستوى جيد أيضاً من الدقة تُساعدنا على معرفة هبوط السُكر وهي التي تتنبأ بقياس سُكري الدم عن طريق أسهم لأعلى أو لأسفل مما يتثنى معه تغيير نمط الحياة بالنظر لهذه الأرقام فتُسهل كثيراً حياة الطفل السكر وتُريح أيضاً الأهل عن طريق مراقبتها من المنزل فيكون الطفل في المدرسة مثلاً فتصل رسائل بحد أقصى لخمس أشخاص تُمكنهم عن طريق الإنترنت من مُتابعة مستوى السكر في دم طفلهم عن بُعد.
• الجدير بذكر توعية الأهل بالمنزل وكذلك المُدرسين بالمدرسة بمرض السكر وأعراضه حيث أن الطفل يقضي ما لا يقل عن 8 ساعات في المدرسة وهو وقت كبير إلى حد ما فيجب توعية المُدرسين بأعراض المرض وكيفية التعامل مع الطفل المُصاب بالسكر وبسؤال الطبيبة إلهام الأميري عما إذا كان هناك تواصل مع المدارس بشأن كيفية التعامل مع المرضى من الأطفال حاملي المرض أجابت بأن مرض السكر خصيصاً يختلف عن الأمراض الأخرى التي قد يكون علاجها عبارة عن حبوب يُمكن أخذها بأوقات مُعينة ومحددة من اليوم ولا يتغير جرعتها بشكل يومي بينما مرض السكر يصير الأهل معه مثل الأطباء بالمنزل فعلى الأب والأم والطفل بمختلف الأوقات والأنشطة كالأكل مثلاً ومُمارسة الرياضة معرفة ما إذا كان هناك ارتفاع بالسكر أو انخفاض حسب اتجاه السهم لأعلى أم لأسفل وبناءً عليه تحديد جرعته من الأنسولين وهو ما يحتاج كما سبق القول الكثير من التدقيق والتدريب عن طريق جلسات كثيرة مع الأهل لكيفية تطبيق النصائح حتى ينتظم السكر في جسم الطفل، وبسؤال الدكتورة إلهام عن أن بعض الأهل ورغبة منهم في الشفاء السريع لأطفالهم ينفقون المبالغ الطائلة في زرع الخلايا الجذعية هل الطريقة ذات جدوى أم لا؟
– أجابت الطبيبة: حالياً الخلايا الجذعية ما زالت طور التجربة والبحث وبما أنها كذلك ولم تخرج من حيز التجربة على الحيوان فتُعتبر بهذا الشكل غير مقبولة لعلاج السكر من النوع الأول، وبالرغم من وجود عدة جهات تدعي أنها تستطيع شفاء مرضى السكر عن طريق هذه الخلايا إلا أنها جهات تُجارية بحتة وترسم أوهام وأحلام بالشفاء في قلوب المرضى وذويهم وتُعطيهم قصص وهمية موجودة في بلدان مثل الصين وأوكرانيا وكانت سابقاً بألمانيا فهي جهات نصابة على حد تعبير الطبيبة، فعلى الأهل عدم تصديق مثل هذه الأوهام حتى تثبت صحتها حتى الأن.