هل حقًا يوجد فيتامين يُدعى B17 أم أنها خرافة؟
أجابت أخصائية التغذية “رزان شويحات” قائلة: في البداية لابد من التنبيه على أن السعي خلف علاج مرض معين لا يعطينا الحق في اللجوء إلى أشياء غير علمية وغير مثبتة بالأبحاث المعتبرة من الجهات الأكاديمية المعروفة، ففي علم التغذية يُطلق مصطلح فيتامين على عنصر غذائي لا يمكن للجسم الحياة والقيام بالوظائف بصورة طبيعية بدونه، وتأسيسًا على هذه القاعدة نوضح لكل الناس أن B17 يمكن للجسم البشري العيش والعمل بدونه وبالتالي إطلاق اسم فيتامين عليه لا يصح من الناحية العلمية والغذائية، والتوضيح الثاني والأهم أن علم التغذية توقف في تصنيفه للفيتامينات إلى الرقم ،15 ولا يوجد في كل المراجع العلمية الغذائية هذا الذي يُسمى B17، وبالتالي ما يُسمى B17 ما هو إلا خرافة من الناحية الإسمية وخرافة أكبر من حيث كونه غير موجود على أرض الواقع.
إذا كان لا أساس لوجود B17 في الواقع، فما السر في إنتشاره بغزارة على الإنترنت كعلاج للسرطان؟
أشارت “أ. رزان” إلى أنه من المعروف أن الأبحاث المتعلقة بالأورام السرطانية بدأت منذ عصور قديمة ومستمرة إلى الآن في محاولة للتعرف على سبب المرض ولمحاولة إيجاد حلول لوقف نمو الخلايا السرطانية بالجسم وتكاثرها بعد تكونها، والكلام عن B17 ليس بجديد أو وليد اللحظة ولكنه قديم قِدم أبحاث السرطان، حيث ظهرت الأبحاث التي تحدثت عنه منذ عام 1970 ميلادية، وفيها حاولوا إثبات القدرة على إستخلاصه من بذور المشمش وبذور اللوز المُرة، ومن المعروف أن بذور المشمش المُرة وكذلك بذور اللوز المُرة اعتبرها العلماء بذور سامة، ومن هنا بدأ الجدل العلمي في ضحد كل المعلومات المتعلقة بالـ B17 حيث أشارت الأكاديميات والجامعات والمراكز البحثية المحترمة إلى تفاهة هذه الأبحاث وعدم جديتها لأن أساسها باطل وغير علمي، واعتبروا أن ما بُني على باطل فهو باطل، حيث أنه كيف نتحدث عن علاج لمرض ما مستخلص من شيء سام يقضي على حياة الإنسان، وبذلك لم يُلتفت لأي بحث أو شخص يتحدث عن الـ B17 كعلاج لأي شيء.
وتابعت “أ. رزان” قائلة: والدليل الثاني على الخرافة وعدم الجدية البحثية أو العلمية هو أن منظمة الغذاء والدواء الأمريكية عادةً ما تقوم بدراسات مستفيضة لأي شيء يخص صحة الإنسان، وتقوم بتجربة أي علاج أو أي مادة على الحيوانات لسنين طويلة حتى تثبُت كفاءتها العلاجية، وبعد ذلك تقوم بتجربته على الإنسان بشروط معينة وحتى تثبت فاعليته أيضًا، ومع الـ B17 فمنذ ظهوره إلى الآن لم تتخذ المنظمة أي خطوات بحثية أو علمية بشأنه، وهذا دليل على أنها تعتبره خرافة ولا ينبغي إهدار الوقت والمجهود والمال في السعي خلفه لأنه سراب، وتأكيدًا على رفضها لهذه المادة شددت على منع إستخدامها وتناولها وحظرت تداولها لأنها ليست علاج وليست فيتامين ولا أي شيء بل هي مادة مُستخلصة من شيء سام.
أما بخصوص عمليات بيعه وشراءه على الإنترنت فهي نتيجة لحظر تداوله دوليًا في الصيدليات والمستشفيات والمراكز الصحية والعيادات وكل الأماكن الحاصلة على تراخيص من الجهات الطبية والصحية والمراقبة من قِبل تلك الجهات، فلجأ المدعين والأفاقين إلى الإنترنت للتحايل على هذا الحظر، وبصورة عامة لا يصح شراء الأدوية والمستحضرات العلاجية والتجميلية والمكملات الغذائية من الإنترنت، وذلك لأنه لا يصح تناولها بدون إستشارة طبية، وكذلك تعتبر الأصناف المباعة أونلاين مجهولة في كل شيء مثل المصدر وبلد التصنيع والمكونات ونسب المواد… إلخ، ففي هذه الحالة تعتبر هذه المنتجات مواد كيماوية خطرة على صحة الإنسان.
مما يتكون الـ B17؟ وعلى أي أساس يُروج له بأنه منتشر في الأغذية؟
أكدت “أ. رزان” على أن الـ B17 يتركب بالأساس من مادة “السيانيد”، والكل يعرف أنها مادة سامة وخطيرة على حياة الإنسان، بل وتدخل أحيانًا في تركيب المبيدات الحشرية، ومن حيث الترويج بأن الـ B17 موجود في الأغذية الطبيعية فهو كذب وإفتراء، فحتى إن وجد فسيكون موجود بكميات ضعيفة جدًا جدًا لا تؤثر على صحة الجسم، وأعلى تواجد له في البذور المُرة للمشمش واللوز التي أثبت العلم أنها سامة وخطيرة ويمنع المتخصصين من تناولهما، وبالتالي لا يمكن الحصول على الـ B17 إلا بإستخلاصه منها، أما من حيث الأغذية الأخرى فلن يمتصه الجسم منها ولا يمكن إستخلاصه من أي غذاء بطريقة معملية.
إذا ما حدث وتناول شخص الـ B17 بصورة خاطئة، هل تظهر عليه أية أعراض صحية؟
أشارت “أ. رزان” إلى أنه للأسف الشديد الأعراض الأولية التي تظهر على الجسم بسبب تناول الـ B17 تتشابه كلها مع أعراض السرطان والآثار الجانبية للعلاج الكيماوي والإشعاعي، وهذا هو السبب في تخيل بعض مرضى السرطان أن ما يشعرون به من أعراض هو نتاج المرض في حين أن أجسامهم تتسمم وتنتهي وهم لا يشعرون، ومن أبرز أعراض تناول B17:
1. صداع بالرأس.
2. دِوار وغثيان.
3. لعيان (غممان) النفس.
4. فقدان الشهية.
5. القيء المستمر.
6. تلف الكبد.
7. تلف الأعصاب.
8. وعندما تبلغ الأعراض المرضية ذروتها يبدأ لون الوجه في التغير إلى اللون الأزرق لأن مادة السيانيد هي مادة خانقة، وظهور هذا العَرض يعتبر مؤشر على تسمم الجسم بالكامل وعدم وجود فرصة للعلاج والنجاة. وبالفعل سُجلت حالات وفاة بفعل مادة السيانيد وبفعل مادة B17.
وشددت “أ. رزان” قائلة: لهذا نؤكد على ضرورة الإلتزام بالمعايير الطبية، وإتباع الإرشادات الصحية العلمية التي أثبتتها الدراسات المعتبرة، وعدم الإنسياق وراء الشائعات الكاذبة التي تستغل حاجة المرضى للعلاج الشافي للحصول على مكاسب مادية، فلا يوجد واقعيًا علاج للسرطان غير العلاجات المستخدمة اليوم، وما إن تظهر وتُقر أية علاجات أكثر تطورًا وشفاءًا فستستخدمها الهيئات الطبية الرسمية مباشرة دون تأخير طالما أن فيها مصلحة للمريض، أما أي ترويج لأي علاج في أماكن بعيدة عن الهيئات الرسمية والمراكز والعيادات المرخصة والمراقبة من الأجهزة المعنية فهو دعايات مغرضة لا أساس لها من الصحة ولا تهدف إلا للكسب المادي على حساب أرواح المرضى ومعاناتهم.
ونؤكد كذلك على أنه من الناحية الطبية الصحيحة لا يوجد شيء اسمه العلاج السحري الذي بتناوله يحدث الشفاء، فالأمراض وبخاصةً المزمنة منها والخطيرة والحادة يكون علاجها عبر برنامج متكامل يحتوي على عناصر متعددة تؤدي في النهاية إلى الشفاء بإذن الله، لكن أن يدعي شخص أن لديه قرص دوائي ما إن نتناوله لعدد معين من الجرعات فسيحصل الشفاء فهذا الشخص مُدعي ويجب إبلاغ الجهات الحكومية عنه لمحاسبته قانونيًا.
ما أهم النصائح الغذائية لمرضى السرطان؟
اختتمت “أ. رزان” قائلة: من المعلوم أن تكاثر الخلايا السرطانية بالجسم يكون نتيجة لحدوث عمليات أكسدة بصورة غير صحيحة، ولمنع عمليات الأكسدة تلك بطريقة علمية ينبغي التركيز على تناول الأغذية الغنية بمضادات الأكسدة ومن أهمها فيتامينات A وD وE وC ومعادن السيلينيوم والزنك فهذه هي العناصر التي أثبت العلم أنها مضادة للأكسدة، لذلك يجب تناول الخضروات والفاكهة الطازجة وبخاصةً التي تتميز باللون الداكن مثل التوت البري والرمان والخوخ الأحمر… إلخ مع تجنب العادات الخاطئة مثل تناول الأغذية المقلية والتدخين.